غزة.. دروع الصحفيين لا تحميهم من القتلة الصهاينة

استشهاد 29 صحفيا و10 من العاملين بوسائل الاعلام

المومني: قتل الصحفيين جريمة متعمدة وابو طير: لن يستطيعوا قتل الحقيقة

السعايدة: الاستمرار بالضغط على المنظمات الدولية لحماية الصحفيين

الانباط-غيداء الخالدي ‏

"بإلقائه درع الصحافة ارضا" على الهواء٠٠ لم يجد الصحافي سلمان البشر الا هذه الطريقة للتعبير عن شعوره وشعور مئات الصحفيين الفلسطينيين بعد استشهاد زميله محمد أبو حطب، مؤكدا أن الاحتلال ‏يمارس جرائم الأٍبادة بحق الصحفيين ويستهدف عائلاتهم وبيوتهم، موضحة ان القبعات والدروع التي نرتديها هي مجرد شعارات ، نحن هنا ضحايا على الهواء ‏مباشرة ونفقد الأرواح واحدا تلو الآخر بلا أي ثمن ، نمضي شهداء فقط مع فرق التوقيت ‏، نحن ننتظر الدور واحد تلو الاخر .
أما الصحفي محمد أبو السباح عبر على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي قائلا "هل ‏سنروي القصة أم سنكون نحن من ضمن هذه القصة ، لا زلنا أحياء ولكن لسنا بخير ‏‏.‏‎ ‎

بدوره جرم عضو مجلس الأعيان ووزير الإعلام الأسبق محمد المومني استهداف الصحفيين ‏واصفا اياها بالجريمة النكراء التي لا يمكن التغاضي عنها بأي شكل من أشكال، لأن الصحفيين هم ‏أشخاص مدنيين وليسوا جزء من أي عمليات حربية،كما أن عملهم هو البحث ‏عن الحقيقة وإيصالها للناس، بالتالي يجب إعطائهم مساحة كاملة للقيام بعملهم بمهنية ‏واحترافية، مبينا أن أي جهة تريد أن تخفي الحقيقة هذا معناه إنها تريد القيام بعمل غير ‏مشروع وضد القانون الدولي .‏

ونوه الى ان الاستمرار بقتل الصحفيين سينعكس على العملية الاعلامية ، لان عدم وجودهم سوف يظل الحقيقة وسيمنع الحقيقة من الوصول لـ العالم والمشاهدين ‏، واضاف، نحن معنيين بتمكين الصحفيين من اداء أعمالهم ومهامهم ليتمكنوا من توعية ‏الرأي العام بالمجازر التي تحدث في غزة، داعياً إلى ضرورة القيام بوقفة تضامنية من كافة صحفيي العالم والعرب بالتحديد ،من ‏أجل أن ننصرهم وأن يعلو صوت الإسناد للصحفيين في ميادين الحرب الذين يحاولون ‏البحث عن الحقيقة ونقلها .‏‎ ‎




وبين نقيب الصحفيين الاردنيين راكان السعايدة أن الاحتلال يستهدف الصحفيين لأن ‏عملهم بنقل حقائق ووقائع الإجرام الذي يحدث في غزة، واطلاع الرأي ‏العام العالمي والإقليمي على حجم هذه الجرائم .. بالتالي هذا الرأي العام سيتحرك لرد هذا ‏العدوان ،ويتحرك للضغط على الانظمة التي يتبع لها للعمل على وقفه ، ‏كما أن التوثيق لهذا الإجرام سيكون في مرحلة قادمة من ضمن الادلة والوثائق التي يمكن ‏اعتمادها إذا ما تمت مقاضاة هذا الاحتلال أمام المحاكم الدولية وخاصة محكمة الجنايات ‏الدولية ،لذلك يستهدف الصحفيين وعائلاتهم لأنه يريد ان يحيدوا من استشهدوا وإرعاب من لم يتمكن من استهدافه بشكل مباشر حتى يخرجهم من دائرة الفعل الإعلامي ‏ليتمكن من مواصلة اجرامه بلا توثيق.‏

وأكد ان الصحفيين مستمرون بأداء واجبهم المهني والاخلاقي والانساني وهم يعلمون ‏يقينا أن هذه المهنة ورسالتها السامية لها تضحيات وكلفة وثمن وهم يدفعون ذلك ‏مستمرين بعملهم لتعرية الاحتلال وكشف جرائمه، مشيراً إلى ان المطلوب من منظمات الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للصحفيين ان يستمر ‏بالضغط على هذا الكيان ،لإنفاذ القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية التي تحمي ‏الصحفيين في مناطق الصراع والنزاع ليستمرو بأداء واجبهم دون قتلهم .‏



من ناحيته قال المحلل السياسي ماهر أبو طير أن الاحتلال يستهدف الصحفيين وعائلاتهم بهدف ‏الانتقام منهم لنقلهم الحقائق إلى العالم ومن اجل اثارة مخاوفهم والابتعاد عن ساحات ‏المواجهة ،اضافة الى التشويش على حجم التغطية وخفض التدفق الإعلامي من داخل ‏فلسطين خصوصا باللغات الأجنبية، مضيفا أن الاحتلال يتخوف ‏من استعمال المواد الإعلامية من صور وفيديوهات وشهادات عيان في محاكمة الاحتلال ‏لاحقا على المستوى الدولي من جانب الهيئات والمؤسسات العاملة في مجالات الاعلام ‏وحقوق الانسان وجرائم الحرب.‏
واوضح لـ "الأنباط" أن قتل الإعلاميين لن يؤثر على توصيل الحقيقة لأن هناك عددا كبيرا يعمل في ‏الإعلام وهناك بدلاء في حالات استشهاد الصحفيين كما ان خفض التغطية الاعلامية لن ‏يؤثر على توثيق أدلة الحرب حتى في حال توقفها.‏

وبحسب تقرير صادر عن نقابة الصحفيين الفلسطينيين، فأنه ومنذ بداية العدوان على ‏قطاع غزة في 7 اكتوبر تم رصد استشهاد 29 صحفياً و10 من العاملين في وسائل ‏الاعلام بالإضافة إلى اعتقال 18 صحفياً في الضفة الغربية" فمنذ عام 2000 قتل ‏الاحتلال 81 صحفيًا، فقد ثلثهم أرواحهم في الحرب الإسرائيلية الوحشية الدائرة على ‏غزة خلال 27 يوما.‏

النقابة كشفت ايضا ان الصحفيين في الضفة الغربية شهدوا حملة ‏اعتقالات واسعة طالت 18 صحفياً ليتجاوز عدد الصحفيين في سجون الاحتلال ‏الإسرائيلي 30 صحفياً، كما سجلت عشرات من حالات احتجاز ومنع الطواقم من العمل ‏،وحالات الاعتداءات بالضرب ومصادرة وتحطيم معدات للصحفيين، بالإضافة إلى ‏تصعيد التحريض الخطير الذي يمارس ضد الصحفيين الفلسطينيين من جهات إسرائيلية ‏مختلفة.‏

وأكدت النقابة ان الصحفيين يعانون ما يعانيه المدنيون من سكان قطاع غزة، ‏إذ تقدر النقابة وجود المئات من الصحفيين ممن يعانون من الإصابات بدرجات متفاوتة ‏وفقدانهم لمنازلهم وافراد عائلاتهم بالإضافة إلى كارثة التهجير القصري لما يشمله من ‏تجويع وتشريد وعدم الحصول على أبسط مقومات الحياة،ولقد وثقت النقابة تفاصيل لهذه ‏الجرائم بالتفاصيل في تقارير سابقة قبل قطع الاتصالات.‏

وبينت انه تم تدمير أكثر من مقر ومركز لمؤسسات اعلامية نتيجة القصف منها وكالات ‏أجنبية وفلسطينية كان آخرها لشركة الهنا للإنتاج الإعلامي كما تعطلت الإذاعات الأربعة ‏وعشرين في قطاع غزة وتوقفت عن البث بسبب نفاذ مصادر الطاقة، إضافة الى إغلاق ‏بعض المؤسسات الإعلامية في الضفة مثل جي ميديا ودريم، وتعرض بعض ‏الشبكات الإعلامية للهجوم السبراني والتشويش مثل شبكة راية وراديو الرابعة، بالإضافة ‏إلى وقف بث قناة الأقصى عن القمر الصناعي وقصفت طائرات الاحتلال مقار ومكاتب ‏عدد من المؤسسات الإعلامية في برج الغفري في غزة، والذي يضم وكالة الانباء ‏الفرنسية، قناة الجزيرة، قناة الشرق، مؤسسة المجموعة الإعلامية الفلسطينية التي تقدم ‏خدمات للعديد من القنوات الفضائية.‏

وفي سياق هذه التطورات الخطيرة حذرت النقابة من الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها ‏قطاع غزة بجميع قطاعاته وحثت كل الجهات الدولية والشعبية والصحفية على التدخل ‏الفوري ووقف حرب التطهير العرقي التي تحدث في غزة.‏