85% من حالات الاصابة بسرطان الرئة سببها التدخين ‏

استخدام السجائر الإلكترونية يتلف ‏الحمض النووي ويزيد الإصابة بأمراض القلب وضباب الدماغ

د. القضاة اعراض الاصابة بسرطان الرئة تعتمد على حجم وموقع الورم، وبعض الاورام لا تظهر اعراضها مبكرا

الافكار المجتمعية ‏السائدة وعدم تفعيل قانون الصحة العامة ابرز التحديات

الانباط ـ غيداء الخالدي ‏

في ظل الاقبال الكبير على التدخين واستخدام النرجيلة و السجائر الالكترونية يمكن القول ان التدخين بات اليوم نوع من «الموضة « اذ دخلت شرائح جديدة غير مدخنة و خصوصا من فئة الشباب ‏والمراهقين والفتيات كبديل وموديل متطور يحاكي الحياة، يأتي ذلك فيما يدق ناقوس الخطر ‏كون التدخين يتسبب في 85% من حالات الاصابة بسرطان الرئة الذي يمثل اعلى معدلات ‏وفيات بين انواع السرطان . ‏
ووفق المسح الوطني التدريجي الأخير الصادر عن وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة ‏الصحة العالمية الصادر عام 2019 فإن 66.1% من الذكور الأردنيين يدخنون منتجات ‏التبغ، إضافة إلى 16.4% يستخدمون السجائر الإلكترونية، وبلغت نسبة المدخنين بين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و69 سنة 41%‏.


بدوره حذر اختصاصي تشخيص امراض و اورام الجهاز التنفسي وعميد كلية الطب في الجامعة ‏الهاشمية الدكتور محمد القضاة من ان سرطان الرئة من السرطانات المسؤولة عن اعلى عدد ‏حالات وفاة لأسباب عديدة، منها التأخر في التشخيص و انتشار الخلايا السرطانية خارج الرئتين ‏عند اكتشاف السرطان، مؤكداً ان التدخين هو السبب الرئيسي فيما يزيد عن 80% من حالات ‏سرطان الرئة ،مشيرا الى ان بعض انواع سرطانات الرئة تحديدا تكون النسبة 95%،موضحا ان ‏التدخين السلبي يزيد احتمالية الاصابة ولو بشكل بسيط.‏‎
واوضح ان آخر دراسة وطنية تم نشرها 2018 احتل سرطان الرئة المرتبة ‏الرابعة بين السرطانات في الاردن، ولكن يتغير ترتيبه حاليا بسبب تسارع انتشار ‏العادات السلبية المسببة مباشرة للسرطان، وهي التدخين بكل أنواعه، منوها انه عام 2018 كانت ‏الاحصائيات تشير ان سرطانات الرئة تحتل المرتبة الثامنة عند الاناث والثانية عند ‏الذكور،ولكن يتوقع اغلب المتخصصين تغير هذا الترتيب بعد سنوات.‏
وأفاد ان نسب الاصابة عند الذكور اعلى لان نسبة المدخنين منهم اعلى ، ولكن ‏للأسف مع تغير الأنماط السلوكية ودخول التدخين عبر السيجارة الالكترونية والأرجيلة الى حياة ‏الكثيرين، فأن اعداد الاصابات بسرطان الرئة سترتفع بشكل كبير للأسف عند الجنسين بعد ‏سنوات من التدخين ، موضحا ان الكثير من مدخني الأرجيلة يعتبرون انها تختلف عن تدخين ‏السجائر العادية ولا تسبب الامراض، ولكن كل الدراسات العلمية تؤكد انها تسبب التهابات مزمنة ‏في انسجة الرئتين وتسبب تصلب الشرايين والعديد من انواع السرطانات ومنها سرطان ‏الرئة.‏
واوضح ان اعراض الاصابة بسرطان الرئة تعتمد على حجم وموقع الورم، ومن المؤسف ان ‏بعض الاورام لا تظهر اعراضها مبكرا بل نكتشفها بسبب الانتشار خارج الرئتين، مبينا ان ‏السعال المستمر وخروج الدم اثناء السعال هو احد ابرز الاعراض اذا كان الورم موجودا في ‏موقع قريب من القصبات الهوائية الرئيسية، اما في حال وجوده في نهايات النسيج الرئوي قريبا ‏من القفص الصدري، فإنه في بعض الحالات يتأخر ظهور هذه الاعراض، كما ان ضيق النفس مع ‏تكرر التهابات الرئة دون تعافي تام منها يجب ان يزيد الشكوك بوجود ورم يسد الطريق على ‏مكان الالتهاب إضافة الى الاعراض المصاحبة لأغلب السرطانات مثل خسارة الوزن و ‏فقدان الشهية.‏
وبين انه بشكل عام يمكن تقسيم سرطانات الرئة الى عائلتين رئيسيتين، السرطانات ذات الخلايا ‏الصغيرة‎ Small cell carcinoma ‎،وذات الخلايا غير الصغيرة‎ Non-Small ‎cell carcinoma ‎، وهي تنقسم الى عدة انواع ايضا وكل نوع له طفرات جينية مختلفة و‏علاجات موجهه مختلفة.‏
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فأن سرطان الرئة هو السبب الرئيسي للوفيات الناجمة ‏عن السرطان في جميع أنحاء العالم، ويمثل أعلى معدلات الوفاة بين الرجال والنساء على ‏السواء والتدخين هو السبب الرئيسي لسرطان الرئة، ويتسبب في حوالي 85٪ من جميع ‏حالات الإصابة، لذلك غالباً ما تُشخَّص الإصابة بسرطان الرئة في مراحل متقدمة عندما ‏تكون خيارات العلاج محدودة، ويمكن للوقاية الأولية (مثل تدابير مكافحة التبغ والحد من ‏التعرض لعوامل الخطر البيئية) أن تخفض معدلات الإصابة بسرطان الرئة وتنقذ الأرواح.‏
من جهته، قال رئيس قسم الاعلام بالجمعية الملكية للتوعية الصحية ان الجمعية تقدم برامج ‏لمكافحة التدخين منها، برامج موجهة للاطفال بالمدارس "برنامج سفراء مكافحة التدخين ‏وبرنامج فواصل" للفئات العمرية من ٩-١٤ سنه، برنامج تثقيف الاقران الشباب في المجتمعات ‏وبرامج التوعية من مضار التدخين في المراكز الصحية الشاملة والاولية والجمعيات الخيرية، ‏بالاضافة الى انشطة كسب التأييد بالشراكة مع تحالف مكافحة التبغ.‏
واشار الى ان التحديات التي تظهر اثناء تطبيق برامج مكافحة التدخين هيَ الافكار المجتمعية ‏السائدة ، وعدم تفعيل قانون الصحة العامة في بعض الاماكن العامة، مؤكدا ان الجمعية مستمرة ‏بنشر الوعي ونشر المعلومات العلمية المثبتة للوصول الى اكبر عدد من المستفيدين ، حيث تم ‏الوصول الى اكثر من ٨٠٠ مدرسة و ١٥٠ الف طالب وطالبة و الى اكثر من ٣٠٠ الف مستفيد ‏من البرامج الاخرى للجمعية التي تنفذها في المجتمعات. ‏
وكشفت الدراسة التي أجريت بمركز رونالد ريغان الطبي بجامعة كاليفورنيا ونشرت نتائجها في ‏بيان بالموقع الإلكتروني للمركز الى أن استخدام السجائر الإلكترونية يمكن أن يؤدي إلى تلف ‏الحمض النووي، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وتسرب الأمعاء وحتى ضباب الدماغ.‏