"الهدنة".. إنجاز للمقاومة والكيان يرضخ لشروطها.. ماذا إن استمر وقف إطلاق النار؟

الأنباط- فداء الحمزاوي

الهدنة انجاز للمقاومة على الكيان المحتل، بعد رضوخ العدو لشروطها لتتم الصفقة وفقًا للبيان الصادر من قبل المقاومة، حيث كان قادة الكيان في بدء الحرب قد اكدوا "لن نقبل بأي صفقة وسنحرر الأسرى بدون مقابل وبعملية عسكرية" !!
وأعلن امس عن "هدنة إنسانية" ستدخل حيز التنفيذ اليوم الخميس الساعة العاشرة صباحًا بعد نجاح الوساطة القطرية المصرية بمشاركة الولايات المتحدة، بعد مفاوضات صعبة وشائكة ومحاولات ودعوات لوقف اطلاق النار بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية والتي باءت بالفشل لأسباب شتى.

وتم الاتفاق على وقف اطلاق نار مؤقت لمدة أربع أيام، وعلى إفراج المقاومة عن ٥٠ أسير من الأطفال والنساء الاسرائيليين والمجنسين مقابل ١٥٠ من الاسيرات والأسرى الاطفال في سجون الاحتلال، على مدى أربع أيام بالإضافة لوقف تام لحركة "الآليات العسكرية الاسرائيلية " ووقف حركة الطيران الحربي في شمال غزة ل٦ ساعات ووقفه في جنوب غزة على مدار الأربع أيام، والسماح لدخول مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الانسانية من غذاء ودواء ووقود الى جميع مناطق القطاع شمالا وجنوبًا دون استثناء .

فيما صرح رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو ان إطلاق المقاومة كل 10 محتجزين إضافيين سيؤدي ليوم آخر من وقف القتال دون الإشارة لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل ذلك، وهو يعلم أن المقاومة لن تخطوا هكذا خطوة دون دراسة مسبقة وضمان حقها في أي عملية تبادل جديدة فمن يطلق سراح ثلاث أسرى من سجون الاحتلال مقابل أسير واحد من أسرى الكيان لا بد أن لديه خطة لتبييض السجون الاسرائيلية تمامًا من جميع الأسرى الفلسطينيين.
تطبيق الهدنة سيعطي أهالي القطاع فتره للتزود باحتياجاتهم الأساسية وتفقد عائلاتهم ومنازلهم ولالتقاط أنفاسهم ولتعيد المقاومة ترتيب أوضاعها.

مخاوف البعض من استمرار ايقاف اطلاق النار ووقف الحرب ممن اعتنقوا فكرة حرب التحرير فإن "طوفان الأقصى" تعتبر أول خطوة على طريق التحرير، كما يمكن القول أن المقاومة استطاعت تغيير الوعي العالمي وخاصة الغرب وجعله يعترف بالقضية الفلسطينية واعادتها لتكون الاولى على اجندة العالم وأحقية سكان الأرض الأصليين بالدفاع عن انفسهم أمام الكيان المحت، ونجحت بجذب أنظار العالم باستثناء الصهاينة والمتصهينين حول همجية العدو وجرائمه البشعة ضد الفلسطينيين ،وصدرت صورة عن تحلي الشعب الفلسطيني بالإيمان والصبر والتوكل على الله في أشد الظروف قسوة ، وعلى الصعيد العسكري فصمود المقاومة أمام العدو وإيقاع الضرر والخسائر الكبيرة في آلياته العسكرية ودباباته وجنوده وقصف الداخل المحتل بشكل يومي منذ بدء عملية طوفان الأقصى بالرغم من تفوق الكيان الصهيونى بحجم معداته وآلياته التي يتم تزويده بها من الولايات المتحدة ودول الغرب ، يثبت أن المقاومة الطرف الأقوى في هذه الحرب غير المتكافأة حتى وإن تم ايقاف الحرب بعد انتهاء فترة الهدنة.