رحيل صالح العاروري
ءحمادة فراعنة
عدم اليقظة، وعدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية الكاملة المطلوبة، ودوام المكتب والجلوس فيه أدى إلى اغتيال صالح العاروري ورفاقه ببساطة مقيتة، وبذلك تمكن الموساد من توجيه ضربته القاتلة للقائد الحمساوي ورفاقه.
هدية مجانية حصل عليها نتنياهو من خلال تخطيط وتنفيذ ديفيد برنياع رئيس الموساد، وشاركهما الفرحة قادة المؤسسة العسكرية: هيرتسي هليفي رئيس الأركان، وأهارون حاليفا رئيس الاستخبارات أمان، وتساحي هنغبي مستشار الأمن القومي، وعوديد بيوك رئيس شعبة العمليات في الجيش.
كما شاركهم المباهاة رونين بار رئيس الشاباك، إضافة إلى الوزراء: يوآف جالنت وزير الدفاع، وايتمار بن غفير وزير الأمن، وسموترتش وزير المالية الوزير المشارك في وزارة الدفاع.
جميع هؤلاء كانوا متهمين بالتقصير والإهمال، بسبب عملية 7 أكتوبر، كل منهم في مجال عمله، ومرشحين للاستدعاء للتحقيق بسبب الصدمة المفاجأة التي وجهتها لهم حركة حماس من خلال نجاح عملية 7 أكتوبر.
وزاد وجعهم وقلقهم بسبب الإخفاق والفشل في تحقيق أهداف خطة الرد الثلاثية التي وضعها يوآف جالنت، في عملية القصف والتدمير والقتل والاجتياح لقطاع غزة:
1- فشلوا في إطلاق سراح أي من الأسرى الإسرائيليين المعتقلين المحتجزين لدى حركتي حماس والجهاد، بدون إجراء عملية التبادل.
2- فشلوا في قتل أو اعتقال أو تصفية أي من قيادات حركتي حماس والجهاد.
3- فشلوا في دفع أهالي قطاع غزة نحو الرحيل إلى خارج فلسطين بإتجاه سيناء مصر، رغم تدمير بيوتهم وترحيلهم عنوة عنها ، وتحويلها إلى خرابات وأكوام من الركام.
فشلت خطتهم في قطاع غزة، وأخفقوا في اصطياد واغتيال: يحيى السنوار، محمد ضيف، مروان عيسى، الذين يقودون حركة حماس وقوات القسام مع رفاقهم في مواجهة الاجتياح، فوق الأرض وعبر الأنفاق والخنادق في جوف الأرض وتحتها.
فشلوا في غزة من النيل من قادة حماس، ونجحوا في تصفية صالح العاروري نائب رئيس حركة حماس، المسؤول الأول عن حركة حماس في الضفة الفلسطينية، واغتياله، وبذلك يستطيع نتنياهو المباهاة وإنهاء العبس من على وجهه، وستظهر فرحة النجاح التي حققها، تعويضاً لجزء من الفشل الذي وقع فيه، وسيدفع ثمنه أمام التحقيقات، وأمام المجتمع الإسرائيلي، وأمام المعارضة التي تتحفز ضده، فجاءته الهدية بنجاح اغتيال الشهيد صالح العاروري، وبذلك وجه رسالة متعددة لكل من: أولاً حركة حماس، خاصة وأنه سبق له وهدد بقتل قيادات حماس في الداخل والخارج، فشل في الداخل وها هو ينجح في الخارج، وثانياً إلى حزب الله، بعد تهديدات حسن نصر الله وتحذيراته من محاولات المستعمرة لاغتيال أي شخص مسؤول في لبنان، وها هو نتنياهو يفعلها، وثالثاً للشعب الفلسطيني الذي يتوق للانتصار مهما بدا متواضعاً أو ثمنه باهظاً، في مواجهة المستعمرة.
رحيل صالح العاروري خسارة لحركة حماس، وللحركة الوطنية الفلسطينية المكافحة، وخسارة للشعب الفلسطيني، على طريق رحلة النضال والتضحية وصولاً نحو الانتصار وهزيمة العدو.
والدته كانت فوق الوجع والخسارة وعبرت عن الإيمان والثقة، وأن رحيل ابنها صالح العاروري الخطوة القريبة نحو الانتصار.