جملة التحدى فى الانتخابات المصرية

جحت القيادة المصرية بإجراء انتخابات رئاسية رغم حالة الحرب التي تخيم على أجواء المنطقة، وبالرغم من كل التحديات الصعبة التى تعيشها مناخات المنطقة وتداعياتها تنذر بنشوب حرب إقليمية واسعة جراء حالة التصعيد الخطره فى محيط الجغرافيا السياسية المصرية فى الجنوب، حيث السودان وإثيوبيا على طول العمق الجيوسياسي للنيل كما فى ليبيا، وبشكل خاص فى القطاع الاسيوى لمصر حيث سيناء من باب قطاع غزة التي تعيش أجواء حرب حقيقية تهدد الأمن والسلم المصري.
 
هذا اضافة الى امن البحر الاحمر الذي أخذت تداعياته فى اليمن تهدد سلامة الناقل البحرى للتجارة الدولية فى قناة السويس، بعد تهديد سير الملاحة البحرية فى مضيق باب المندب، وعلى الرغم من كل هذه التحديات الصعبة إلا أن مصر أرادت إرسال رسالة قوية عبر اجراء انتخابات رئاسية لتأكد مصر على صلابتها وقوتها الذاتية، لتعزز مصر بذلك عبر تصويتها وعظيم وقوفها مع الرئاسة المصرية، وتعزز القيادة المصرية من مكانتها الذاتية فى مواجهة الظروف الموضوعية رغم كل التحديات الخطيرة التي تلم بالمحيط المصري.
 
وأما جملة التحدى الاخرى فانها تأتي من الحاله الاقتصادية والمالية التي جاءت ضاغطة على مشروع مصر البنيوي بتحقيق استراتيجية تنموية طالت البنية التحتية بالكامل، كما عملت على دعم جهود التسلح والتسليح للقوات المصرية من أجل حماية مصر ومنجزاتها، ومن أجل المحافظة على سيادة مصر واستقلالها، وهو ما شكل أداة ضاغطة على الموازنه العامه المصريه وانعكس على سعر صرف الجنيه المصري، لكن ذلك سيشكل الركن الأساس فى التنمية والنماء في المنظور الاستراتيجي المتوسط فلا تنمية بدون آمن ولا نماء دون سيادة.
 
لتعود مصر للمكانة التى نتمناها لها رائدة للعمل العربي وداعمة أساسية للمنظومة العربية التى تواجه تحديات حقيقية جراء تسابق القوى الجيوسياسية غير العربية الايرانية والاسرائيلية والتركية بتنامي نفوذها فى المنطقة دون رادع عربي قادر ان يعيد للمنظومة العربية دورها الإقليمي و يعيد ترسيم نظام الضوابط والموازين من جديد، ومن أجل درع هذا التحدى بتقوية العامل الذاتي قامت مصر بإجراء الانتخابات الرئاسية.
واما التحدي الاستراتيجي الذى ارادت مصر مواجهته بالانتخابات الرئاسية فإنه يتمثل برفض مصر لكل الحلول العسكرية ولكل القرارات الأحادية ولكل المؤمرات التى تحاك بالخفاء، من أجل إعادة ترسيم حدود الجغرافيا السياسية للمنطقة باستخدام أدوات التهجير تارة لترسيم مشروع برنارد لويس وبالعمل على إسقاط نظرية الاحتواء الاقليمي تارة اخرى لتعميد قوى اقليمية.
 
وهو ما ارادت مصر من مواجهته ديموقراطيا عن طريق تجسيد هذه العناوين، بإجرائها للانتخابات الرئاسية لتأكد مصر على سلامة ومنعة المجتمع المصري كما جغرافيتها السياسية وسلامة النظام العربي ومكانته، وهو من قام المواطن المصري بالتصويت من أجله فى الانتخابات من أجل هويته العربية ومكانه عنوانها لتبقي مصر خير داعم للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التى اعتبرها الرئيس عبدالفتاح السيسي فى كلمته عند انتخابه بالقضيه المركزية الاساس للنظام العربي كما للدولة المصرية.
 
والأردن التى تربطها علاقة خاصة واستراتيجية فى كل المجالات مع الجمهوريه المصريه تاكد دائما على اهمية الدور المصري ومكانه فى تعزيز دور النظام العربي ومحتواه، فإنها كما دأب جلالة الملك عبدالله الثاني أن يقول علينا دائما ان نشارك مصر انجازاتها ومنجزاتها وفى كل الظروف، فإن قوة مصر من قوة العرب ... وهو ما يحتم علينا مشاركة مصر فى كل المنطلقات والمنعطفات كما نشاركها نجاحاتها بهذه الإنجازات الديمقراطية، ونبارك للرئيس عبدالفتاح السيسي تجديد انتخابه لمواصلة مشروع منجزاته من أجل العرب وحتى "تحيا مصر" .
 
د.حازم قشوع