الساعة الجيوسياسية تتغير!
قد تتغير الساعة الجيوسياسية فى أية لحظة، وقد يتوسع ميدان المعارك بشكل واسع بعد زيارة الرئيس بوتين للمنطقه مصحوبا بسرب من الطائرات العسكرية، هذا اضافة الى تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي غالانت التي هدد فيها حزب الله بضرورة الانسحاب الى ما وراء نهر الليطاني، والا فان آلة الحرب الاسرائيلية ستقوم بذلك بشكل عسكري، وهو ما ياتى فى ظل تصريحات حاخام الجيش الإسرائيلي قشتيل الذي اعتبر جبال بيروت وامينوس فى تركيا جزء من الحدود التوراتية، بل ودعى كل اليهود فى العالم للذهاب فورا الى هناك كما الجيش الاسرائيلي الى ضرورة التحرك بهذا المجال حتى يتم تحقيق النبؤات التوراتية في أسفار التكوين الخمسة.
وهى التوراة التى تمت كتابتها سنة 700 قبل الميلاد، على الرغم أن يوشع بن نون بينها سنة 1200 قبل الميلاد، وهو ما يعني أن الفترة ما بين المنطوق المنقول عن سيدنا موسي وفتره توثيق سطور الكتابة 500 سنة شمسية، الأمر الذى يعنى ايضا ان هذه الصحف المنقولة لها طابع روائي، وهو ما يؤكدة كتاب التوراة "اليهودية مكشوفة الحقيقة " للكاتب إسرائيل فنكلشتاين، وإن كان هذا ليس عنوان بحقنا من باب احترام المعتقدات مهما حملت من نصوص وأينما وقرت في العبارات، لكن أن يبدأ السطر السياسي من حيث المرجع التوراتي فإن هذا يحتم على الجميع التدخل لبيان كل عبارة والتوقف عند كل فاصلة، لا سيما وأن العهد القديم عند بعض المذاهب متمم للعهد الجديد !؟ .
وهى مناخات تنذر بتداعيات خطيرة تهدد السلم الاقليمي والسلام الدولي، وكما تجعل من التصورات للمنطقة تذهب بعيدا تجاه إشعال حرب عالمية ثالثة، إذا لم يحسن استدراكها من قبل البيت الأبيض الذى مازال يعطى حبل العدوان على المنطقة وشعوبها، وهو ما يثير علامات إستفهام مصحوبة باستنكار شديد إزاء تسارع وتيرة الأحداث ودخول الجميع بحالة المخاض المعايشة فإن لم تقم الادارة الامريكية في وقف مناخات التصعيد فإن دول اخرى ستفعل.
وبهذا السياق تأتى زيارة الرئيس بوتين لكل من أبوظبي والرياض، وسط هذه التداعيات الخطيرة وفى الوقت الذي تطبق فيه آلة الحرب الاسرائيلية طوقها على خان يونس، وتهدد بجعل قطاع غزة منطقة غير صالحة للعيش، وهو ما يجبر الاهالى للخروج منها بشكل طوعي بعد العمليه الهستيرية التى تعتزم الة الحرب الاسرائيلية القيام بها، بواقع ضخ مياه البحر فى أنفاق غزة وهو ما يهدد سلامة الانسان والارض فى قطاع غزة ومحيطه .
وعلى الرغم من كل التحذيرات التي توجه لقوات الاحتلال بضرورة التوقف عن استهداف المدنيين والمنشآت الإنسانية الصحية منها والتعليمية، والتوقف عن استخدام المياه والكهرباء كأدوات ضاغطة على الشعب الفلسطيني بالقطاع، الا ان قوات الاحتلال الإسرائيلية ما زالت تذعن في التطبيق الابادة الجماعية ولا تكترث لكل النداءات التي وجهت إليها من الأمم المتحدة كما من المنظمات الحقوقيه والانسانيه.
وهى مازالت ماضية في غيها وغير آبه بالقانون ولا بكل المؤسسات الحقوقية التي بدت لا قيمة لها ولا وزن عند قوة الاحتلال، كما القانون الدولي الذي يبدو أنه ينطبق على الجميع بإستثناء اسرائيل التوراتية، وهو ما يضع علامات استفهام عريضة أمام المنظومة الأممية وهيئاتها فى بيان تعاطيها فى المكيال الدولي والميزان الانساني .
اذن الساعة الجيوسياسية بدأت بالتغيير، وزيارة بوتن للمنطقه بحلته العسكرية التى جاءت مصحوبة بطائرات سوخوى ومعه "قادروف" تحمل مدلولات عميقة، لاسيما وأنها تأتي قبل زيارة الرئيس الايراني رئيسي لموسكو .... وهو ما قد يعطي الضوء الأخضر لحزب الله بالتدخل بإسناد من مليشيات قادروف التي دخلت المنطقة عبر سوريا.....!؟
فهل تستدرك الولايات المتحدة ذلك، وتقوم بكبح جماح الحكومة التوراتية باسرائيل، وتقوم بوقف حالة التصعيد ووقف الحرب المسعورة التى تشن ضد الشعب الفلسطيني الذي يتوق للحرية والاستقلال ..!؟
فان الساعة الجيوسياسية تنذر بالتغيير وان الاستدراك اصبح واجب وان كان الكونجرس الأمريكي منع التمويل لأوكرانيا واسرائيل، لكن ذلك لا يكفى فيجب وقف العدوان على الشعب الفلسطيني فورا .
د.حازم قشوع