الاحتلال يقتحم مستشفى الشفاء.. فشل ذريع بتحويل المذبحة الى صورة نصر

"الشيطان الأعظم" يخطط ويعطي الضوء الاخضر... و"الأصغر" ينفذ

الدجل ذاته .. من فيتنام وأفغانستان مرورا بـ العراق وصولا إلى غزة

الأنباط – عبد الرحمن أبو حاكمة - خليل النظامي

يعيدنا سيناريو الحرب الدائرة حاليا في قطاع غزة بـ الذاكرة لـ الهزائم الكبيرة المذلة التي تعرضت لها القوات الأمريكية في حربها على فيتنام عام 1964 والتي قتل فيها أكثر من 70 ألف جندي أمريكي، والغزو على العراق عام 2003 التي قتل فيها أكثر من 15 ألف جندي وعامل أمريكي، فضلا عن هروبها المذل بعد الهزيمة في أفغانستان عام 2020 مخلفة وراءها آلالاف من جثث الجنود الأمريكان والمعدات والأسلحة العسكرية الأمريكية الثقيلة والخفيفة.

فما أشبه اليوم بـ الأمس، حيث السيناريو العسكري المتبع في الحرب على قطاع غزة حاليا يتكرر في معادلة تقودها أمريكا أو "الشيطان الأعظم" كما لقبها الكثير من السياسيين والعسكريين لـ اجل حماية وبقاء فتاتها المدللة "إسرائيل" الحافظة لـ مصالحها في المنطقة العربية والضامنة لـ عدم إستقرار وتقدم العرب سياسيا وتكنولوجيا وعسكريا وعلميا.

فـ الحرب على قطاع غزة لا تتوقف على إلقاء القنابل من طائرات العدو الصهيوني على منازل المدنيين وقتلهم وتشريدهم، ولا برد المقاومة المجاهدة بالصواريخ على المستوطنات الصهيونية والتصدي للقوات الغازية في القطاع، وإنما هناك حرب تشتعل بـ التوازي تتمثل في الحرب الإعلامية والنفسية هدفها التحشيد والتحريض والتوعية وحرف وتشتيت الرأي العام وتغيير الأفكار وترسيخ أفكار جديدة وتغيير طبيعة مفاهيم وطرح مفاهيم جديدة مرتبطة بمعاني المقاومة والتضحية في سبيل الأرض والدين.

سياسة الأرض المحروقة تنهار أمام المقاومة

وفي التفاصيل لم تتمكن سياسة الأرض المحروقة التي أسقطت خلالها طائرات العدو الصهيوني ما يعادل قنبلتان نوويتان على قطاع غزة، إستشهد على إثرها الاف من المدنيين جلهم من الأطفال والنساء، من الإنتصار على أبطال المقاومة الذين كبدوا جيش الصهاينة خسائر بشرية وعسكرية ضخمة جدا، نظرا لـ دراسة المقاوم الفلسطيني أرضه ودافع الإيمان بـ الحق لـ القتال، وتقدم ذهنيته العسكرية أعطاه الأفضلية في معركة الشوارع الدائرة حاليا داخل القطاع والتي أسفرت عن تلقى الصهاينة خلالها ضربات موجعة وقاتلة.

ومن الجدير الإشارة له هنا ؛ أن أمريكا عرفت بعد هزائمها المتتالية في (أفغانستان، والعراق، وفيتنام) بـ مهارتها العالية في صناعة "البروباغاندا" الحربية الإعلامية، وعرف الصهاينة أيضا بـ مهارتهم الكبيرة في صناعة الدعايات الإعلامية الحربية، والحرب على غزة تشترك فيها أمريكا بمركز ومنصب القيادة لها، وجيش الصهاينة بـ الذراع الحربي المقاتل، ما يجعل "البروباغاندا" الأمريكية والدعاية الاعلامية الصهيونية يعملان في صف واحد ضد كل الممارسات الإعلامية التي تحاول جاهدة إظهار الحقيقة المتمثلة بـ إنتصار المقاومة الفلسطينية على جيش العدو الصهيوني وتكبيده خسائر فادحة.

الذريعة العسكرية الكاذبة التي يستخدمها الصهاينة حاليا في حربهم على غزة، هي ذاتها التي إستخدمها الأمريكان في غزوهم العراق 2003 التي إدعوا من خلال أجهزتهم الإستخبارية المخادعة (CIA)، أن العراق لديه أسلحة دمار شامل، وتبين لاحقا أنهم مجرد مجموعة من المخادعين كذبوا على العالم كله وبرروا كذبتهم بـ إعتذار قدموه على شاشات التلفزة بعد قتل وتشريد الملايين من أطفال ونساء العراق والإطاحة بنظام الشهيد رئيس العراق الاسبق صدام حسين.

دجل "الصهيوأمريكية" في غزة ... سبقه الدجل في بغداد

الأمريكان والصهاينة يعاودون نفس سيناريو الدجل والكذب على العالم عبر وسائل إعلام تفتقر لـ الموضوعية والدقة والنزاهة (BBC.CNN) ؛ أن تقارير أجهزتهم الإستخبارية كشفت عن وجود قاعدة عسكرية لـ قيادة المقاومة تحت مستشفى الشفاء في قطاع غزة، بعد أن فشلوا هم وأتباعهم في المنطقة في إقناع الرأي العام العالمي أن حماس حركة أرهابية، وثبت لـ العالم كله أنها حركة مقاومة مشروعة عن الأرض والدين.

ولا تختلف كذبة سيناريو الحرب على مستشفى الشفاء في قطاع غزة عن كذبة سيناريو الحرب على مطار بغداد الدولي في العراق التي أوهم الأمريكان العالم كله بـ إنتصارهم فيها على القوات العراقية وسقوط بغداد إعلاميا قبل سقوطها عسكريا في يد الغزاة، وإكتشفنا بعد سنوات أن إنتصار الجيش الأمريكي كان لـ أسباب أخرى متعلقة بخطط عسكرية، وليس بقدرة وقوة الجيش العراقي، وهذا يثبت أن الحرب الإعلامية تعتبر بديلا للحرب العسكرية وهذا ما حدث أيام الحرب الباردة بين الشيوعيين والرأسماليين في حربهم التي انتصرت فيها الولايات المتحدة بالضربة القاضية وانهار الاتحاد السوفييتي بدون حرب عسكرية وإنما بفعل الدعاية الإعلامية، وأيضا كما جرى خلال حرب الخليج، حيث احتكرت محطة "CNN" المشهد الإعلامي، وانتظرنا مدة طويلة حتى استطعنا اكتشاف الحقائق وفضح الدجل الذي لفقته الــ "CNN" وأذرعها الإعلامية.

الإنتصار المزيف على المقاومة في غزة

إلى ذلك فإن الدجل الذي تمارسه "أمريكا وإسرائيل" حاليا في الحرب على غزة هدفه رسم لوحة من "الإنتصار المزيف" إعلاميا أمام شعوب العالم، تتضمن جعل مستشفى الشفاء الهدف الرئيسي المستوجب تحققه على أجندة الجيش الصهيوني من خلال نظرية التأطير الإعلامي وتركيز كافة الوسائل الإعلامية على ما يحدث بـ المستشفى، لـ إثبات دجلهم حول كذبة وجود القاعدة العسكرية الرئيسية لـ قيادة المقاومة تحت مبناه، وسقوطه يعني سقوط المقاومة في غزة، وهذا ما قد يتم ترويجه إعلاميا في الساعات والأيام القادمة، خاصة أن الجنود الصهاينة قاموا بـ أسر المئات من النازحين والعاملين من داخل المستشفى وأخذهم لـ أماكن غير معروفة بهدف ابتداع كذبة جديدة مفادها انهم ليسوا نازحين وإنما مقاتلين من المقاومة وتم أسرهم، ليتمكنوا من ترويج كذبتهم الإعلامي أمام العالم المتمثلة بسقوط المقاومة في غزة.

وهو ما أكدته وسائل إعلام عبرية منها قناة (13) التي إعتبرت أن إقتحام مستشفى الشفاء فشل إستخباري قاتل خلاف ما كان متوقعا، حيث ثبت أن المستشفى منطقة خالية تماما من الأعمال العسكرية الخاصة بالمقاومة.