الدرع الواقي يسطر بطولات جديدة على ثغر الوطن

الدكتور ليث عبدالله القهيوي

يواصل الجيش العربي الأردني ، لعب دوراً حيوياً واستثنائياً في الدفاع عن أمن الوطن وسيادته، والتصدي لمحاولات تهريب المخدرات والأسلحة والبضائع عبر الحدود.

فعلى الرغم من التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة، إلا أن الجيش الأردني يظل راسخاً في حراسة حدود المملكة وحمايتها من أي اختراق أو انتهاك. وقد شهدت الفترة الأخيرة تعزيزاً ملحوظاً في الجهود والعمليات العسكرية لمنع تهريب المخدرات والأسلحة ومكافحة الإرهاب.

فعلى الحدود الشمالية مع سوريا في الخاصرة القلقة ، نفذ الجيش عمليات أمنية نوعية أسفرت عن ضبط كميات كبيرة من المخدرات ومنع تسلل الارهابيين و المسلحين، في وقت تشهد فيه سوريا أوضاعاً أمنية معقدة. كما عزز الجيش وجوده على الحدود الشرقية مع العراق، ونفذ عمليات استباقية حالت دون تهريب المخدرات والأسلحة عبر الحدود.

وفي الجنوب، يواصل الجيش جهوده الحثيثة لتأمين الحدود مع المملكة العربية السعودية، وقد أحبط العديد من محاولات تهريب المخدرات والأسلحة والبضائع من الدول المجاورة.

ولا تقتصر جهود الجيش الأردني على تأمين الحدود البرية فحسب، بل تمتد لتشمل السواحل الأردنية على خليج العقبة، إذ يواصل الأسطول الملكي الأردني القيام بدوريات بحرية منتظمة لمنع أي محاولات لتهريب المخدرات والسلاح عبر البحر.

وفي إطار تعزيز التعاون الأمني الإقليمي والدولي، تشارك القوات المسلحة الأردنية في عمليات أمنية مشتركة مع دول الجوارالشقيقة لتبادل المعلومات الاستخبارية حول شبكات التهريب وتعقب تحركاتها. كما يشارك الجيش الأردني في التمارين والمناورات العسكرية المشتركة لتعزيز الجاهزية لمواجهة التحديات الأمنية.

وتعكس الإحصائيات الرسمية التي أصدرتها القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية و مديرية الأمن العام حجم النجاحات التي تحققت في مجال مكافحة عمليات تهريب المخدرات والأسلحة والبضائع المهربة عبر الحدود، حيث تم ضبط مئات الأطنان من المخدرات خلال السنوات القليلة الماضية.

كما أحبطت الأجهزة الأمنية الأردنية العشرات من محاولات تهريب الأسلحة والذخائر، وضبطت آلاف القطع من الأسلحة المهربة من بينها بنادق ورشاشات وقنابل يدوية كانت متجهة إلى جهات مشبوهة داخل الأردن أو عبر أراضيه.

وتجدر الإشارة إلى التعاون الوثيق بين مختلف أجهزة الدولة من جيش وأمن عام ودرك وجمارك وأجهزة استخبارية، في تبادل المعلومات وتنفيذ العمليات الأمنية المشتركة لمكافحة التهريب، ما يعكس التكامل في العمل بين مؤسسات الدولة من أجل حماية الأمن الوطني.

وبهذه الجهود المخلصة والتضحيات الجسام، يثبت الجيش العربي الأردني والأجهزة الأمنية المختلفة، يوماً بعد يوم، جدارتها في حماية الوطن والدفاع عن سيادته واستقلاله، رافعةً شعار "الاردن خط أحمر" الذي أكد عليه جلالة القائد الأعلى.

وتجسد هذه الجهود المخلصة روح التضحية والفداء التي يتحلى بها أبناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، حيث قدم عدد من الجنود والضباط أرواحهم فداءً للوطن أثناء تأديتهم واجبهم الوطني في الدفاع عن الحدود. وتؤكد هذه التضحيات مدى الالتزام العالي الذي يتمتع به أفراد القوات المسلحة لحماية الأردن وسيادته الوطنية. إن النجاحات التي حققها الجيش الأردني على صعيد حماية الحدود ومكافحة عمليات التهريب، تعكس القدرات العسكرية والاستخبارية العالية التي يتمتع بها، وكذلك حنكة وكفاءة القيادة الهاشمية التي تولي أولوية قصوى لأمن الوطن واستقراره. وستظل هذه الجهود مستمرة بعزيمة أبناء القوات المسلحة وتوجيهات قائدها الأعلى جلالة الملك عبدالله الثاني، من أجل حماية سيادة المملكة الأردنية الهاشمية وصون أمنها واستقرارها، رغم كل التحديات.

ويُعدّ الجيش العربي الأردني التعبير الحي والملموس عن جوهر الهوية الأردنية، فهو حامل لواء الدفاع عن سيادة واستقلال الأردن منذ نشأته وحتى اليوم , ويمثل رمز مهم للاردنيين .

فالجيش يستمد قوته من عقيدته الراسخة القائمة على الولاء المطلق للوطن والقيادة الهاشمية الحكيمة، إضافة إلى إيمانه العميق برسالته في خدمة المواطن الأردني والدفاع عن كرامته.

كما يشكّل الجيش مصدر فخر واعتزاز لكل أردني، فهو السد المنيع أمام أي عدوان خارجي، والبطل الذي قدّم وما زال يقدّم التضحيات من أجل سلامة الوطن وسيادته.

فنحن الى احوج ما يكون في المرحلة القادمة الى تعزيز لهويتنا الاردنية وتوحيد ورص الصفوف جبهتنا الداخلية كأردنيين.

فالطالما كان الجيش العربي الأردني رمزاً للبطولة والتضحية من أجل قضايا الأمة العربية والدفاع عن الوطن. وما زالت بطولات الجيش الأردني خالدة في معارك الكرامة واللطرون وباب الواد والسموع وغيرها، حيث ودافع عن تراب الوطن بتضحيات جسام.