في مرمى المقاومة.. "العهر الإسرائيلي" محاولة لتسجيل هدف في المرمى الحمساوي ،،، والاستحواذ على التعاطف العالمي

 



الأنباط-فداء الحمزاوي

لطالما استخدمت القصص العاطفية كوسيلة للتأثير على الرأي العام، وفي الحروب كانت هذه القصص تستخدم لتحفيز الناس على القتال أو دعم الحرب.

فمنذ بدء أحداث "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الذي بدأته حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"
واستهدفت فيه مناطق عدة في غلاف غزة ،براً وبحرًا وجوًا ، ردًا على الاحتلال والانتهاكات "الاسرائيلية" ضد "الشعب الفلسطيني" المستمرة منذ إقامة دولة الكيان المتطرف والحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ ستة عشر عامًا .

تم بث فيديوهات وصور لحفل موسيقي في منطقة رعيم كان يقيمه عدد من المستوطنين الذين لقى عدد كبير منهم حتفه ما يقارب الثلاثمائة مستوطن وعدد كبير من المصابين، لتكون حجة اسرائيلية لاتهام "حماس” باستهداف المدنيين ، لتقوم جهات تابعة لكيان الاحتلال باستخدام القوى الناعمة بالتأثير والضغط على الرأي العام العالمي من خلال كتابة وتأليف سيناريوهات وقصص عاطفية لبعض القتلى والمصابين من ذاك الحفل ونشرها عبر صفحات تطبيقات التواصل الاجتماعي ، لتكون الضربه المدوية لهم عندما كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية يوم الأحد التاسع عشر من نوفمبر، عن مقتطفات من تحقيقات للشرطة الإسرائيلية حول الحفل الموسيقي الذي كان يقام في غلاف غزة، في السابع من أكتوبر ،إلى أن الطيران الإسرائيلي كان وراء قتل المحتفلين!!.

تسعى حكومة الكيان إلى تأثير القصص العاطفية في مجرى الحرب، فمن الممكن أن تؤثر على الرأي العام، والقرارات السياسية، وحتى على سلوك جنودهم في الحرب ، والاستحواذ على التعاطف العالمي ،وكسب تعاطف "الإسرائيليين"مع حكومتها في حربها ضد "المقاومة الفلسطينية" ،مما قد يؤدي إلى دعمهم للحرب،في ظل عدوانهم الغاشم على غزه واستهداف المدنيين خاصة النساء والأطفال مبررين ذلك بأنه دفاع عن النفس .

ولتحسين الصورة "الإسرائيلية" في دول العالم يقوم الكيان المحتل باظهار الجانب الإنساني "المخادع" وذلك بنشر اهتمام جنوده ببعض الحيوانات الأليفة الذي يزعم الاحتلال أنهم التقوا بها صدفة أثناء الحرب ليكون ذلك إسقاط بأن من يهتم بالحيوان ويظهر له إنسانيته فكيف سيكون تعامله مع الإنسان ، ليكملوا كذبهم وانتحالهم للإنسانية بتصوير جندي يتظاهر بأنه يساعد رجل فلسطيني للمرور من "الممر الاإنساني" ونشر الصورة بشكل كبير جدًا ليقوموا بعد ذلك بقتله بدمٍ بارد .

يجدر بنا هنا ذكر إنسانية المقاومة الفلسطينية في التعامل مع الأسرى "الإسرائيليين" والذي ظهر عدد منهم في فيديوهات يتحدثون بها عن حسن تعامل أفراد المقاومة والاهتمام بهم من جميع الجوانب وهذا يعني أن الإنسانية الحقيقية فطريه وغير مكتسبة وعقيدة المقاومين وتمسكهم بحذافيرها يجعلهم يقتدون بتعاليم الإسلام والرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام بالإهتمام بالأسير وعدم إيذائه ،وهذا ما جعل حكومة الاحتلال في حالة جنون لتعامل المقاومة بهذة الانسانية مع أسراهم والتي شاهدها العالم بأسره مما جعل صورة الكيان تسوء بسبب جرائمهم الشنيعة ضد الأطفال والنساء والمدنيين .

بات الكيان يستخدم فن الدعاية والاستعطاف كسلاح أساسي في حربه ضد المقاومة وخاصة في الفترة الأخيرة بسبب التغير الذي طرأ على الرأي العالمي وفهم العالم لحقيقة القضية الفلسطينية والتي بدأت منذ خمسه وسبعون عامًا وليست وليدة السابع من أكتوبر الماضي ، وهذا ما أربك الكيان وجعله يتخبط كالأفعى في أوج إحتراقها ،حتى أنهم عادوا يتباكون في المؤتمرات الصحفية وعلى منصات العروض ومواقع التواصل الاجتماعي مستذكرين المحرقة اليهودية "الهولوكوست " وكأنهم يقولون للعالم نحن من تم إحراقنا في الأفران الألمانية النازية نحن ضحايا "هتلر" انظروا لمحرقتنا قديمًا وغضوا النظر عن جرائمنا الحالية في غزة .

الاستعطاف وتمثيل الإنسانية وكل ما يبثه العدو الغاصب في السينما والتلفزيون والكتب والموسيقى وحملاته الدعائيه والخطابات السياسية ومواقع التواصل الاجتماعي ليست إلا محاولات فاشلة للعب ضمن الحرب النفسية والإعلامية التي ربحتها القضية الفلسطينية عبر سواعد مقاومتها وشعبها وجميع أحرار العالم الذين كانوا وما زالوا لسان وصوت لفلسطين وللدفاع عنها ويجب أن أأكد هنا ان قصصهم ورواياتهم العاطفية "الإسرائيلية" محاولات للتضليل ولتغيير المشهد الحقيقي لصالحهم وعلينا أن نزيد وعينا وإدراكنا جميعا لتمييز كذبهم وافترائاتهم وتزويرهم وعدم تمريرها لئلا نكون إحدى أدوات النشر المستخدمه لديهم.