نذير عبيدات ، هل قام بدرء الفتنة؟
عزت الحزام
وردتني الكثير من الاتصالات من أصدقاء وزملاء صحفيين تسألني لِمَ لمْ أعلق على ما ورد من أسئلة في امتحان الثقافة الوطنية في الجامعة الأردنية وما أحدثته تلك الأسئلة من ضجة ، واتهمني أحدهم بأني التزمت الصمت لقربي من ذلك الرجل ، معالي الدكتور نذير عبيدات ، وبحكم صداقتي منه.
فكان ردي: بأني أعرف هذا الرجل معرفة تامة ، وأعرف جيدا البيت الذي خرج منه والبيئة التي ترعرع فيها.
وعلى الرغم من أن في بعض الأحيان ، فإن علاقتي فيه يتخللها المد والجزر ، إلا أنني سأقول فيه ما يمليه علي ضميري.
نذير عبيدات ، مع حفظ الالقاب ، رجل عصامي ، صنع نفسه بنفسه ، لم يلتفت إلى اسم عائلته ، بل لعلمه ودينه ، تربى وترعرع في بيت دين وقيم وأخلاق ، وسينتصر لعاداته ودينه وقيمه وأخلاقه.
نذير ، وكما أدعوه ، حمامة المسجد ، لا يقبل بعبارة نابية تقال أمامه ، فكيف سيرضى على أبنائه الطلبة بإيماءات وردت في امتحان ، ربما خان التعبير صياغة واضعيه ؛ ورددت: بأني أقسم بأن لا يمر هكذا أمر ، مرور الكرام عليه.
نذير ، الذي كثيرا ما نأى بنفسه من أن يتوسط لأي من أقاربه ، وربما لا تعجب أقاربه هذه العبارة ، لكي لا تعتبر مفسدة عليه ، وعندما كنت أناقشه لماذا ؟ كان رده دائما: لا أخدم ولدي على حساب الآخرين ؛ والله على ما أقول شهيد.
انتصر نذير عبيدات لدينه وعاداته وتقاليده وبيئته ، واستبق ربما إجراءات لم تفعلها الحكومة ، بأن أوقف واضعي الأسئلة عن العمل وأنهى عقودهم وحولهم للمدعي العام ، ولم ينتظر نتائج التحقيق كي يتخذ إجرائه ، وانتصر لأبنائه الطلبه وألغى الامتحان.
نذير ، الذي نهض بأم الجامعات وجعل تصنيفها في مقدمة الجامعات العربية على تصنيف QS ، فوضعها بفضل جهوده وجهود فريق عمله ، الثامنة عربيا و٣٧٢ عالميا ، وهذا ليس بجديد عليه ، ينتصر كما عادته ، للحق وللدين والعادات والتقاليد.
هذه شهادتي (وربما تكون مجروحة) برجل أعرفه كما أعرف نفسي ، ورافقته في كثير من الأحيان ، وأعلم جيدا أنه لن يتوانى بأن يطبق القانون على نفسه -إن لزم الأمر-.
دمتم ودام الوطن