إيران ومصالحها العليا في المنطقة واهدافها التوسيعية ..
محمد علي الزعبي
اشرت في مقالاتي السابقة حول دور ايران في زعزعة امن المنطقة والاقليم ودورها في خرق الساحات العربية وزعزعة الانظمة العربية ومكافحة التقارب العربي من خلال التداخلات في الشؤون الداخلية لبعض الدول وسيطرتها وهيمنتها على تلك الدول سياسياً وامنياً من خلال خلاياها وميليشياتها المنتشرة في سوريا ولبنان والعراق واليمن وبعض دول الخليج ، وهذه الميليشيات هي القاعدة الأساسية في تكوين بيئة عدايه للمكونات الداخلية ومحاربة سياسة تلك الدول التي تتعارض مع الوجود الإيراني في المنطقة ، وبما تقتضيه مصلحة ايران وبما يحقق نواياها التوسعية .
الفاطس قاسم سليماني .. المتشدد في إيجاد منافذ في المنطقة لتحقيق الهدف الإيراني في التوسع الفارسي ، من خلال تكوين ميليشيات رديفه للحرس الثوري الإيراني ، وتقويتها من خلال الدعم المالي والعسكري وتسليحها وتدريبها ، وكذلك سيطرته على الساسة في تلك الدول من خلال التهديد او الدعم المالي واغراق تلك الدول بالديّون لإيران ، كما حدث لسوريا ، كذلك دفعت إيران حركة المقاومة الإسلامية إلى جحر الافعي لحماية مليشياتها المنتشرة في المنطقة كاكبش فداء ، بالاتفاق مع دول عظمى ضمن مخططات مشتركة ، ومذكرات استخبارية لإيجاد فرص الهيمنة والنفوذ في المنطقة وتحقيق رغبات وأهداف التوسع الفارسي ، وبسط السيطرة الإسرائيلية وتوجدها الذي يحمي المصالح لتلك الدول .
إيران ليست بمنى عن حرب غزة للمحافظة على مصالحهم وحماية إيران لفصائلها المتواجده في المنطقة، فامريكيا تحاول على ابقاء تواجدها العسكري والسياسي والسيطرة على الواقع العربي واستراتيجياتها المبنية على الصراعات والمشادات في المنطقة ، وإيران بمنطلق الدين المغموس بالدماء لابعاد شبح الحرب عن مليشياتها والمحافظة على حزب الله الذي إشارات إليه إسرائيل فالمخطط الإسرائيلي كان واضحاً وضوح الشمس في اجتياح لبنان وابعاد حزب الله عن الحدود ، وبالتالي كانت الاتفاقيات المشتركة الأمريكية الإسرائيلية الأخيرة ، مقابل تنازلات لإيران وابعاد إيران عن معترك الازمات والمواجهات وان تكون الرديف والبعبع الذي يضعضع دول الاقليم ، لتنفيذ خطط التهجير القسرى للشعب الفلسطيني الاعزل ، من خلال ما تم من مذكرات استخبارية واضحة ، وما تم من تسويات لبقاء حالة الارباك والضوضاء في المنطقة والاقليم من خلال الاجتماعات السرية بين اطراف المعادلة ، وما نتج عن هذه التفاهمات من إفراج عن الأرصدة الإيرانية المحتجزة في البنوك العالمية والامريكية، واستمرار إيران في صناعتها للمفاعلات النووية دون قيود او وعيد ، وبناء شرق أوسط ، وابعاد التحالفات الروسية والصينة ، وابقاء السيطرة الايرانية في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات المشبعة بالفكر الايراني في بعض الدول العربية .
ما حدث على الحدود الاردنية السورية ، من هجوم ممنهج ومدروس عسكرياً لاختراق الساحة الاردنية وزعزعة امنه ، من ميليشيات تدعمها ايران وتقوم على تاهيلها عسكرياً من خلال ميليشيا الحشد الشعبي ، وتحت إشراف المدعو ابو عزرائيل احد قادة الحسد الشعبي في العراق الذي كان متواجد قبل ثلاثة أيام على الحدود السورية الجنوبية الشرقية ، وهذه دلاله واضحة على الدور الايراني ، في ارباك الشارع الأردني والخليجي من خلال اغراق دول الخليج في آفة المخدرات ، والنيل من القوات المسلحة في عمليات تفجيرية وتخريب في الداخل الأردني.
إيران لن تتراجع عن قرارها في اقتحام الساحة الأردنية بكل السبل المتاحة والتظليل الاعلامي والتشوية لكل الاجراءات التي تتبعها الاردن اتجاه فلسطين من خلال تلك الميلشيات وذبابها الالكتروني ، او من خلال تعاطف البعض في الداخل للنهج الإيراني الداعم ، والمُعتقد بأنه مساند للقضية الفلسطينية والواقع الذي يجب أن نعلمه بأنه طايفي مقيت للقضاء على السنة ، ووجود السيطرة والهيمنة للتغطية على جرائمها في بعض الدول العربية ،وزرع فكرها في اروقة الاردن ، وهو الدولة الأكثر ترابطاً بين مكوناته ، لذا علينا أن نحدد مصالحنا واتجاهنا وترابطنا ، وعلينا ان ناخذ المصالح العليا الأردنية على محمل الجد في هذه الظروف والتناحرات العالمية التي اوجدت حرب غزة وحرب الابادة للشعب الفلسطيني ومحاولات زعزعة الامن الداخلي للاردن ، وما سينتج عنها من ظروف قاهرة ومردودها على الاقتصاد الوطني المنعكس على المواطن والابتعاد عن ثقافة التصادم والهمجية .