ثقافة الاحتجاج الآمن
فايز شبيكات الدعجه
واضح تماما ان الدولة الاردنية ادركت ما تشير اليه القراءات الموضوعية المتعمقة من احتمالات خطيرة على رأسها توسع ازمة غزه، او أنها ستطول الى أمد غير محدود، ويصعب التنبؤ بإنعكاس نتائجها واثارها المستقبلية على المحيط العربي والاقليمي، وعلى مجمل الاوضاع الاردنية بطبيعة الحال .
وعليه كان من حق الدوله التدخل المبكر لدعم وحراسة المسيرات والاحتجاجات ضد العدوان الاسرائيلي على غزه، وان لا تترك المسألة دون تدابير وقائية تضمن سلامة فعاليات التعبير وتمنع تغلغل المندسين في جسم الفعاليات. او تُترك لعبث الافراد يمارسونها بالطرق المريبة التي يشاؤونها.
فعلت ذلك جيدا، والنتائج لغاية الآن ممتازه، أعداد المتوطين بمحاولة إثارة الشغب لا تكاد تذكر، واتخذت بحقهم اجراءات الردع التي يستحقونها، والمسيرات في أوجها وهي تحقق اهدافها في التعبير، وتجري وفق احكام القانون بلا منغصات، وخضعت للإجراءات الامنية الشديدة، ما قلل من التجاوزات وخفض مستوى الاحتكاك بالشرطة.
ذلك يعني أن ثمة ثقافة تعبير اردنية لها هويتها الخاصة اخذت تتشكل في اطار سلمي عبر سلسلة تراكمية طويلة من التجارب خلال السنوات الماضية، نجحنا خلالها في تجاوز فترة ما سمي بالربيع العربي بسلام وبسلاسة وهدوء، لم تحدث خلالها اساءة لمؤسسات الدولة، او المساس بمقدراتها او تعطيل مصالح المواطنين.
من المتوقع ان تنشط الفعاليات إذا ما تعقدت الازمة في المنطقة وازدادت توترا، ويتعين علينا في هذه المرحلة حشد قدراتنا لضمان الاستقرار، وتسخيرها لإدامة ممارسة التعبير الامن كي تمضي الهبة الوطنية لمناصرة غزة كما هي الان بثبات ونجاح.
ثقافة اردنية سامية للتعبير، وإنجاز مذهل داعم للاهل في غزة ينبغي تعزيزه وعدم التفريط فيه.