الوطنية ليست لحنا بالحناجر والهتافات


محمد علي الزعبي 

النزول إلى الساحات والاعتصامات لن تحقق المنفعة إلى الشعب الفلسطيني ونيل حقوقه ، ولا بالتسويف والبهرجات الإعلامية ولا بالتعصبية التي تفضي إلى حتمية زعزعة الامن الداخلي ونزع الثقة بين القيادة والمواطن  ، فالتعصب جموداً في العقل لانه لا يسمح للدولة في رسم خططاً سياسية أو قانونية اتجاه القضية الفلسطينية والقدرة الملكية في تغير مسارات متقدمة في القضية الفلسطينية وتحقيقها ، ونقف على السلبيات والعيوب في الاراء المعروضة ، وكانها لم تاخذ نهج عميق اتجاه حرب الإبادة ، والتزلف والاستزراء من كل الإجراءات التي استطاع جلالة الملك والحكومة في انتزاعها من العالم نتيجة هذه المواقف التي غيرت مجريات الامور .

ان ظاهرة التعصب تكمن في انها قائمة على الكراهية والازدراء والتميز وخلق وتعكير صفوا المجتمع بقصد او غير قصد ، واشدها فتكاً وتدميراً ، وأكثرها خدمة لاعداء الوطن ، فالتعصب والنظرة الاحادية من جانباً واحد ، هو مرض خطير الذي تتعدد أشكاله واخطرها التعصب الفكري والتزمت وعدم النظر إلى ما حققته السياسة الأردنية في دعمها للقضية الفلسطينية ، والسعى إلى استحداث شبكة عالمية واقليمية للوقوف مع الشعب الفلسطيني ، وهذا الصراع الذي تحدثه فئة معينة من شرائح المجتمع أن كانت حزبية أو نقابية أو شخوص ، بفتح فجوات بين فئات المجتمع،  يسهم الأعداء في تزكيتها ، مستغلين وسائل الإعلام لتوسيع هوة الخلاف وحداث الفوضى والغوغائية وعدم الاستقرار ، والخاسر الأكبر سواء في التعصب للرأي أو التعصب المذهبي والعقائدي هو الوطن .

فالطرق السياسية والقانونية التي ينتهجها الاردن وقيادته هي الطريقة الأسمى لحقوق الفلسطينين على أرضهم ، وارساء قواعد الشرعية الدولية ومسارات متقدمة في نزع حقوق الشعب الفلسطيني واحقاق السلام العادل والمتزن ، وهي قاعدة وركيزة تجتمع بها معاني سامية لتعزيز سيادة الشعب الفلسطيني،  لتكون نواه موحدة في حمايتهُ ، والمحافظة على امن واستقرار الاردن والمنطقة ، ووضع ركائز متينة لجميع السياسات الاردنية التي تحمي حدوده او التداخلات الخارجية ، واختراق شبكتهُ الداخلية وتوحيد الفكر والمصلحة العليا للدولة،  وتحت سياسات واضحة ورزينة .

فالوطنية ليست لحناً بالحناجر او الهتافات الرنانة او المناكفات ، او في بهرجة الكلمات او التجمعات ، الوطنية هي المثول للوطن وقيادته فيما ينتج ويسعى من أجل الحقوق والواجبات الوطنية والعربية النابضة ، فلا احد يزاود على الاردن ودوره المحوري والرئيسي اتجاه القضية الفلسطينية .