مش غلط يكون في كل عيلة ولد "مشكلجي"..
في عصر انعدمت في الاخلاق.. وقل فيه النبلاء.. وطغت فيه القوة واصبحت المقياس.. وفرض الرأي فيه اصبح بالصلافة والجبروت.. اجد بأنه من الواجب.. لا بل من الحكمة ان يكون في كل بيت او تجمع او حتى دولة ما يمكن ان نطلق عليه بالولد "المشكلجي".. بشرط ان يكون قادرا على ضبط الامور وتسييرها بالشكل الذي يُؤتي بالمنفعة والمصلحة الحقة..
كان الاباء يقولون "الشر سياج أهله".. وكانوا يعبرون بذلك عن ان البيت الذي فيه ولد على الاقل "مشكلجي" او "شراني" يكون محميا من اعتداءات الغير.. حتى لو كان بقية الاهل ممن يسمونهم دراويش او على باب الله لطيبتهم وهدوئهم.. او حتى لضعفهم واستسلامهم.. وليس بالسهولة بمكان اخذ اي شيء منهم بغير حق.. بوجود ذلك "المشكلجي"..
وحتى بعض شيوخ العرب او الوجهاء.. كان عندهم صِبية "مشكلجية" يقومون بعمليات الضغط المختلفة المستويات على اي فراد من العشيرة اذا لم ينصاع ويجلس مجلس القضاء.. او لم يدفع ما عليه من حقوق..
والولد "المشكلجي" ليست صفة سيئة.. اذا كان لا يُظهِر "مشكلجيته" الا للذود عن حقه وحق اهله او حتى حارته التي يسكن فيها.. وكثير من هؤلاء الاولاد هم متعلمون وعلى درجة من الثقافة والفكر.. ويُوظفون مهاراتهم في تحقيق اهدافهم النبيلة..
فمنهم من يتخذ الاعلام طريقا.. فيكتب عبارات لاذعة ومنرفزة على سيارات الخصوم باستخدام مسامير البناء.. ومنهم من يسلك طريق الفن.. فيستخدم علب الدهان "الرَّش" ليرسم لوحات من الفن التكعيبي والتجريدي على جدران وواجهات بيوت ومحلات مَن يحاولون المساس بهم او باهلهم.. ومنهم من يضطر لان يسلك طريق الالعاب الرياضية.. فيمارس مهارات القتال بيده ورجله على كل مَن تسول او سولت له نفسه اخذ شيء منهم دون وجه حق..
في الختام.. تحية اكبار واعتزاز لكل مَن تبرع وتطوع لان يكون الولد "المشكلجي" في عائلةٍ اتخذت من الاستكانة والخنوع والمشي جنب "الحيط" طريقا لها..
فواجهوا كل انواع البطش والجبروت بما لديهم من مسامير وعلب دهان.. اثخنت اعدائهم.. وغطت على عيونهم.. وكتبوا على وجوه اعدائهم بالمسامير "الحق لازم يرجع لأصحابه"..
محمود الدباس - ابو الليث..