غزة تقاتل من أجل مصر!!!

من أجل الحفاظ على السيادة المصرية فى سيناء تشتبك المقاومة الفلسطينية فى معركة رفع المصيرية، ومن أجل حماية الخط الأحمر المصري بالتهجير تناضل المقاومة فى الفلسطينية فى خان يونس الصمود، ومن اجل وقف إطلاق النار ووقف عملية المماطلة بسياسية الهدن تخوض المقاومة الفلسطينية غمار المنازله في بضع الالاف من المقاتلين في خان يونس مقابل اربع فرق معادية يفوق عددها العشرين الف محملين بالعتاد والذخيرة الاستراتيجية.
 
هذا هو واقع الحال فى معركة الصمود العربيه في غزة، وهذا هو حال المقاومة الفلسطينية البطلة فى خان يونس، وهذا هو الحال الفلسطيني الذى يرفض التهجير من أرضه ويرفض الحلول الأحادية العسكريه بقضية العرب المركزية التي يقف فيها الفلسطيني موقف الإباء من أجل الدفاع عن فلسطين الهوية، ومن أجل مصر وسيادتها التى باتت مهددة من باب تراجع الجيش لمناطق ب فى سيناء على ايقاع يسمح بفرض قوات الاحتلال الاسرائيلية لنفوذها فى مناطق ج من العمق الحدودي المصري الفلسطيني.
 
وهو ما يعطى زمام الأمور لقوات تل ابيب القيام ببسط نفوذها الأمني بعمق 14 كم فى سيناء وفتح باب التهجير القسري لأهالي قطاع غزة، الذين مازالوا يعانون نقص بالمواد الاغاثية ونقص بالادوية والمستلزمات الصحية إضافة لمسالة شح المياة وقطع الكهرباء وعدم وجود مقومات ادامة للعيش والحياة.
 
وهو المعطى الذي يراهن عليه ان ينال من صمود الشعب الفلسطيني، ويجعل من نتنياهو قادر لتحقيق ما يصبوا لتحقيقه ازاء عملية الترحيل والتهجير التي يريدها وحكومته، من أجل فرض واقع جديد على فلسطين والمنطقة وتنفيذ سياسته بالقوة العسكرية وبسط نفوذه بالهيمنة، وهى الجملة السياسية التى من المفترض أن يقف عليها الخط الأحمر المصري لحماية سيادته بواقع رد ميداني صارخ وليس بالادانه السياسية فحسب، حتى يمنع شرعنة جغرافيا سياسية جديدة للمنطقة التى ستبدأ بالمحصلة بتوطين الشعب الفلسطيني فى سيناء.
 
وعلى الرغم من حالة الاطباق العسكري والحصار المدني وحجم الضغوط السياسية الكبيرة التي تتعرض لها المقاومة الفلسطينية، إلا إنها مازالت تقاوم بشراسة بالقاطع الشمالى حيث جباليا والشجاعية وغزة المدينة كما فى خان يونس ورفح، وترفض كل حلول التجزئة التى راحت تقدم اسبوعين من ايام الهدن ضمن معادلة تسمح بمقايضة اربعين معتقلا، وهى المعادلة التى تريدها قيادة تل أبيب من أجل تخفيف الضغط الشعبي عنها كما ترغب الإدارة الأمريكية لتحقيقها فترة الأعياد للوفاء بوعد الرئيس جو بايدن لأسر المعتقلين.
 
الأمر الذى جعل من مسار المفاوضات يعيش حالة مراوحة بين ما تريدة القسام استراتيجيا وما ترغب به تل أبيب تكتيكيا، فى مسعاها لإنهاء ملف الاسرى ومتابعة برنامجها القاضى باحتلال غزة وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء الى حيث فلسطين الجديدة على حد تعبير قياداتهم.
 
الأمر الذى يجعلنا نعيد التأكيد على الحل الاردنى الذي جاء بمعادلة مفيدة تقوم على "الهدنة التى تفضى الى سلام"، وهي المعادلة التي أطلقها الملك عبدالله الثاني لتوائم بين ما تريده واشنطن من مضمون الهدن وما تقف عليه المقاومة الفلسطينية في مسألة وقف إطلاق النار، لياتى ذلك كله عبر مسار ضامن يحقق للجانبين مسعاهم بواقع تحقيق الأمن للفلسطينيين والسماح بإطلاق المعتقلين، وهي المعادلة التي تستوجب على الادارة الامريكية البناء عليها بتحقيق جملة بيان سياسي مفيدة.
 
وعلى الرغم مما يترشح من أنباء تفيد حصول نتنياهو على الضوء الأخضر من قبل البنتاغون لاستكمال حربه على غزة شرعنة احتلال مناطق ج في سيناء، إلا أن هذه الانباء مازالت قيد التلميح المبطن وليس التصريح العلني المبين كما ان الكلمة الفصل مازالت للميدان الذى مازال ينطق بحال لسان عربي على الرغم مما تعلنه الحكومة الاسرائيليه عبر تسريبات إعلامية.
 
فالمقاومة الفلسطينية مازالت حاضرة بالميدان وسنقاتل حتى النهاية لمنع التهجير والتصدى لاحتلال غزة ومنع اقتطاع سيناء لتبقى الجغرافيا المصرية واحدة، وستبقى تتصدى لكل محاولة تهدد أمن مصر وسلامة قناة السويس بالمحصلة التى باتت غير محصنة بالمفهوم الضمني ان صحت هذه المعطيات ...فاذا كان الامر كذلك فان المقاومة الفلسطينية فى غزة لا تخوض معركة خان يونس ورفح من أجل فلسطين فحسب بل من أجل مصر؟!.
 
د.حازم قشوع