"الطوفان الهاشمي يباغت العالم كله ويبهره عسكريا وإنسانيا"

"الأردن يعيد لمفهوم السيادة للقومية العربية مكانته وعزته"

"دقة إستخبارية وحنكة عسكرية للقوات المسلحة بإشراف هاشمي"

الأردن يعلنها صراحة "أي تهجير قسري للفلسطينيين يعتبر "إعلان حرب"

الأنباط – خليل النظامي

"نحن الأقرب إلى الشعب الفلسطيني"...
عبارة أعلنها جلالة الملك عبدالله الثاني فجر الإثنين بعد نجاح القوات المسلحة الأردنية بعملية الهبوط المظلي التي حملت مساعدات ضخمة للمستشفى الميداني العسكري الأردني في قطاع غزة، إشتملت على الأدوية والعلاجات والأمصال والمعدات الطبية لـ غرفة الإنعاش وأدوات طبية جراحية مركبة ومعقدة.

عبارة سيد البلاد تحمل دلالات لغوية تشير إلى انها صيغت كـ نتيجة إفتخار وإنتصار لـ سجالات المعارك الأردنية ضد الصهاينة وأعوانهم، وتحدي واضح لـ جميع دول العالم والأنظمة السياسية العربية والغربية التي لم تدع شكلا ولا طريقا لـ الضغط السياسي والإقتصادي والدبلوماسي على الأردن إلاّ وإتبعته للحئول دون تقديم الأردن ما عليه من واجبات تاريخية تجاة القضية الفلسطينية.

التساؤلات التي طرحت على ضفاف العملية العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة الأردنية التي تعتبر بمثابة حصول الأردن على الميدالية الذهبية في مباراة مساعي كافة دول العالم والمنظمات الدولية والإنسانية العالمية لـ إدخال المساعدات إلى القطاع، في الوقت الذي لا تستطيع فيه مصر فتح معبر رفح في ظل إمطار العدو الصهيوني غزة بـ القنابل والصواريخ، تجيب عنها تغريدة سيد البلاد التي صاغها بنفسه عقب العملية عبر صفحته الخاصة على منصة (X) معلنا نجاحها في توقيت يعرف عالميا بأنه توقيت عسكري قتالي بحت، وإشرافه ومتابعته لها بشكل شخصي في وقت متأخر من الليل، والتكتم العميق الذي سبق هذه العملية من قبل السلطات في الأردن، يثبت أن ما قامت به القوات المسلحة الأردنية بقيادته، يصنف على انه عملية إستخبارية عسكرية بكاملها، ولم تكن بـ تنسيق مسبق مع أي طرف كان.

إلى ذلك أثبتت القوات المسلحة الأردنية بقيادة الملك الهاشمي أن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المحتل الصهيوني أو تجميدها التي تمثلت بـ سحب السفير الأردني من "إسرائيل" وإبلاغ سفير الكيان عدم العودة لـ الأردن، لن يقف عائقا أمام سيادة القرار الأردني في سعيه لـ تقديم المساعدات لـ الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، الأمر الذي يرسل فيه المقاتل الهاشمي رسالة لـ العالم كله وعلى رأسهم الصهاينة ؛ أن الأردن قادر على تجاوز كل التحديات والصعوبات وكسر الحصار الصهيوني على غزة بسهوله، وإقتحام شبكة الموت التي صنعها المحتل الصهيوني بذكاء إستخباري وحنكة وقوة عسكرية عالية المستوى، بـ زنود أردنية شجاعة جميعهم أقسموا على حماية الأرض والدين.

ومما يؤكد أن الأردن بات يقف موقفا قتاليا وعروبيا مشرفا وثابتا إزاء الأشقاء في فلسطين والقطاع، تصريح الحكومة الأردنية عقب العملية المعنون بـ تحذير حكومة وجيش الكيان الصهوني المتطرف من قصف المستشفى الميداني الأردني أو أي مساس بمحيطه، وعزله عن حملة القصف، بالرغم من تواجده في قلب مناطق القصف الصهيوني على غزة، الأمر الذي يؤكد أن الأردن بات يحذر الصهاينة بشكل جاد قولا وفعلا، وليس مجرد تصريحات إعلامية.

وفي السياق أعلن رئيس الوزراء الدكتور بشر خصاونة بشكل صريح ومباشر لا يقبل التشكيك في وجه العدو الصهيوني :"أن كل الخيارات موجودة على الطاولة بالنسبة للأردن"، مؤكدا أن أي عملية تهجير قسرية للفلسطينيين في الضفة الغربية أو حتى قطاع غزة سيتعامل معها الأردن على إعتبارها "إعلان حرب"، الأمر الذي يشير إلى أن الأردن لن يتردد للحظة في إتخاذ قرار بـ إلغاء إتفاقية السلام (وادي عربة) مع الكيان الصهيوني، ما يؤكد أن غرفة صناعة القرار الأردنية المركزية تتعامل مع كافة الأوضاع الإقليمية إزاء القضية الفلسطينية وتطوراتها بشكل واقعي وجاد "قولا وفعلا".

بـ المقابل نقرأ سياسيا على المستوى العربي والدولي أن العملية المفاجئة التي نفذها الأردن تجسد خطوة جريئة وغير مسبوقة هدفها الخروج من دائرة الصمت العربي، وإعادة سيادة مفهوم الوحدة والقومية العربية إلى مكانه الصحيح سياسيا وعسكريا، ورسالة سياسية مباشرة لـ الأنظمة السياسية العربية والإسلامية مفادها أن الأردن وبـ الرغم صغر حجمه، وبالرغم من كافة الضغوطات السياسية التي تمارس عليه من قبل القوى العظمى، والأزمات الإقتصادية التي يتعرض لها، غامر بكل شجاعة ومروءة بنفسه وحياة أبناءه وكسر حصار دام لـ أكثر من عشرين عاما على قطاع غزة وقدم ما لم تستطع دول العالم أجمع تقديمه.

وهذا ما عززه ودعت إليه العديد من القوى السياسية الأردنية والعربية، وإعتبروه حلا مبتكرا من قبل الأردن، ومنهجية تحفيزية لـ أنظمة الدول العربية للقيام بواجبها العروبي والإسلامي والإنساني تجاة الأشقاء في غزة، وهذا ما عبر عنه البرلماني المصري محمود بدر في تغريدة قال فيها:"أ دي الأردن وجلالة الملك عبد الله أثبت لكم إن في طرق تانية غير معبر رفح سيبولنا احنا بقي المعبر ندخل مساعداتنا منه ويلا ورونا الهمة بتاعتكم"

وتابع بدر قوله:"عايزين نشوف سلاح الجو التركي والقطري حصري عالجزيرة وهما بينزلوا مساعدات وكل حد بيزايد علينا يطلب من بلده تنزل بسلاح الجو بتاعها سهلة اهي يالا يا وحوش ورونا الهمة".

ويأتي إعلان الأردن هذا في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة في القطاع خروج 16 مستشفى من إجمالي 35 في غزة عن الخدمة، بسبب تعرضها للقصف أو افتقارها للوقود لتشغيل مولداتها.

وكان مصدر عسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أوضح أن المستشفى الميداني الأردني سيستمر في العمل للتخفيف من معاناة سكان القطاع رغم ما يعانيه من نقص حاد في الإمدادات.

ويستقبل المستشفى الميداني الأردني في غزة، الذي تأسس عام 2009 ويتبع للجيش الأردني، ما بين 1000 و1200 مريض يوميا.