ولي العهد في سنغافورة.. حضور وزيارة واعدة



دعاء الزيود


من النادر أن تشهد منتديات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تستضيفها العاصمة السنغافورية الإقبال الذي شهده "المنتدى الأردني السنغافوري لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات" الذي التأم في سنغافورة حيث شهد حضورا استثنائيا من الجانبين الأردني والسنغافوري.

كما أن وصول ولي العهد والأميرة رجوة إلى العاصمة السنغافورية، جذب منعرجا لتلك الزيارة لتتجلى باكورتها وتنعم بإهتمام وسائل الإعلام الأردنية والسنغافورية على مختلف أنواعها المكتوبة والمسموعة والمرئية، حري بنا أن نشير إلى الأعداد الكبيرة من الصحافيين التي كانت تنتظر وصولهما إلى إطلاق منتدى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأردني_ السنغافوري، الذي تعقده وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة إلى جانب السفارة الأردنية بسنغافورة.

لعل من باب الضرورة الإشارة إلى ان المنتدى هدف إلى التركيز على تنشيط الشراكات وإطلاق شراكات جديدة لقطاعات متعددة في البلدين، خاصة استكشاف فرص استثمارية جديدة في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

واللافت أن هذا الاستحقاق اكسب ولي العهد والأميرة رجوة منذ عقد قرانهما أهمية خاصة في نظر الشباب الاردني، والدليل على ذلك مشاركتهما شخصيا في المنتدى الذي تقيمه السفارة الأردنية في سنغافورة عشية التئام وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة لتكون الاردن مستقبلا واجهة رائعة لإظهار التحولات التي تشهدها المملكة للعالم أجمع. فالدور المتعاظم الذي أخذ يحتله الأردن إقليميا ودوليا في السياسة المستقلة بات ينتهجها سموه إزاء القضية الفلسطينية، كما ابرزها سموه خلال الزيارة بأنها جاءت تزامنا مع الوقت العصيب التي تمر به المنطقة، قائلا "أن المشاهد تمزق القلب في غزة والخسائر فادحة في أرواح الأبرياء" والذي رأى خلالها ولي العهد أن الهدف هو تبادل الرؤى الثنائية والانكباب على الملفات الكبرى أكانت إقليمية أم دولية ولتوطيد عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، مشيرا إلى ضرورة تعزيز التعاون في مختلف المجالات، بخاصة الاقتصادية.



بالاستناد إلى ما سبق - أن دور ولي العهد أصبح مركزيا الآن مما أصبح ينتهج سياسة والده الذي باتت واضحة للعالم أجمع والذي لا يختلف اثنان فيها لنجد أن غرضها الترويج للمصالح للمملكة الاردنية ولرؤية تشكل استراتيجيته لما بعد ذلك.

لكن في تصوير المشهد عن بعد نرى أن الدور الذي أخذت المملكة الاردنية تلعبه، لا غرو من تأكيده بأن لا شيء في الشرق الأوسط يمكن أن يتم من غير السياسة الأردنية الحكيمة فمن المهم لبلد مثل سنغافورة التواصل مع المملكة لتوطين الإنتاج والتمكن من النقلة التكنولوجية والتأهيل والتدريب والتعاون بين المؤسسات السنغافورية مع الأردن في التبادل المعرفي بمجالات الإصلاح الإداري والتعليم المهني والتقني للوصول إلى شراكة حقيقية بعيدة عمّا كانت عليه خلال العقود السابقة.

لا يماري أحد في أن المنتدى شكَّل فرصة للتلاقي ورسم حضور ولي العهد بأهمية كبيرة تعلقها المملكة على هذا الحدث، والذي بين للجميع أن وسموه يتابع شخصيا هذا الملف وأنه يريد من وجوده في سنغافورة الالتقاء بأكبر عدد ممكن من كبار المسؤولين وقادة أعمال شملت توقيع اتفاقيات وتفاهمات بين البلدين.