أمراض القلب النفسية.. خطر يداهم المجتمع

د. الطراونة: التشوهات المعرفية توقع صاحبها ضحية للأفكار الخاطئة



العكور: الضغوطات النفسية والتوتر من عوامل جلطات القلب وارتفاع الضغط

الانباط- غيداء الخالدي

تختلف ردود افعال الاشخاص اتجاه الضغوط النفسية وهذا يعود الى السمات الشخصية التي يتمتع بها كل فرد، بالاضافة الى طريقة معالجة الفرد الى "المثير" الذي يتعرض له وخاصة من الافراد الذين لديهم تشوهات معرفية، لذلك نجد انه بعد تعرض بعض الافراد للتوتر او القلق او الضغوط النفسية لفترات طويلة، يمكن ان يصابوا بأمراض القلب والأوعية الدموية، مما يستدعي ان أخذ الحذر وعدم الانفعال عند التعرض للضغوطات للمحافظة على الصحة .

يقول اخصائي القلب والاوعية الدموية الدكتور فخري العكور ان التأثيرات النفسية والتوترات من عوامل الخطورة التي تؤدي إلى تصلب الشرايين وحدوث انسداد الشريان الذي يسبب جلطات القلب وارتفاع الضغط الشرياني .

وحذر من ان حدوث حالات مثل التوتر والقلق و الاضطرابات النفسية والضغوطات المحيطة سواء نفسية او بيئية، مثل الضجيج تؤدي جميعها الى قيام الجسم بافراز هرمونات التوتر(الكورتيزول ،والأدرينالين) التي تؤدي إلى تشنج الشريان التاجي وارتفاع الضغط الشرياني الذي يؤدي بدوره الى تصلب الشرايين

وبين انه عند حدوث غضب او توتر سلبي شديد قد يحدث انسداد مفاجئ في احد الشرايين التاجية أو بعضها مما يؤدي إلى جلطة قلبية حادة أو ذبحة صدرية ليشعر الإنسان بالم شديد عند منطقة الصدر و تعرق وغثيان ودوخة وغيرها من اعراض الجلطة القلبية .
‏و أشار إلى أهمية إن يمرن الإنسان نفسه على تحمل الضغوطات وأن لا يتفاعل بشكل كبير مع الضغوطات و المواقف السلبية ليستطيع العيش بسلام ، مشيرا إلى أن الامور الدينية تلعب دورا كبيرا في ذلك، فالإنسان المتدين اعصابة تكون اقل انفعالا في التوتر والضغوطات وتحمله للمصائب اسهل بسبب إيمانه بقضاء الله وقدره.

ووفق بيانات مركز التحكم والوقاية من الأمراض CDC،
تؤثر المشاكل النفسية في فرص الإصابة وعوامل الخطورة لأمراض القلب، حيث وُجد أنها قد تؤثر على ضغط الدم مسببةً ارتفاعه، أو إسراع القلب.
كما وجدت الدراسات أيضاً إمكانية تسبب القلق أو الحالة النفسية بنقص التروية الدموية للقلب، وبالتالي احتمالية التعرض للنوبة القلبية،و من الممكن أن تسبب الحالة النفسية ارتفاعاً في مركبات الدم، كنسبة الكورتيزول، أو الكالسيوم الموجودة بالدم، متسببةً بمشاكل عديدة على مختلف أعضاء الجسم.


في الجانب الاخر يرى الاستاذ الدكتور في علم النفس بجامعة مؤتة احمد الطراونة، ان الضغوط النفسية مزيج من ثلاثة عوامل وهي البيئة الخارجيّة التي يعيش فيها الفرد، والمشاعر والأحاسيس والافكار السلبيّة التي تسيطر على الفرد، ومجموعة الاستجابات الجسميّة الفسيولوجيّة الصادرة عنه، وبالتالي تظهر الضغوط النفسيّة عند تفاعل هذه العوامل مع بعضها ، ونتاج ذلك هي حالات القلق والاكتئاب والتوتر التي تسيطر على ذات الفرد ونفسيّته.
واوضح العكور ان اهم اسباب الضغوط النفسية هي العوامل الاقتصادية التي يمر بها الفرد وخاصة الفقر والبطالة، و ضغوطات العمل، والصدمات مثل تعرض الفرد الى ازمات او فقدان احد المقربين، او خبرات الفشل، محذرا من التشوهات المعرفية لدى الفرد "اي أن الفرد المشوه معرفياً يفسر الأحداث بطريقة خاطئة نتيجة معالجته للمعلومات بطريقة خاطئة" ، وذلك يجعله يحرف المعلومات، ويقع دائماً ضحية للأفكار الخاطئة دون الرجوع إلى أدلة تثبت معلوماته.

ونوه الى ان أكثر التشوهات المعرفية لدى الأفراد ،هي نقد الذات ليشعر الفرد بتقدير ذات منخفض و لوم الذات على الأحداث السلبية، والتي تخرج عن إرادته، وغير القادر على السيطرة عليها، بالإضافة إلى شعور الفرد باليأس، والقلق، واعتقاده أن المستقبل شيء مجهول، وأخيراً انشغال الفرد بالخطر، وإحساسه بأن كم الخطر كبير في الحياة التي يعيش فيها.

وبين ان التعامل مع الضغوط النفسية يتم من خلال التفكير الايجابي وتعديل التشوهات المعرفية، والتدريب على التفكير الشمولي لأنه ينمي الرضا عن الحياة لدى الفرد لانه يتناسب مع طبيعة الحياة التي نعيشها، وخاصة مع التطور السريع للعالم الذي لا يشجع الفرد على الخوض في التفاصيل بسبب الطبيعة المتطورة للحياة، مما يساعد الفرد على التوافق، والاندماج مع المهام الحياتية المختلفة.
واضاف، في واقع الامر كلما اكتسب الإنسان مهارات معينة في التفكير ساعده ذلك على مواجهة التحديات اليومية، ومنها مهارات القدرة على تجاهل التفاصيل، والتعامل مع الأحداث بصورة كلية، وبالتالي ينمي لديه القدرة على تجاهل التفاصيل الدقيقة في الأحداث و الى الإدراك الكلي للحدث، و القدرة على التعامل مع الأهداف المتناقضة، ووضع اولويات لأعماله.