محاضرة تسلط الضوء على الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف التراث الثقافي والديني بفلسطين

سلط الباحث الدكتور محمد ناجي عمايرة الضوء في محاضرة ألقاها مساء اليوم السبت، في المقر الرئيس لرابطة الكتاب الأردنيين بعمان، الضوء على الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف التراث الثقافي والديني في فلسطين.
وقال الباحث عمايرة، في المحاضرة التي أدارها الباحث عبدالله حمودة وحملت عنوان: "العدوان الصهيوني على التراث الثقافي والديني في فلسطين"، إن الثقافة بعامة والتراث بخاصة يشكلان ركائز أساسية في مقاومة العدوان الإسرائيلي ومواجهته، لافتا إلى أن الإسرائيليين اهتموا بطمس الثقافة الفلسطينية وعملوا على نهب التراث الفلسطيني وادعوه لأنفسهم.
ولفت إلى أن السردية الصهيونية قامت على التزييف والاختلاق والتزوير سواء على مستوى التاريخ القديم أو الحالي، مشيرا إلى ما قاله الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي في كتابه الصادر 1995 بعنوان "الأساطير المؤسسية للسياسة الإسرائيلية" بأن هناك مجموعة من الأساطير تقوم عليها السردية الإسرائيلية المعاصرة ومنها أساطير تأخذ بعدا دينيا مثل أسطورة الأرض الموعودة وشعب الله المختار والتصفية العرقية ومنها أساطير معاصرة مثل معاداة السامية والمذبحة أو الهولوكوست في العهد النازي وأسطورة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".
كما أشار إلى كتاب كيث ويتلام الذي حمل عنوان: "اختلاق إسرائيل القديمة" وصدر عام 1996 والذي يتناول نفس الآراء والمفاهيم التي تناولها جارودي.
ولفت الباحث عمايرة إلى أن محو الثقافة الفلسطينية جزء من المخطط السياسي لفرض الهيمنة الإسرائيلية وإدامة احتلالها، ضمن هدفين متزامنين؛ الأول التهويد أو "الأسرلة" أو ادعاء الملكية، والثاني إنهاء هوية التراث الفلسطيني وعروبته وإضعافه أو التقليل من أهميته، مشيرا إلى أن إسرائيل تركز في ذلك على التراث المادي مع شمول التراث غير المادي بهذا المخطط.
واستعرض الباحث عمايرة عددا من الأمثلة للعدوان الإسرائيلي على التراث الثقافي والديني في فلسطين، ومنها اعادة تسمية القرى الفلسطينية التي أصبحت "مستعمرات" أو مستوطنات بأسماء عبرية توراتية لطمس الهوية الأصلية، والاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية دون تمييز.
وتناول في محاضرته العدوان الإسرائيلي على التراث الثقافي في غزة، مشيرا إلى تعرض المساجد والكنائس والمواقع ذات القيمة الثقافية والأثرية إلى قصف يومي ممنهج.
وفي هذا الإطار، استعرض عددا من المواقع الثقافية والتراثية والأثرية ودور العبادة التي استهدفها ويستهدفها العدوان الإسرائيلي في عدوانه الحالي على غزة، ومنها متحف وليد العقاد في خان يونس وشارع السكة نسبة الى سكة الحديد التي أنشئت في 1892 والمسجد العمري وكنيسة القديس بيرفيريوس.
وفي ختام المحاضرة التي حضرها عدد كبير من الكتاب والباحثين والمهتمين جرى حوار موسع بين المحاضر والجمهور.
--(بترا)