لتغفُ كل لغات العالم في سبات عميق...فاليوم يا سادة هو يوم اللغة العربية المجيد بهذه الكلمات ابتدأت مديرة مدرسة أروى بنت عبدالمطلب الثانوية للبنات في العقبة آمال السلطان احتفالية المدرسة بيوم اللغة العربية العالمي تحت مسمى ملتقى محبي اللغة العربية الثاني وسط حضور نخبوي وتربوي على رأسه محافظ العقبة خالد الحجاج و مدير التربية و التعليم الدكتور عبدالوهاب الحجاج و مديرة مدارس جمعية العقبة الخيرية الاسلامية الدكتورة رابعة العيدي

وقالت السلطان وهي ترحب بضيوف و محبي اللغة العربية في أروى الثانوية لقاؤنا مختلف...فالجمع بهي...وبنور العربية ندي..فقد جئتمونا محبين للغة العربية...والملتقى بالمحبين يزهو.. لذا سأترك مناصبكم برهة من الزمن...سأناديكم بنبض العربية في دواخلكم...سأرسل حروفي لترحب بكم كل بحبه وعشقه لأم اللغات...سأدعو حروفي لتلاقيكم بقلب بهي....لتحملكم إلى مجد أمة عزفت تاريخها بلحن عربيتها الشجي..

و أضافت مديرة المدرسة فيا أيها المحبون للعربية...اليوم سننصت سويا للحن الحرف...ودوي الكلمات....سنسافر مع المعاني حيث تحقيق الأماني....سنمضي هذا الوقت بعيدا عن شواغلنا...لنعبش مع عربيتنا فقط نحن وهي...لنعيد مجدا اعتلينا به قمرا...ونزهو فخرا بلسان عربي مبين...

وعندما اكتمل جمهور الحضور حضورا و انصاتا قدمت مديرة المدرسة محافظ العقبة خالد الحجاج لقص شريط الملتقى بعربية فصيحة بدأها المحافظ بأبيات من الشعر استذكر فيها مدرسين و أساتذة اللغة العربية الذين غرسوا على مدار عقود وسنين شغف العربية و جمالها في عقول و قلوب طلابهم من خلال فكر مستنير و خطاب عربي واضح تعددت ألوانه بلاغة و نحوا و شعرا

وقال الحجاج نلتقي اليوم في بساتين اللغة العربية المزروعة بالكلمة الطيبة والقواعد الثابتة التي مكنتنا جميعا أن نصل الى ماوصلنا اليه اليوم من تعدد في الألقاب لهذه النخبة التي أمامي من تربويين و أكاديمين و طلاب وطالبات ومدارس و جامعات فشكرا لأروى المدرسة و شكرا لكل القائمين على هذا الملتقى الذي أعاد جمال الكلمة الى موقعها و نصب الحرف سيدا فوق السطر و أكد أن هذه اللغة خالدة.

وسجلت مديرة مدارس جمعية العقبة الخيرية الاسلامية د. رابعة العيدي حضورا لافتا و هي ترسم في كلمتها ملامح الخطة التربوية للابحار مع اللغة العربية خلال الفترة المقبلة في مدارس الجمعية و محيطها بعد أن قدمت سطورا عذبة في معاني ودلالات وجماليات اللغة العربية وحضورها الدائم كلغة تحظى باهتمام في كافة المجالات معتبرة أن فهمها و تعلمها ضرورة و أولوية في العمل و الخطابة و التدريس و اللقاءات وكل المواضيع التي تحتاج دائما الى نسق واحد قولا و نصا ورسالة .

وفي اللغة و الاعجاز البياني في القرآن الكريم قدم مفتي العقبة الشيخ محمد الجهني قراءة متأنية في دلالات و عمق اللغة العربية مستشهدا بعدد من الآيات القرآنية و الاحاديث الشريف مقدما لجمهور الحضور توضيحا شاملا ومعاني عميقة لمواقف و عبر وقصص ذكرت في القرآن و السنة حازت على اعجاب الحضور

وعن أهمية اللغة العربية في الصحافة و الاعلام قدم د. عبدالمهدي القطامين ايجازا شاملا عن اللغة العربية على المستوى العالمي و اهميتها و كيف اصبحت أهمية اتقان اللغة العربية في ظل تعدد وسائل التواصل الاجتماعي و الاعلام ضرورة من ضرورات العمل للحفاظ على اللغة بعيدا عن التشوية او التحريف .مؤكدا على دور المدارس و الجامعات في تقوية اللغة العربية لطلابها ليكونوا في المستقبل سفراء كلمة و اسياد حرف

وقدمت المديرة الفنية لمدارس الجمعية منى مهاوش لوحة شعرية تغنت فيها بابطال غزه و فلسطين و صمودهم الاسطوري في وجه الاحتلال اضافة الى اشادتها بملتقى محبي اللغة العربية في زمن صارت اللغة فيها تحتاج الى مزيد من الحراس و المهتمين .

وفي نص ابداعي كتبة الاستاذ زكريا النوايسه و قرأته الزميلة نادية الخضيرات بعنوان اقرأ فاض مسرح المدرسة بالمشاعر الجياشة و هو ينصت لكلمات مؤثرة قرأت من خلالها الزميلة الخضيرات على لسان اللغة العربية عاتبت فيه أهل اللغة قائلة . . اقرأ أيها الرسول: بسم الله الرحمن الرحيم

اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم.

وسال من القلم كلمات قدسية، وأشرقت الأرض بنور ربها، الذي علم بالقلم، وبالكلمات السماوية الطاهرة، وحمل محمد عليه السلام أمانته مبشرا في الأمم بلسان غير ذي عوج.

أنا - يا سادتي- اللغة العربية التي أرادها الله حاضنة لوحيه المقدس، إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون .. بي يعرف القرآن ويفهم، وأنا به محروسة من الضياع، وبحرفي القرآني يتعبد العابدون، ويناجي ربهم المتبتلون في محراب الرجاء.

أنا اللغة العربية يا أبنائي ..رفيقتكم منذ الصرخة الأولى ..أنا منصة الشعراء وهم يراقصون الكلمات، وعين عقل الفلاسفة، وهم ينحتون صخرهم بحثا عن الحقائق .. أنا معراج الدعاء الصاعد إلى السماء، وشوق المحبين في الليلة الغراء.

أنا اللغة العربية، هويتكم، وعنوانكم في أزمنة التيه، فبي تعرفون، ومن شذى كلماتي، تصنعون أجمل ما تحبون من أدب وإبداع، ومن ضجيج حرفي يمتد صوتكم في كل الأرجاء، فأنا من يمد الجسور مع الآخر، ويأتي بالبعيد المجافي ليصبح صديقا حميما.

أنا أمكم أيها الصغار، فحين تبتسم قلوبكم، وتتحرك أصابعكم الطرية بحثا عن القلم، أزغرد فرحا، وانثر الكلمات الملونة على صفحاتكم البيضاء، لتكتبوا احلامكم الوردية، وترسموا المستقبل ربيعا وفراشات زاهيات.

يا صغاري أوصيكم ألا تبتعدوا عن أمكم، وألا تغريكم دروب الحداثة، فتنسون العهد المقدس بيننا .. يا بني إن كان من جدة وحداثة، فعندي متسع لكل جديد، فأنا لغة تعيش بكامل شروطها في كل عصر.

يا أبنائي .. أنا لغة حية تتنفس أدبا وابداعا وعلما، أنا ليس كما يصفني الحاقدون،بأنني لغة جامدة، لا تقبل الجديد، ولا تعترف بدوران عجلة الحضارة.

أنا هوية هذه الأمة ووجهها، فإن أدرتم ظهركم سوف تتوزعون على الألسنة الأخرى، وتصبحون تبعا لهم، وتفقدون بعد ذلك مبرر وجودكم، وتصبح صفحاتكم مباحة لهم ليكتبوا فيها ما يشاؤون.

يا أبنائي أنا غير قابلة للإلغاء، ويكفيني فخرا أن أردد في كل محفل أنني والقرآن توأمان.

وكان الخطاط ياسر الجرابعة قد قدم لوحات فنية عن جماليات الخط العربي زينت جدران المسرح شرح من خلالها تفاصيل الخط العربي وجمالياته ... اضافة الى ماقدمه د. زكريا البطوش من خلال طلابه في الجامعة الاردنية ايمن سعد و فراس الرفاعي من مناظرة شعرية الهبت حماس الحضور اضافة الى حوار بين اللغة العربية الفصحى و العامية جسدته الطالبتان ترتيل البيياضه و شام شماشان عبرتا فيه عن الفارق الجمالي و المعنوي في حديثي الفصحى و العامية

وفي ختام الملتقى سلم محافظ العقبة الدروع التذكارية لعدد من رواد اللغة العربية ومحبيها و اللجنة المنظمة للملتقى وسط اشادة كبيرة من الحضور بهذه الفعالية النوعية التي أسست لمسار جديد في تأصيل اللغة وتجذيرها على المستوى العام لتبقى على الدوام محتفظة برونقها وجمالها حديثا وكتابة و حوارا.