النخبة تناقش التوازن العقلي والعاطفي في الازمات

الأنباط – مريم القاسم

ناقش المتحدثون في ملتقى النخبة-elite التوازن العقلي والعاطفي في ظل الازمات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني تحديدا في قطاع غزة ، حيث ان البعض إنساق لعاطفته بشكل مفرط ، والبعض الآخر قابله بتحكيم العقل ، وهناك من كان يحاول ضبط العقل والعاطفة نحو بوصلة الحقيقة ، موضحين كيفية تعويد النفس على الموائمة بين نداء العقل ونداء العاطفة في اي ازمة ، وكيفية السيطرة على عواطفنا ، مسلطين الضوء على دور الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني والإعلام المهني في هكذا ظروف .
وقال الدكتور أحمد الرشود إن العاطفة حالة انفعال تنتاب الإنسان لفعل ، قد يؤدي إلى أثر غير محسوب على الأخرين ، وقيل من الحكمة ان لا نتخذ قرارا بهذه الحالة لان النتائج قد تؤدي إلى كوارث ، موضحا ان العلاقة مع الايمان والوعي والثقافة علاقة عكسية فكلما زادت نسبة العاطفة والانفعال وردة الفعل كلما كانت الآثار كارثية .
وأشار الدكتور عيد ابو دلبوح الى ان التفكير العقلي منعدم كليا ، والسبب عدم القدره على مستوى الدولة او الامة بان يكون لها فكرا محددا لاي ازمة ، متسائلا كيف نلوم الفرد او المواطن ؟ واضاف ان العاطفة هي الغالبة وبالمشكلات الحالية تجد ان غالبية العمل العربي تندفع عاطفتها لانهاء الازمة على النصر والخوف على حماس ان تخسر ، فلذلك تجد ان العاطفة جياشة وتدفع الانسان الى البحث عن ما مكتوب الذي يبسطه .
وبين المهندس احمد العدوان ان الجهاد امر مقدس ولا احد ينكره ، وهو من اعلى الدرجات اجرا وثوابا ، ولكن عند الجهاد يجب ان يكون هناك الحد الادنى من تكافؤ الفرص ، اذا عدنا الى ما يحدث في غزة وفي ظل ضعفنا كأمة عربية ، فهناك اضعف الايمان من قادتنا وشعوبنا العربية وهو ان نستنكر ما يحدث في غزه وان نبين للعالم ان ما يحدث لا تقبله البشرية .
ولفت ابراهيم ابو حويله انه من قدم العاطفة على العقل خسر الكثير ، ومن وزن الأمور بالخسارة فقط خسر أكثر، مبينا انه لن يتحقق الإستقرار حتى تقدم العقل على العاطفة ، وفي القصة الرمزية التي فيها عبرة بالغة ان كل المصائب حلت على القوم عندما لم يقتلوا من قتل الكلب، فالعاطفة تقول انه كلب ، ولكن العقل يرى تجاوزا وحدودا وتسلطا وعدم تقدير وعدم خوف وغيره الكثير ، لذلك استقامت الأمور بعد أن تم قتل من قتل الكلب .
وقال محمود ملكاوي إنه علينا أن نعي حقيقة مفادها أن العقل والقلب متضادان متكاملان ، فالعقل يرتكز دائماً على المنطق والاستدلال ، ويحكم في مختلف القضايا والازمات وفق معايير محددة ، بينما اختص القلب باللين واليسر ، وكلاهما لا غنى للإنسان عنهما ، فصلابة العقل تلطفها رقة القلب الذي يرتبط عادة بالماديات والعاطفة بالمشاعر.
وبين موسى مشاعره ان المتابع للاحداث وتصاعدها المستمر عليه أن يعيد الحسابات ويعلم انها ليست بنت لحظتها وأن خلفها مخططات إجرامية انتقلت من الإدراج إلى حيز التنفيذ وهذا يتطلب من القادة والسياسيين دراسة الأوضاع وتداعياتها بدقة بعيدا عن العواطف والدموع ، مضيفا ان إعلامنا لا يزال يتعامل مع الأحداث بخجل حيث اننا لم نسمع من الاعلام الرسمي اي مطالبة بالتهديد بإلغاء الاتفاقيات او تجميدها مع العدو .
وقالت الدكتورة فاطمة عطيات إن التوازن هدف مطلوب في حالتي الهدوء والأزمات بمعنى ان الإنسان بحاجه للتوازن في كل الظروف والأحوال حتى يستطيع العيش وتحقيق اهدافه الصغيره قصيره المدى والكبيره طويله المدى وبالتالي الوصول للنجاح ومن ثم السعاده والتي تعني الشعور بالنجاح ومن ثم الفوز ، فالتوازن مطلوب وهام تحقيقه في حاله الحرب والسلام والأزمات والكوارث وكل الظروف.
ولفت المهندس عبد الله عبيدات ان الإنسان بطبيعته البشرية يعيش حياته بين العاطفة والعقل ويعتمد تغليب أحدهما على الآخر على عوامل كثيره منها ، العامل الشخصي فهناك شخصيات بسيطة وسطحية تحكم العاطفة دائما وهناك شخصيات قوية وعميقة تحكم العقل والحسابات المادية ، والمواقف من الأحداث السياسية ، وهنا يرتبك المشهد حيث أن البعض ونتيجة الاعلام الموجه يحكم العاطفة اكثر من العقل ويبقى متعلقا بالوعود الحكومية بتحسن الوضع ومع مرور الزمن ونتيجة الاحباطات المتتالية تقل نسبة هؤلاء ويحكمون العقل نتيجة النتائج على أرض الواقع .
وبين المهندس خالد خليفات ان هناك مفاصل إيمانية لا تندرج ضمن مؤشرات العقل البشري البسيط ، موضحا ان الذين يتحدثون بمفهوم " التوريط " ، غاب عن بالهم أن الرسول عليه السلام جهر بالدعوة والمسلمون فئة قليلة مستضعفة ، وكان يمر على آل ياسر وهم يتعذبون اشد العذاب ، ثم أمر أصحابه بالهجرة إلى الحبشة وترك عائلاتهم دون أدنى مقومات العيش ، متسائلا هل كان ذلك من منطلق عاطفي أو توريطا للمسلمين ؟
وبدورها ذكرت الدكتورة ريما زريقات ان العقل والقلب اهم ركيزتين في تكوين الإنسان وهما الأساس في سلوكه البشري بشقيه السلبي والايجابي أو السوي وغير السوي ، وكثيرا ما يواجه الإنسان صراع داخلي بينهما ، ويفترض بنا كناضجين تحكيم عقولنا أو قلوبنا بطريقة موقفية وحسب الفئة التي نتعامل معها.
ومن جهته قال الدكتور مصطفى التل إن العاطفة مهمة في اتخاذ القرارات ، فمن الناحية الواقعية مهما بدت القرارات مهمة ومهما بدت منطقية أو عقلانية ، إلا أن انطلاق القرارات كانت من نقطة العاطفة لما تولده من مشاعر تتحكم بجميع الانفعالات للشخص ، فالمشاعر ليست مجرد ستار مضلل للعقل كما يعتقد الأغلب ، ولكنها هي المحرك والمساعد للوصول للقرارات عن طريق العقل .
وبينت الدكتورة خلود المراشدة ان العقل والعاطفة لا ينفصلان ، ومع ذلك رد فعل الشعب يختلف عن رد الحكومة بالتاكيد ، فنحن الشعب تاخذنا العاطفة بهكذا احداث وهذا أمر طبيعي جدا فاخوتنا يتم ابدتهم بدم بارد ، موضحة ان الغضب الشعبي رد فعل طبيعي على جسامة الحدث ، مبينة ان الامة مرت بهكذا جرائم لكن ردود الفعل للحكومات كانت دائما مخيبة للامال.