الملك .. أوقفوا الحرب أولا

د.حازم قشوع

 
بين جلالة الملك عبدالله الثاني إثر لقائه نائبة الرئيس الامريكي كاميلا هاريس على هامش مؤتمر التغير المناخي الذى ينعقد فى دولة الإمارات، ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار اولا بما يحمي المدنيبن ويمنع توسيع مساحات العنف فى المنطقة، وأكد جلالة الملك خلال لقائه بهاريس على ضرورة عودة المياه والكهرباء وتدفق المساعدات بشكل منتظم للحيلولة دون تفاقم الازمة الصحية والإنسانية في قطاع غزة، وهو ما يتطلب بشكل سريع وقف الحرب فورا .. قبل الحديث عن أية جوانب أخرى.
 
وعلى الرغم من بيان نائبة الرئيس الأمريكي كاميلا هاريس لفحوى المشروع الأمريكي للقضية الفلسطينية بعد حرب غزة، إلا أن بيانها على اهمية ما تضمن من "خمس لاءات " جاء منقوصا نتيجة عدم احتواءه لوقف الحرب أولا، حتى يصبح ذو فائدة ويصبح مضمون اللاءات ذا قيمة كونه اشتمل على عناوين " لا للتهجير القسري ولا للاحتلال ولا للحصار ولا لتقليص مناطق القطاع ولا لإستخدام غزة كمنصة للإرهاب ".
 
كما بين بيان نائبة الرئيس الأمريكي على ضرورة توحيد القطاع مع الضفة لتحقيق مفهوم حل الدولتين، وذهبت كاميلا هاريس لتبين مشروع الادارة الامريكية القاضي بإعادة بناء القطاع وإعادة بسط الأمن للقوات الفلسطينية، عن طريق تعزيز دورها بالدعم والعمل على حوكمة السلطة الفلسطينية ضمن خطوات اصلاحية جادة، بما يحقق الامن والامان لفلسطين واسرائيل فى إطار حل سلمي شامل.
 
رؤية الإدارة الأمريكية للحل تعتبر رؤية جادة كونها تنسجم مع ضوابط القانون الدولي والمرجعيات الاممية بهذا الصدد، الا ان ذلك كان بحاجة اولا لجملة حازمة تبدا بوقف الحرب على غزة حتى تتوقف عمليات التدمير الممنهج للبنية التحتية وسياسة التهجير القسري / الناعم التى تمارس ضد الشعب الفلسطيني، التى تقوم بها الة الحرب الاسرائيلية دون اكتراث لكل الاصوات التى تنادي من اجل وقف إطلاق النار ووقف الة الحرب و العدوان.
 
وهو ما بينه موقف جلال الملك الواضح القاضي بالتوقف الفورى عن إطلاق النار، قبل الحديث عن مشهد ما بعد حرب غزة ومشروع كاميلا هاريس، الذي يشير عن مواصلة العدوان على غزة بحجة القضاء على حماس وارتكز حديثها حول الوجبة السياسية بعد انتهاء الحرب على غزة.
 
واما درجة التباين فانها تكمن حول تباين المراحل التى من المفترض أنها تأتي بخطوة وقف إطلاق النار، ومن ثمة التى تليها بعد انهاء المرحلة الحالية وليس العكس، لان المحصلة تعنى توافق ضمني على المرحلة الحالية وهو ما يرفضه المجتمع الدولي بعد هذه الانتهاكات الصارخة على القانون الإنساني، وهذه الافعال الاجرامية التى راح ضحيتها اكثر من خمسين الف ضحية بين شهيد وجريح من صفوف الشعب الفلسطيني، بأيدي القوات الإسرائيلية بالاسلحة الامريكية التى لم تتوقف من المشاركة بأسلحة وقنابل تدميرية استراتيجية محدودة حتى اللحظة، وهو ما يجعل الجميع يتساءل عن جدوى المشروع الذى تقدمه الادارة الامريكية ولمن !؟.
 
فهل تريد الإدارة الأمريكية مثلا ... تقديم مشاريعها على أنقاض قطاع غزة بعدما يتم تصفية الشعب الفلسطيني واحتلال الجغرافيا المكانية لغزة ! ام تريد تقديم هذا المشروع للشعب الفلسطيني فى المنفى حيث سيناء !؟.
 
فإن كل يوم هدم يحتاج أعوام من البناء، فاذا كانت ما تقوله الادارة الامريكية تعنيه فان عليها وقف برنامج المستشار "ماكغورك" للمنطقة،،، القاضي بفرض الحلول العسكرية والتطبيع بالقوة الجبرية، فهو من ذات المدرسة التي تخرج منها "جون بولتون" بالتطرف والغلو والتى لا تليق بالإدارة الديموقراطية ونهجها المتصالح مع الشعوب، المستند للقيم الانسانية والاستماع لبيان الملك بالضغط على اسرائيل لوقف إطلاق النار فورا ... ووقف حرب الإبادة وجرائم التصفية الجماعية التى تشن بقنابل اميركية وغطاء سياسي امريكي والإصغاء لصوت العالم الذى قال بصوت واحد أوقفوا الحرب !