صحفيون وإعلاميون: الملك الأكثر جرأة وتأثيراً في دوائر صنع القرار

خلال جولة جلالة الملك عبدالله الثاني أخيرا والتي شملت الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، كان جلالته كعهده دائما الأقدر على توصيف ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلَّة من انتهاكات، والبشاعة التي ارتكبت بحق الإنسان على أرض قطاع غزَّة والتي فاقت كل تصورات البشر ما دفع نشطاء أميركيين على منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن إعجابهم الكبير واصفين حديث جلالته في البيت الأبيض بأنه "الأكثر جرأة وتأثيراً في دوائر صنع القرار" حيث عنونت كبرى الصحف الإعلام الاميركية صفحاتها الرئيسة بمقتطفات من حديث جلالته الذي نقل حقيقة الواقع المؤلم في غزة.
مراقبون ومتابعون أشاروا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) تعليقا على ذلك الى أن الملك تحدَّث خلال جولته بلغة الواقع وما يجب فعله خصوصًا وأنَّه معروف للعالم وانحيازه التَّام للإنسان والقضية الفلسطينية وأنَّ الحل لن يكون إلا بوضع حد للانتهاكات والظُّلم الواقع الشعب الفلسطيني، مشيرين الى أن جلالته الأكثر إدراكا للمأساة التي يعيشها الفلسطينيون.
فقد "كان واضحاً الاهتمام الكبير الذي أولته وسائل الإعلام الأميركية لخطاب وتصريحات جلالة الملك عبدالله الثاني اثناء، وبعد لقائه، الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض لدرجة أن عددا من وسائل الإعلام أعادت تصريحاته أكثر من مرة"، يقول الكاتب والصحفي والمحلل السياسي رمضان الرواشدة.
وأضاف الرواشدة، إنَّ هذه التصريحات كانت محل اهتمام الصحافة الأميركية ومواقع التواصل الاجتماعي الذي حللته واهتمت به إلى حد بعيد لأنَّها تصريحات شرحت المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة نتيجة العدوان الصهيوني المستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر ونصف.
وأكد بأنَّ جلالته هو القائد الأكثر دفاعا عن القضية الفلسطينية والأكثر إدراكا للمأساة التي يعيشها الفلسطينيون قبل السابع من تشرين الأول وبعده، وأنه الصوت العربي الذي يخاطب الغرب والأميركيين باللغة السياسية التي يفهمونها لإنهاء هذه المأساة من خلال حل إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس وحق الفلسطينيين في تقرير مصيره على ترابهم الوطني.
وقال السفير السابق زياد المجالي إنَّ معظم وسائل الإعلام الأميركية اشادت بالطرح الشجاع الذي قدمه جلالة الملك وحتمية وقف إطلاق النار والتحذير من أنَّ القيام بعملية عسكرية ضد رفح ستكون كارثة إنسانية واهمية ان يكون هناك أفق سياسي يؤدي إلى مفاوضات واضحة النتائج تفضي الى دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف المجالي، إن جلالته أكد كل الثوابت المرتبطة بالتطورات السلبية للحرب خاصة الموقف من وكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ووقف الدعم الدولي عنها ونتائج ذلك على الامن والسلم الدولي.
وبين أنَّ مُعظم وسائل الإعلام الأميركية نقلت خطاب الملك حيث أشارت شبكة "سي إن إن" إلى ان جلالته هو أول زعيم عربي يزور البيت الأبيض منذ السابع من تشرين الاول الماضي ويركز على ضرورة وقف دائم لإطلاق النار، مشيرا الى أن "سي ان ان" كررت العناصر الرئيسية التي أوضحها جلالته خاصة أن "العملية البرية في رفح ستكون بمثابة دمار وستؤدي إلى كارثة إنسانية اخرى وأن الوضع لا يطاق بالنسبة لأكثر من مليون شخص تم دفعهم الى رفح منذ بدء الحرب".
وفي حين تناقلت جميع الصحف الأميركية مضمون لقاء جلالته بالرئيس بايدين فإن التعليقات على ما تناقلته الصحافة اكدت الإعجاب بشجاعة الطرح الذي قدمه جلالة الملك ووضوح الرؤية والقراءة الدقيقة لما عليه الأوضاع في المنطقة" يقول المجالي.
من جانبها قالت الصحافية والمختصة بشؤون الحوارات والسِلم المجتمعي، والحاصلة على لقب صانع سلام لعام 2023، رلى سماعين، إن من دواعي الفخر أن نتابع التعليقات على مختلف المنصات الرقمية، خاصة انستجرام وإكس، على خطاب جلالة الملك أمام الرئيس بايدن في واشنطن، مشيرة الى أن جميع التعليقات ودون استثناء، ليست فقط إيجابية، بل كانت تعكس انبهار الناس. يبدو أن هذا الخطاب ليس فقط ملهمًا بل لقي ترحيباً واسعاً، حيث يظهر كمنبع لرفع المعنويات وتعزيز التفاؤل لدى الناس حول العالم.
وأضافت، تعتبر ردود الأفعال هذه تجسيدا للاحترام الكبير الذي يحظى به جلالة الملك في قلوب وعقول زعماء وقادة الدول، فضلاً عن النخب العالمية والشعوب، وتظهر هذه الردود بوضوح تقديرا للدور البارز والمؤثر الذي يقوم به على الساحة الدولية، فالملك ليس فقط قائدًا لبلده، بل يمثل رمزًا للحكمة والقوة الرائدة في تعزيز التعاون الدولي والمحافظة على السلام والأمان.
وبينت سماعين أنَّ الجميع تابع الخطاب، والذين لم يتمكنوا من متابعته بحثوا عنه وتابعوه عبر المنصات المختلفة ذلك أن جلالة الملك عبدالله الثاني قائد استثنائي ويتمتع بشهرة وحب عالميين، يظهر ذلك بوضوح من خلال ردود الفعل الإيجابية التي لاقتها زيارة الملك الأخيرة إلى واشنطن واهتمام شعوب العالم بخطابه في هذه الزيارة.


فقد تميز خطاب الملك بأنه مزج بين الحزم والقوة، والتعاطف مع الإنسانية وكرامتها ودعا أمام أعين العالم بأسره إلى حلول جذرية لوقف التصعيد العنيف في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في فلسطين والأوضاع الراهنة في قطاع غزة. هذا الخطاب جاء من قائد سياسي وعسكري وشخصية قيادية محترمة ومحبوبة عالميًا، ويسعى إلى التصدي للتحديات والحفاظ على كرامة الإنسانية للجمي، تقول سماعين.
من جانبه قال الوزير الأسبق سميح معايطة، ان جلالة الملك يحظى دائما بالمصداقية العالية لدى مؤسسات صنع القرار في العالم لأنه يقدم رأيا سديدا ورؤية متقدمة للأحداث والحلول ويتحدث بلغة واحدة في السر والعلن وفي قضية مثل القضية الفلسطينية فإن الملك ومنذ تولى سلطاته الدستورية يتحدث بمنطق وعقلانية عن السبيل الوحيد من لصناعة السلام في المنطقة والعالم من خلال حل سياسي يعطي للفلسطينيين حقوقهم الوطنية والسياسية على أرضهم وإقامة الدولة الفلسطينية.
واكد المعايطة ان وسائل الإعلام في الغرب وحتى مراكز الدراسات تتابع ما يقوله الملك في ملف صعب مثل العدوان على غزة المتواصل للشهر الخامس وحيث اعداد الشهداء والجرحى والمفقودين والدمار يزداد كل يوم، مشيرا الى أن هذه المراكز تعلم ان جلالة الملك مخلص لفكرة السلام ويتعامل بصدق من أجل محاربة اي عنف..
واكد المعايطة ان الملك يدرك ان هناك دولا في الغرب تدعم إسرائيل بشكل مطلق في هذا العدوان لكنه يعلم أن الواجب يقتضي ان يكون الجهد مستمرا من أجل التأثير على مواقفها من غزة.
من جانبها قالت الباحثة في الشؤون السياسية والقانونية عضو اتحاد الكتاب والصحفيين العرب في أوروبا الدكتورة دانييلا القرعان، إن ما تم تناقله من اخبار وتعليقات تؤكد الى ان كلا من الرئيس الأميركي وجلالة الملك صرحا بالحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار الآن، مشيرة الى ان وسائل إعلام عالمية وعربية واصلت تسليط الضوء على الدور المحوري للأردن بإحلال السلام في المنطقة في ضوء الجولة التي يقوم بها جلالة الملك.
وأضافت، صحيفة "ذا واشنطن إندبندنت" أشارت إلى موقف الدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك لاستثمار العلاقات والمواقف العالمية لوقف إطلاق النار بشكل كامل في قطاع غزة، لافتة الى الموقف الأردني الراسخ والثابت بعيدا عن الحلول الأمنية، كما تابعت قناة "الحرة" الأميركية، تصريحات جلالة الملك عن الدور القيادي الأميركي وضرورة التدخل لإنهاء الحرب وإرساء السلام في المنطقة والدفع نحو التهدئة وكذلك تحذير جلالته من عملية عسكرية في رفح.
فيما أشار موقع "برايتبار" الأميركي أشار إلى تحذير الملك من خطورة الأوضاع في الضفة الغربية والقدس والأماكن المقدسة في المدينة؛ بسبب الاستفزازات الإسرائيلية المتواصلة، وتقييد وصول الفلسطينيين للصلاة في المسجد الاقصى، وتأكيد جلالته على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.