التشخيص بدون طبيب ودوامه "القلق من المرض"


الأنباط- غيداء الخالدي

يذهب الانسان للطبيب عند شعوره ببعض الاعراض المرضية لتشخيص وضعه الصحي وتلقي العلاج المناسب ، ولكن المخالف لذلك هو ان يقوم البعض بتشخيص الاعراض المرضية لديه عن طريق محركات البحث على الانترنت ، ليتفاجئ بمجموعة من التوقعات المرضية عن اعراضه منها الخطير ومنها البسيط وهنا يدخل في دوامة" القلق من المرض ".


يقول اختصاصي الطب النفسي والادمان الدكتور وائل المومني ان بعض الاشخاص يصاب ‏باضطراب القلق من المرض "وهو عبارة عن قلق مفرط من أن تكون مريضًا حالته خطيرة أو ‏أن تصبح كذلك ،وربما لا تكون لديك أيُّ أعراض جسدية ،أو قد يعتقد أنَّ أحاسيس الجسم الطبيعية ‏أو الأعراض الطفيفة هي مؤشرات لمرضٍ خطير، على الرغم من نفي الفحص الطبي لوجود أيِّ ‏حالات مَرضية خطيرة"‏.

ووضح ان مشكلة هذا المرض تكمن ان الشخص يقوم بتشخيص الاعراض المصاب فيها عبر ‏محركات البحث ،ويجد نتائج لامراض خطيرة وبعد ذلك يجري الفحوصات الازمة ويلجأ الى ‏اكثر من دكتور ليتأكد من ان وضعه سليم وليس خطير، ولكن بسبب اقتناعه بالمرض ، لا يقتنع ‏بالنتيجة لتتفاقم الامور وتصل الى منعه من ممارسة حياته اليومية بشكل سليم، وقد يدفعه الى ‏الاحباط واعتزال العالم والجلوس في البيت ،بسبب القلق من المرض، ونوه الى ان طريقة العلاج ‏تكون دوائي او سلوكي عن طريق مراجعة العيادة النفسية .‏
وأكد المومني ان ان سهولة الوصول والتكلفة المادية وبعد المسافة والخوف والخجل والاستسهال ‏بالامور الصحية هي ابرز الاسباب التي دفعت الافراد لاستخدام محرك البحث لتشخيص ‏الامراض دون مراجعة الطبيب المتخصص.‏

وقال دكتور علم الاجتماع حسين خزاعي ان يوجد عدة اسباب تدفع عدد من افراد المجتمع الى ‏تشخيص امراضهم عن طريق محركات البحث على الانترنت وتتنوع بين أن البعض منهم يكون ‏غير مقتدر ماليا لدفع تكاليف الاستشارة ،او رغبة الفرد بالاعتماد على نفسه دون استشارة ‏الطبيب ،ومنهم اشخاص يتبعون كلام اصدقائهم اوالمقربين منهم لحالات مشابهه لاعراضهم ،او ‏اشخاص لا يحبون ان يتعبون انفسهم بالذهاب للطبيب ويجد انه من السهل تشخيص اعراض ‏المرض عبر الهاتف ، والنوع الاخير يقرر ان يلجأ للصيدلاني من خلال شرح الاعراض ‏ووصف حالة المرض وطلب نوع العلاج المناسب .‏

ونبه خزاعي من خطورة هذا السلوك ،لانه لا يجوز على الفرد ان يشخص نفسه بدون استشارة ‏طبية، فالطبيب هو الذي يعرف التداخلات الموجودة في اعضاء الجسم،والمؤثرات على كل ‏عضو من اعضاء الجسم،وما هي الاثار الجانبية والاحتمالات المستقبلية لكل سلوك ،لذلك ‏الاطباء هم المتخصصين واكثر دراية بتشخيص الامراض واعطاء الدواء المناسب لكل مرض ‏،وطالب بضرورة ألارشاد الدائم لتوعية افراد أبناء المجتمع بعدم اللجوء لمحرك البحث في ‏تشخيص الحالة المرضية لانه نابع من جهل .‏

وحذر اختصاصي امراض الجهاز الهضمي وزراعة الكبد الدكتور محمد حلوة من خطورة ‏تشخيص اعراض المرض عن طريق محرك البحث عبر الانترنت لما له من خطورة على صحة ‏الفرد ،والتي من الممكن ان تسبب بحدوث آثار جانبيَّة شديدة،كما يمكن أن يحدث تضاعفُ التأثير ‏عندما يستعمل الأشخاص أدوية بدون وصفة طبية من الدواء او ان تتفاقم الحالة لان المريض ‏يأخذ دواء لمرض اخر غير مرضه بسبب سوء التشخيص ،مبين ان الاعتماد على محرك ‏البحث يدخل الشخص في دوامة امراض خطيرة وهذا يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للفرد ‏
واوضح ان لا مشكلة في القراءة عن المرض بعد تشخصيه عند طبيب حتى يفهم مرضه اكثر ‏ويصبح اكثر قدرة على التعامل معه ، فالاستخدام السليم للتكنولوجيا يسبط الحياة على الافراد.‏

وحذر دكتور الجلدية والتجميل محمد الشايب من خطورة خلط استخدام الكريمات الطبية او خلطها بدون استشارة طبيب لانه يتسبب في ضعف لحاجز البشرة وحروق وكلف البشرة ،موضحا ان العدد الاكبر من المراجعين لديه يراجع بسبب استخدام كريمات طبية دون استشارة طبيب الجلدية التي بدورها تسببت لهم بتصبغات وحروق وكلف ،البعض منها يمكن علاجه والبعض الاخر يحتاح فترات طويلة للعلاج .

واشار الى انتشار استخدام المقشرات للبشرة دون تشخيص طبي مما يتسبب للعديد من الحالات بحروق وكلف في البشرة بسبب الاستخدام الخاطئ للمنتجات سواء بنوعيه الكريمات او بتركيز الكريم او بطريقة الاستخدام ، موضحا ان لكل بشرة طريقة علاج مختلفة على حسب نوعها والمشاكل الموجودة فيها ،واكد على أهمية الوعي وعدم الخضوع لكل ما ورد في الانترنت من ثقافة غير مفلترة، وليست تحت رقابة أخلاق المهنة الطبية.