هل باتت ممارسة العادات والتقاليد تشكل أعباء على المواطنين؟

الخضور : مسؤولية كبيرة على الإعلام في مضمار توعية المواطنين

الشراري : العادات والتقاليد نشأت نتيجة لطبيعة النسيج الإجتماعي والثقافي الموروث

الأنباط – مرح الترك

بـ الرغم من إنتشار العديد من المبادرات الوطنية والمجتمعية العشائرية والمطالبات الرامية إلى معالجة والتخفيف من ممارسة العادات والتقاليد المتورثة في المجتمع الأردني، نظرا لتأثيرها الكبير على المواطنين من الناحية المالية والصحية، إلا أن معظم هذه المبادرات لم تجد القبول المجتمعي المؤيد لها، نظرا لـ اعتبارها جزءا أصيلا من العادات والتقاليد المترسخة في المجتمع ومن الصعب تغييرها.
في السياق قال أستاذ العلوم التربوية والنفسية في جامعة البترا الدكتور علي الخضور أن الإختلاف الزمني بين الماضي والحاضر يفرض على المجتمعات تطوير الكثير من العادات والتقاليد المتوارثة مع الأخذ بعين الإعتبار الإبقاء على منظومة إحترام هذه العادات، موضحا أن هناك الكثير من العادات والتقاليد باتت تشكل أعباء مالية على المواطنين كـ حفلات الزواج وبيوت العزاء، بعكس تكلفتها المنخفضة في الماضي، داعيا إلى معالجتها من خلال إجراء التعديلات عليها.
وأضاف في حديثه مع "الأنباط"، أن مسالة التفخيم في ممارسة هذه العادات أمر يمارس بشكل كبير عادة، خاصة السلام المبالغ به بـ المصافحة وتبادل القبلات التي تساهم وبشكل رئيسي في زادة إنتشار الفيروسات الخطيرة بين الناس خاصة أننا في فصل الشتاء الذي تكثر فيه الأمراض، لافتا إلى الإكتفاء بتحية السلام لفظيا.
وشدد الخضور أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الإعلام من نافذة الإرشاد والتوعية بـ آثار هذه السلوكيات ومخاطر إستمرارها على الحياة الشخصية من جهة، وما يترتب عليها من عبء كبير في التكلفة المالية من جهة أخرى، من خلال إقامة الحملات الإعلامية بالتعاون مع المؤسسات الصحية الرسمية والخاصة ونشرها في محافظات المملكة والجامعات والمدارس كافة.



إلى ذلك أكد المختار أبو سلطان الشراري، أن العادات والتقاليد المتوارثة خاصة في المناسبات كـ الأعراس وبيوت العزاء نشات نتيجة لطبيعة النسيج الإجتماعي والثقافي الموروث لـ المجتمع الأردني، مشيرا إلى أنه من الصعب التخلي عناه بسهولة او حتى تطويرها بشكل جديد، نظرا لما تشكله من مفاهيم إجتماعية خاصة بالمجتمع الأردني كـ المصافحة الحميمة التي تدل على حجم الإحترام والمحبة، وهذا ما لاحظناه أيام إنتشار جائحة الكورونا التي لم تحدث التأثير الكبير على ممارسة هذه العادات في المجتمع.
وتابع في حديثه مع "الأنباط"، أنه من الممكن التخفيف من ممارسة بعض العادات في المجتمع الأردني نظرا لـ إرتفاع تكلفتها المالية، مؤكدا في الوقت نفسه أنه مع التخفيف من ممارسة هذه العادات لما فيها من تخفيف من العبء المالي على القائم بها، لافتا إلى أن من العادات الخطرة والتي لا بد من الحد منها وإنهائها بشكل سريع ظاهرة إطلاق العيارات النارية في الأفراح والمناسبات، نظرا لما تحدثه من خطورة على أرواح المواطنين والأبرياء.
الجدير ذكره ؛ أن نتائج الكثير من الدراسات التي أجريت خلال ذروة إنتشار جائحة الكوفيد 19، اشارت إلى أن الجائحة ستعمل على تغيير الكثير من السلوكيات والعادات والتقاليد المجتمعية في المجتمعات، خاصة تلك العادات التي تكون تكلفتها المالية مرتفعة نظرا لـ مواكبة الموضة الإجتماعية، إلاّ أن النتيجة كانت مغايرة تماما حيث عادت ممارسة هذه العادات بعد إنتهاء الجائحة.