العرب يدفعوا الثمن وإيران تقبض ..
العرب يدفعوا الثمن وإيران تقبض ..
دول المنطقة هم الوحيدون من تضعهم الازمات في مخاض عسير من كل النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية نتيجة العبثية الايرانية في المنطقة ، فايران تدفع بكل قوتها لإبقاء المنطقة ملتهبة ، وهذا الصراع الديني التي تتقمصهُ ايران سيكلف المنطقة والاقليم الكثير من التبعيات والاحمال التي ستزيد فيها الخلافات العربية العربية والعربية الدولية ، والتي ستنعكس على امن شعوبها وحياتهم المعيشية والرابح ايران في كل الظروف ، اذا لم تجد من يردعها ويضع حلول لتلك المعاناة .
سأعود للأردن والتي ستكون من أكثر الدول التي ستمر بمراحل صعبة نتيجة هذه الصراعات والمشادات في الاقليم الملتهب ، فمنذ ان نشبت حرب غزة ونتيجة مواقف الاردن اتجاه هذا العدوان ، تحمل الاردن ضغوطات كثيرة منها الظاهرة ومنها الباطنة التي سنرى نتائجها خلال المراحل القادمة ، من ضغوطات اقتصادية ومادية وقلة المساعدات الدولية والعربية ، كذلك لا ننسى معاناة الاردن على حدودها ، ومحاولة اقحام الاردن في صراعات داخلية عميقة وخطيرة نتيجة تلك التحركات والتحرشات للفصائل الموالية لإيران التي ترتكز بقواعدها على الحدود الجنوبية لسوريا ، ومحاولات اختراق حدود الاردن ، وما تحمل تلك التصرفات من محاولات زعزعة الامن والاستقرار والتي تمتد لدول الخليج اذا لم يكن لتلك الدول استجابة لدعوة الاردن ، وكذلك ما تعانيه الاردن على منافذها البحرية نتيجة تصرفات الحوثيين في باب المندب وخليج العرب وعدن والتحرشات الايرانية وتهديدها للخطوط البحرية في المنطقة ، التي اضرت بالملاحة وحركة البواخر القادمة الى موانئ الاردن ، والتي ستنعكس على التجارة والاقتصاد والى ارتفاع كلفة النقل البحري ، مما سيحمل الاردن أعباء مالية جديدة .
الصراع في المنطقة سيتسمر لسنوات ، فإسرائيل لن تنقاد للمطالب العالمية لإيقاف حربها على غزة ، وايران لن تكف عن العبث في امن الاقليم والمنطقة لحين تحقيق مبتغاها ونفوذها ، والمقاومة وحركة حماس لن تتراجع عن قرارها وحقها في المقاومة ، وحزب الله سيأخذ منحى اخر في جنوب لبنان، مما يسهم في ادخال لبنان في حرب اخرى لتحقيق مآرب ايران ، وسيكون عواقبها وخيمة على لبنان واقتصاده ودخوله في صراعات وحرب داخلية ، وهذا ما تتمناه ايران لتحقيق اهدافها وسيطرتها ونفوذها ، وسيتحفظ الحوثيون بحق الرد على الغارات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن بأجل غير مسمى ، وبدعم ايراني مما يوثر على المنطقة والاقليم ، والمنطقة ستكون في معترك الصعوبات الاقتصادية والسياسية والمالية ، والمستفيد في الاقليم من هذه الاستفزازات والحروب هي ايران .
بالعودة الى الضربات الجوية، بحسب الخبراء العسكريين، فإن الضربة كانت قاسية، وأتت بنتائج مرضية بالنسبة لأميركا وبريطانيا والتحالف ، إذ أن الضربات أصابت أهدافها، وألحقت خسائر فادحة بالقدرات العسكرية للحوثيين وهذا سيؤدي الى قيام ايران بالرد وتزويد الحوثيين بالمعدات وادخال الشعب اليمني في عركات داخلية ، فأهمية الضربة على الحوثيين في اليمن، ليس إنها تتزامن مع الحرب في غزة، بل بالمفاوضات والتصعيد الحاصل في جنوب لبنان، وغيرها من التوترات التي تقوم فيها الفصائل المسلحة في سوريا والعراق التي تأتي من مصدر واحد وهو إيران ، والتي دائما ما تستخدم اطراف وجماعات عربية في العالم العربي ليدفعوا الثمن بينما تقوم هي بقبضه .