ذوي الاحتياجات الخاصة لم يسلموا من وحشية الصهاينة في غزة


الأنباط - فداء الحمزاوي

كان من ضمن العائلات المتضررة في قطاع غزة عائلة غزية مكونة من أم وأب وأطفال بينهم طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة "مقعده"، قصف منزلهم كباقي المنازل المجاورة لهم، وبعد رحلة عناء مطوله للبحث عن مكان يحتمون فيه، اتخذوا من خيمة سكنًا لهم، كانت عبارة عن أربعة أعمدة خشبية يغطيها أكياس من النايلون التي لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، يفترش أرضها التراب والحصى، مساحتها صغيرة لا تزيد عن أربعة متر مكعب، لا يستطيعون النوم من أصوات القصف "الاسرائيلي" المتواصل.
حال استسلامهم للنوم يفترشون الأرض ويتلحفون الأغطية البالية، لا يجدون قوت يومهم من طعام، حتى فتات الخبز ليسكتوا أنين أمعائهم ولا ماء ليرووا ظمأهم، باتت أجسادهم هزيلة.
حياتهم داخل الخيمة تفتقد لكل مقومات الحياة الطبيعية، أقلها دورة المياة.
اليوم الأول لهم داخل الخيمة بدأ الأب بالتفكير عن طريقة لعمل مرحاضًا تستطيع ابنته المقعده استخدامه في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها ومحدودية الإمكانيات المادية في خيمتهم، إلى أن وصل للفكرة الواضحة أمامكم بالصورة، استخدام كرسي خشبي كمرحاض تحته حفره امتصاصية لعدم وجود تمديدات صرف صحي داخل الخيمة، مجبرين على التعايش مع الروائح المنبعثة من الحفرة الامتصاصية والحشرات الناقلة للجراثيم وخطورة حدوث أمراض بسبب الظروف الصعبة والبيئة الملوثة التي أجبروا على العيش فيها ، لتكون هذة العائلة هي جزء من آلاف العائلات التي تعيش نفس الظروف مع صعوبة أكبر وتحدي أكبر بوجود طفلة مقعدة وما زال الغزيين تحت القصف إلى يومنا هذا .