النخبة تناقش أهمية العمل على تحصين الجبهة الداخلية

الانباط – مريم القاسم‎ ‎
ناقش ملتقى النخبة-‏elite‏ أهمية تحصين الجبهة الداخلية ‏‏كأولوية قصوى في ظل الاحداث الدائرة والعدوان ‏الصهيوني ‏على غزة، الذي خلف بدوره من حرب اعلامية ‏مكثفة على ‏الأردن ودعوات وتجاوزات على القوانين بقصد او ‏بدافع ‏العاطفة حيث أتفقت آراء المتحدثين أن تحصين الجبهة ‏‏الداخلية ذو أهمية عالية ، مبينين أنه لا بد من تمتين ‏الوحدة ‏الوطنية والمحافظة على فسيفساء الاردن هي الاولوية‎ .‎
قال باسم الحموري‎ ‎إن الحرب الهمجية التي يشُنُّها العدو ‏الصهيوني على ‏غزة، وأثر وتبعات هذه الحرب على المنطقة ‏بشكلٍ عام، ‏والأردن بشكلٍ خاص، كل ذلك يستدعي التركيز ‏على تحصين ‏الجبهة الداخلية الأردنية بكل الوسائل والطرق، ‏للتمكن من ‏مواجهة أية أحداث أو متغيرات قد تعصف ‏‏بالمنطقة‎.‎
‎ ‎بدوره أشار ابراهيم ابو حويله ان الساسة والحكومات لا ‏‏تستطيع أن تصرح بكل ما تملك من معلومات ، ولكن لو ‏‏خلقت هامش من الصراحة والثقة بينها وبين المواطن ، لزالت ‏‏الكثير من الحرج، مشدداً على أن التمييز والإمتيازات ‏والمنح ‏والعطايا تخلق حالة من عدم الرضا ، وهذه تحتاج إلى ‏إعادة ‏العدالة إليها ، وإعطاء الشفافية مساحة أكثر، لافتاً ان ‏الحمل ‏إذا وزع بعدالة سهل على الجميع حمله ، وخف عن ‏الجميع ‏وزنه‎ .‎

من ناحيته بين المهندس أحمد العدوان ضرورة اتحاد جميع ‏مكونات ‏المجتمع الاردني، وان تقف مع الشعب الفلسطيني ، ‏مع المحافظة على بنيانها الداخلي ، لافتاً إلى أن توجيه ‏الرسائل من خلال الاعتصامات ‏المنطقية قد يكون له دور ‏ايجابي في تحفيز العرب على ‏الوقوف بجانب اهل فلسطين.‏
أما محمود الملكاوي بين أنَّ تماسك الجبهة الداخلية يعززها ‏‏الإيمان بالله ‏، فالاحساس بالهوية الوطنية والإنتماء لها يقود ‏الى ضرورة ‏إدراك المواطن أنّه كما له حقوق عليه واجبات ، ‏مضيفا ان هذا يستدعي تعزيز منظومة العمل الوطني ‏والحوار ‏، واحترام جميع الأفكار والآراء والأفراد ، وأنْ ‏يعمل كل ‏فرد المطلوب منه دون تقصير، مشيرا إلى أن ‏مصدر مَنعة ‏الأردن صلابة جبهتنا الداخلية ، لأنَّ وحدة ‏الصَّف تقودُنا الى ‏الحِفاظ على الهوية الوطنية الجامعة في ‏إطار سيادة القانون ‏ودولة المؤسسات. ‏

وبدوره بين الدكتور مصطفى التل أن المسؤول عن تمتين ‏‏الجبهة الداخلية‎ ‎بالدرجة الأولى هي الدولة ، بما تتخذه من ‏‏منظومات تشريعية ومنظومات سياسية وغيرها ، ولكن بكل ‏‏الأحوال الجبهة الداخلية في الأردن موحدة بوجه جميع ‏‏الاخطار والتهديدات ، موضحا ان المجتمع الأردني يمتاز ‏بصفتين ‏تميزه عن المنطقة برمتها انه موحد المذهب واللون ، ‏وموحد ‏من حيث الهدف الأعلى للعدو الواضح والبيّن ، وهذه ‏وحدها ‏ميزة قوة ، غير موجودة بدول المنطق ، مشيرا إلى ‏أن الجبهة ‏الداخلية لا يوجد لها ولاءات خارجية ، ولا تتوجه ‏بأي أوامر ‏خارجية كحال جبهة لبنان الداخلية ولا السورية ولا ‏حتى ‏المصرية‎ .‎

من جانبه أكد المهندس غازي المعايطة أن تحصين الجبهة ‏‏الداخلية في كافة الأوقات في السلم والحرب في الرخاء ‏‏والعسرة في السراء والضراء أمر ضروري وهدف رئيسي ‏‏للدولة والشعب ، ويتحقق فقط نتاج عمل دؤوب ومضني لكافة ‏‏مكونات المجتمع السياسي والاقتصادي والعسكري ‏‏والدبلوماسي والاعلامي ، لكن بشرط أن تتوحد البوصلة وان ‏‏يتم تحديد الأهداف فلا يجوز ان تتناقض الأهداف لتكون ‏‏أهداف الرخاء مختلفة عنها في اوقات الشدة والضراء. ‏

ولفت موسى مشاعرة أن الثقة بالقوات المسلحة والأجهزة ‏‏الأمنية بقدرتها وتنظيمها وتسليحها وانضباطيتها العالية قادرة ‏‏على التصدي لاي معتدي والدفاع عن ثرى الأردن بجدارة ، ‏‏مشيرا إلى أنه يجب توجيه الحملات الإعلامية الهادفة ‏‏والمستمرة بضرورة الوقوف صفا واحدا خلف القيادة والقوات ‏‏المسلحة وعدم الانجرار خلف عمليات التظليل والدعاية ‏‏والحرب النفسية التي تشنها الأجهزة الإعلامية المعادية.‏

وأكد الدكتور عديل الشرمان أن المدخل الأهم لتحصين الجبهة ‏‏الداخلية يتمثل باشاعة العدل بين المواطنين ، واشاعة ثقافة ‏‏القانون ، فالظلم كما يقول ابن خلدون مؤذن بخراب العمران ، ‏‏وتحصين الجبهة الداخلية يتطلب الحد من الفساد والفاسدين ، ‏‏واصلاح منظومة التربية والتعليم لأن ضعف النظام التربوي ‏‏والتعليمي يقود إلى ضعف الدول وتصدع جبهتها الداخلية‎.‎

من ناحيته أشار المهندس رائد حتر إلى أن الأحداث الكثيرة ‏‏التي مر بها الاردن اثبتت بأن الشعب الاردني واعي وذو ‏‏جبهة داخلية متراصة تزداد قوة ومتانة مع كل أزمة يتعرض ‏‏لها البلد ، وقد عبر عن ذلك جلالة الملك في العديد من ‏‏المناسبات ، ومع ذلك فان الاوضاع الاقتصادية الصعبة ‏‏والظروف التي يعيشها المواطن والتحديات الكثيرة التي ‏‏يواجهها الاردن تحتم علينا الحفاظ على الجبهة الداخلية ‏‏متراصة والتعامل بحزم مع كل من يعمل على زعزعتها ‏‏داخليا وخارجيا.‏