الإعلان عن أجندة المؤتمر العلمي الدولي "النظرية والممارسة في التربية الرياضية المعدّلة"

تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية يومي 6 و7 مارس المقبل

الانباط

أعلنت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في المؤتمر الصحفي الذي عقد، أمس الاربعاء، في أكاديمية الشارقة للتعليم، عن أجندة وتفاصيل المؤتمر العلمي الدولي "النظرية والممارسة في التربية الرياضية المعدّلة" الذي تنظِّمهُ يومي 6 و7 مارس المقبل، تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، وبالشَّراكة العلمية مع جامعة ولاية كاليفورنيا – تشيكو، وأكاديمية الشارقة للتعليم.
ويهدف المؤتمر إلى رفع مستوى الوعي حول أحدث المستجدات والممارسات الحديثة في مجال التربية الرياضية المعدلة للأشخاص ذوي الإعاقة (الإعاقة الذهنية، اضطراب طيف التوحد، الإعاقات الشديدة والمتعددة)، كما يسعى المؤتمر إلى تطوير البرامج والخدمات المُقدمة من خلال تسليط الضوء عليها، وتوفير معارف جديدة وتبادل خبرات مميزة حول التربية الرياضية المعدلة.
منصة معرفية
أكَّدت سعادة منى عبد الكريم اليافعي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أن المؤتمر العلمي الدولي الذي تحتضنه إمارة الشارقة "المدينة الصديقة للأشخاص ذوي الإعاقة"، يُقام بمشاركة وحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين في علوم الحركة والتربية الرياضية المعدّلة، ويعد منصة معرفية للارتقاء أكثر بمستوى البرامج التدريبية والمهارية للأشخاص ذوي الإعاقة.
وقالت إن "المؤتمر يحرص على مناقشة الخصائص التربوية والنفسية والصحية والتطبيقات العملية لمثل هذه الرياضات، كما يفتح المجال للاطلاع على الممارسات الحديثة والمتطورة في الخدمات والتطبيقات، ودعم الأفراد والأسر في هذا المجال".
وأضافت أن موضوع التربية الرياضية المعدلة، ورغم أهميته، لم يلقَ الاهتمام المناسب في البلاد العربية، وهذا يستدعي المزيد من البحث وتسليط الضوء على جوانبه المتعددة، بما يعزز استقلالية الطلاب ذوي الإعاقة ودمجهم في منظومة التنمية المستدامة، ولا بد أن ندرك في مجتمعاتنا أن التربية الرياضية المُعدَّلة، تتيح الفرصة لتنمية المهارات الحركية والقدرات البدنية لذوي الإعاقة عبر برنامج تأهلي وعلاجي، ما يمكنهم من اكتشاف إمكانياتهم، ليصبحوا أكثر ثقةً بأنفسهم وفاعليةً في المجتمعات".
وأوضحت منى اليافعي أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وخلال الفصل الأول من العام الدراسي الحالي، استفاد من خدمات التربية الخاصة فيها وفق أفضل المُمارسات العالمية، 916 طالباً من ذوي الإعاقة الذهنية، واضطراب طيف التوحد، والإعاقات الشديدة والمتعددة، وهم يشكلونَ نسبة 79،41% من إجمالي الطلبة، وهذا الإنجاز ينسجم مع أهداف المؤتمر في رفع مستوى الوعي بأحدث ممارسات ومعارف التربية الرياضية المعدلة للأشخاص ذوي الإعاقة، فالمؤتمر يسهم في تعديل وتكييف المناهج والمقاييس، بما يتلاءم مع أنواع الإعاقة كافة، كما يسعى إلى تشجيع المنظمات الرياضية والجهات الحكومية والمجتمعية، على دعم الرياضات المخصصة، وتحقيق المساواة والعدالة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وتوجهت مدير عام المدينة رئيس المؤتمر بالشكر إلى شريكَي المدينة في تنظيم المؤتمر، جامعة ولاية كاليفورنيا - تشيكو في الولايات المتحدة الأمريكية، وأكاديمية الشارقة للتعليم، وإلى رعاة المؤتمر: هيئة الشارقة للموانئ والجمارك والمناطق الحرة، ومؤسسة نفط الشارقة الوطنية، وغرفة تجارة وصناعة الشارقة، وشركة إليكو للصناعات المحدودة، ومدرسة المعرفة الدولية الخاصة، وبنك دبي الإسلامي.
مزيج من الأبحاث وورش العمل
وفي رسالة مرئية مُسجلة عبَّرت البروفيسور "ريبيكا لايتل" من جامعة ولاية كاليفورنيا - تشيكو عن سعادتها لأنها ستكون قريباً في إمارة الشارقة، العاصمة الثقافية والتعليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، مشيدةً بالتعاون القائم بين الجامعة ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وأكاديمية الشارقة للتعليم، والعمل المشترك في تنظيم المؤتمر العلمي الدولي "النظرية والممارسة في التربية الرياضية المعدلة".
وأشارت إلى أن المؤتمر سيشهد مزيجًا من الأبحاث الحالية، وورش عمل عملية تحتوي على معلومات يمكن العمل بها على الفور، مؤكدةً أن الجميع متحمس لهذا التعاون بين كبار المتخصصين من جميع أنحاء العالم، الذين سيقدمون أبحاثهم وأنشطتهم، حيث يعد هذا التعاون الدولي مهمًا للغاية لتوسيع المعرفة المهنية.
توجه ابتكاري
كما أكدت الأستاذة خولة أحمد الحوسني، مدير العمليات بأكاديمية الشارقة للتعليم أهمية التعاون المشترك مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وجامعة ولاية كاليفورنيا - تشيكو لدعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وفق أفضل الممارسات العالمية في مجال الرياضة المعدلة.
وقالت: تعد التربية الرياضية المعدلة تحولاً مهماً في عالم التعليم، حيث تمتزج الابتكارات التكنولوجية بالمفاهيم التقليدية لتوفر بيئة تعليمية تتيح للأشخاص ذوي الإعاقة الاستفادة القصوى من تجاربهم التعليمية، وسيسهم الاستثمار في هذا الميدان الحيوي بشكل كبير في تعزيز قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة وتفاعلهم الإيجابي مع التعلم.
وأضافت: "نحن نؤمن في أكاديمية الشارقة للتعليم بقدرة العلوم، بمختلف تخصصاتها، على منحنا حلول فعّالة للتحديات التي تواجهنا جميعاً بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة، ونحن ملتزمون بتقديم دعمنا الكامل للمبادرات التي تهدف إلى تعزيز التربية الرياضية المعدلة، ونعتبر هذا التوجه الابتكاري جزءاً لا يتجزأ من رؤيتنا لتطوير بيئة تعليمية شاملة ومتكاملة للجميع".
محاور المؤتمر
من جانبه تطرق الأستاذ محمد فوزي مدير مركز التدخل المبكر، ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، إلى أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حريصة منذ تأسيسها على تقديم كل ما هو جديد للمجتمع المحلي والعربي والعالمي، ومن هذا المنطلق ومنذ سنوات عدة، تنظم المدينة مؤتمراً علمياً سنوياً استكمالاً لهذا النهج.
وكشف أنه تم استقبال ملخصات وأوراق عمل 63 مشاركة من 17 دولة مختلفة (10 عربية و7 أجنبية)، ومن عدة جهات داخل وخارج الدولة، وعكفت اللجنة العلمية للمؤتمر خلال الفترة الماضية على دراستها واختيار ما هو أكثر مواءمة وملاءمة لاحتياجات وتطلعات المؤتمر وصولاً إلى مرحلة إعلان الجدول النهائي للمؤتمر.
وتطرق فوزي إلى محاور المؤتمر "التأهيل" الذي يغطي الاختبارات والمناهج والتطوير المهني والسياسات بالإضافة إلى تجارب عالمية، أما المحور الثاني "الصحة والسلامة" للتحدث عن الفوائد الصحية والجوانب الطبية المتعلقة بالمجال، والبيئة الآمنة والتغذية، والمحور الثالث "التكنولوجيا" ومن خلاله سيتم عرض تجارب ثرية في مجال التقنيات والأدوات المتاحة والمعدلة لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة على الانخراط في الرياضات المحببة إليهم، أما المحور الرابع "التعليم الدامج" يركز على أهمية الألعاب والأنشطة الدامجة ودور المعلمين والاختصاصيين في مجال التربية الرياضية المعدلة والتنمية المستدامة، كما سيكون هناك العديد من الأنشطة الرياضية المعدلة التفاعلية خلال المؤتمر، وهذه المحاور تمت تغطيتها عبر 18 ورقة عمل لـ 26 باحثاً، وسيتم تنظيم أربع ورش عمل على مدار يومي المؤتمر.