محللون سياسيون ل"الانباط": نتنياهو يضحي بمستقبل "اسرائيل" بمقابل مستقبله السياسي

الجيش "الاسرائيلي" يعيش حالة ارتباك غير مسبوقة


جنود الاحتلال يحرقون طعامهم وملابسهم قبل انسحابهم من غزة

الانباط – فداء الحمزاوي

أكد دكتور العلوم السياسية رجائي حرب ، أن تصاعد الرفض الشعبي في المجتمع "الاسرائيلي" للسياسة التي تتبعها الحكومة "الاسرائيلية" في الحرب على غزة؛ يدل أن بنية المجتمع "الإسرائيلي" بدأت تتآكل يوماً بعد يوم، وأصبحت تعيش في حالة من الغليان والتفكك تحت وقع مجريات الحرب على غزة، وبسبب الأنباء المتواترة عن أعداد الضحايا والاصابات بين الجنود وعدم التقدم في العمليات العسكرية تحت وطأة تنفيذ المهام لتحقيق أهداف الحرب على قطاع غزة.

وأضاف في حديث له مع الأنباط ، أن شريط الفيديو المصور من قبل أحد الجنود الصهاينة يدل أن هناك عبثية مع غياب حس المسؤولية التي يجب أن يتمتع بها الجندي "الاسرائيلي" الذي يدعون بأنه جندي محترف مع مخزونات الأطعمة والدعم اللوجستي، كما ويعكس حالة التشتت وعدم الوضوح والفوضى التي يعيشها هذا الجندي نتيجة غياب القيم والمعاني الأخلاقية والتربية العسكرية التي تقوم على الانضباط والتصرف بمعبارية وبمعرفتنا بمعايير التخزين والرزم لمتطلبات الجيوش أثناء الحرب، فقد بدا من خلال الفيديو أن هناك فوضى بوضع المواد وعدم تخزينها بصورة تخدم العمليات، حيث نجد المواد الغذائية ملقاة تحت الشمس والأمطار وبصورة عشوائية وبطريقة لا تخدم المحافظة على هذه المواد مع أيام طويلة للحرب، وهذا يدل على أن الجيش "الاسرائيلي" يعيش حالة إرباك غير مسبوقة وأن هناك فراغات ما بين خطوط الامداد والأوامر العسكرية التي تقضي بترتيب هذه المواد والأغذية بما يخدم إدامة العمل والإطعام للجنود وعليه فإن مثل هذه الأنباء تدل وبشكل قاطع على غياب المسؤولية داخل الوحدات العسكرية لدرجة غياب تنظيم التزويد للمقاتلين.

وتابع ، أن كل ذلك يؤشر إلى الانقسام الذي بدأ يشتد داخل "إسرائيل" وتفاقم الأزمات العسكرية والخوف الذي بدأ يتسرب إلى نفوس الجيش من المفاجآت التي تقوم بها المقاومة ضدهم والأزمة السياسية التي تعيشها على وقع مجريات الحرب في غزة؛ إضافةً إلى الخلافات المتصاعدة بين الحكومة وأهالي الأسرى في مقاربة النداءات بهدنة جديدة ونداءات الحرب التي يدعو إليها اليمين المتطرف؛ وصمود المقاومة الفلسطينية الباسلة التي تسير نحو نصر سيشكل صدمة لكل العالم. ناهيك عن التحولات في الرأي العام العالمي بعدما انكشفت سوءة العدوان "الإسرائيلي" ووحشيته المفرطة وعودة القضية الفلسطينية إلى واجهة الاعلام في كل العالم.
 
وفي السياق ذاته أكد المحلل السياسي بلال التل ، انه منذ بداية العدوان الهمجي على غزة ردا على هزيمتهم في ال7 من اكتوبر ، لم تنطلي على الشعب الاسرائيلي اكاذيب قادتهم السياسيين والعسكريين وخاصة تصوير الفيديوهات المفبركة التي تهدف لرفع معنويات الاسرائيليين وقد دلت هذة الفيديوهات عن غباء شديد وخاصة فيديو الاشتباك مع الجدران.

وأضاف في حديث له مع الأنباط ، أن الجيش "الاسرائيلي" يعيش تخبط والدليل عدم الاعلان عن الاعداد الحقيقية للقتلى والجرحى وعدد الاصابات بالأمراض النفسية وعدد الجنود الرافضين للانضمام لصفوف جيش الصهاينة في غزة كل ذلك يؤكد انه جيش مهزوم ويبدد كل الروايات السابقة عن الجيش الذي لا يقهر .

وتابع، هناك انشقاقات واضحه في المجتمع الصهيوني وسائر مكونات مجتمع الكيان الغاصب وداخل مجلس الحرب والجيش ، وقال: أن حرق الجنود للطعام والملابس ليس للتدفئة كما يدعون ولكنه يمثل احتجاج الجيش "الاسرائيلي" على سياسة حكومته في الحرب والتي لا تخدم سوى اطالة وجود نتنياهو على كرسي الرئاسة وأن نتنياهو يضحي بمستقبل "اسرائيل " مقابل مستقبله السياسي.
 
ومن على الضفة الموازيه أكد المحلل السياسي حميد باسل ، أنه في الوقت الذي يعاني أهل غزة من نقص الطعام والماء والبرد ، يأتي الجندي الصهيوني بكل استهتار ويحرق الطعام والملابس ، وهذا يدل على الهمجية الاسرائيلية وكأنهم يستفزون أهالي غزة الأبطال بعد فشلهم بالتغلب عليهم بريا سواء مع المقاومة عسكريا او مع المدنيين الشجعان الصابرين ، بحيث يحرقون الطعام للتدفئة وأهل غزة محرمون من الاثنان وهذة هي البربوغندا الصهيونية الذين جن جنونهم بحيث تم كشفهم بأنهم لا يجيدون التصرف ولا القتال الميداني ، وكل ما يجيدونه الابادة بالقصف والضربات العشوائية .
 
جاء ذلك بعد نشر فيديو لجندي صهيوني ، يظهر فيه أكوام من المعلبات الغذائية ووجبات الطعام والملابس تم حرقها من قبل جنود الاحتلال وترك كل ما تبقى منها ومن المياه المعدنية في غزة ، دون اي اكتراث وهذا ما أثار غضب شعبي في الشارع "الاسرائيلي" والذين عبروا عن استيائهم من اهمال واستهتار جنود الاحتلال بالملايين التي تم مساعدة و دعم جيش الاحتلال بها من بداية العدوان على غزة.