جالس على أريكته ...


البعض يقول ان التاريخ لا يدور ولكن البشر لا يتعلمون الدرس ويكررون ردود الفعل بدون وعي ولا تفكير ...

وبين هذا وذاك يبقى التاريخ كتابا مفتوحا يتناول الحدث من وجهة نظر معينة ...

ويذكر تلك المعلومة التي يريدها ويغفل تلك التي لا يريدها ، وليس كل المعلومات تصل إلى الجميع ولا يدركها الجميع .

وهكذا فنحن نحصل على إضاءات ومعلومات معدلة ، ونحاول انشاء صورة معقدة وكاملة عن الحدث .

إذا كنا نعيش الحدث ولا ندرك كل تفاصيله ولا ابعاده ولا الحقائق المتصلة به ، ولا تلك التي تم اخفاؤها لسبب أو بدون سبب .

فكيف بمن سيأتي بعد أعوام من اليوم ليقيم الحدث، ويصرف ألفاظ الخيانة والشجاعة وهو جالس على أريكته .

ونحن في الحدث وبالكاد نقدر على فهمه وفهم ابعاده ومتعلقاته، حتى العدو والصديق فهو يقيم ما يصل إليه، ويجمع أجزاء الصورة ليشكل الموقف .

وتبقى المعلومة والنقل والناقل والقدرة العقلية أساسا لاتخاذ الخطوة القادمة .