مذبحة "المعمداني"... أمريكية بأيد صهيونية

الدعاية الإعلامية الصهيوامريكية الزائفة تفشل أمام مصداقية إعلام المقاومة

الشارع الأمريكي يتساءل: هل (الروبوت) أصبح رئيسا للولايات المتحدة.؟

الانباط – خليل النظامي

ليس من الضروري أن يكون الإنسان متخصصا أو عالما بـ علم الإتصال والدعاية الإعلامية لـ يستطيع تفكيك وإعادة تجميع الرواية "الصهيوأمريكية" الكاذبة حول ما يحدث في غزة، لـ معرفة موقف أمريكا التي لقبت من معظم شعوب العالم بـ "الشيطان الأعظم" إزاء دعمها أو رفضها لـ جرائم الكيان الصهيوني المحتل في غزة.

الريبوت الأميركي "بايدن" بحسب ما وصفه محللين سياسيين وعسكرين وعلماء علم الإجتماع الغربيين في تصريحاتهم عبر شاشات التلفزة العالمية، مارس وظيفة المفتاح الذهبي لـ إمبراطورية الكذب والدعاية الإعلامية الزائفة، إستمرارا لـ الكذبة التي كذبها قبله المجرم الرئيس الأمريكي "جورج بوش" حول وجود أسلحة دمار شامل في العراق العظيم، وإعتذرت عنها المخابرات الأمريكية في وقت لاحق في سيناريو مؤطر بـ الدجل والكذب على شعوب العالم.

الجدير ذكره هنا ؛ ان وسائل إعلام غربية قامت بنشر صورة لـ الرئيس الأمريكي "بايدن" يحمل ورقة في اجتماع عقد الاسبوع الماضي كتب عليها: "تدخل، تجلس على كرسي، ثم يدخل الصحفيون إلى القاعة، تعلق عن الموضوع، ثم الصحفيون يخرجون من قاعة، تسأل "ليز شولر" سؤالاً، تشكر المشاركين في الاجتماع، وتغادرالمكان".

الصورة التي تم إلتقاطها لـ "بايدن" أثارت جدلا واسعا في الشارع الأمريكي تحت عنوان تساؤل ؛ هل الروبوت أصبح رئيس الولايات المتحدة.؟
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض قد رد على ذلك وهو يبدو مشوشا، ومرتبكا جدا ان هذا الاجراء هو الشكل التقليدي للتنسيق مع السياسيين، وقد فعل أوباما نفس الشيء بالفعل ايضا.

كذبة "نتنياهو" ودعاية "بايدن" المزيفة

البداية كانت بـ الكذبة التي إختلقها المجرم "نتنياهو" حول قيام المقاومة الفلسطينية المجاهدة بـ قطع رؤوس الأطفال وقتل النساء وقام بـ تعزيزها "الريبوت بايدن" وفق نكهة خاصة غير نزيهة لـ قناتي الـ CNN وقناة الـ BBC، كانت الفتيل الذي حرك الرأي العام الغربي دعما لـ الكيان الصهيوني، وأصبحت الاداة التي إستمد منها الصهاينة الشرعية الظالمة لـ إرتكاب كل هذه المجازر وعمليات القتل الي فتكت بـ أهلنا وأطفالنا ونساءنا في غزة بحسب مخطط إحترافي لـ تهجير أهلنا في غزة إلى سيناء وتهجير أهلنا في الضفة إلى الأردن كـ وطن بديل.

وما لبثت الكذبة "البايدنية" كثيرا حتى إنكشفت حقيقتها، حيث قام رأس الأفعى المسمى بـ "الكونجرس الأمريكي" بـ تفنيد تصريحات الريبوت "بايدن" حول وجود صور لـ اطفال يهود قطعت رؤوسهم من جهة، وما تبعها من ردود أفعال كبيرة في معظم دول العالم حول هذه الكذبة، والضغوطات التي مورست على الإدارة الأمريكية من قبل السياسيين في العالمين العربي والغربي لـ وقف عمليات الإجرام وإرتكاب المجازر من جهة أخرى، وعرّت حقيقة الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية الشعواء، وأفقدتهم الشرعية الكاذبة لـ حملتهم العسكرية غير العادلة ضد غزة.

وبعد تعرية الكيان الصهيوني "الداعشي" بحسب وصف الكثير من شعوب العالم له والإدارة الامريكية المخادعة أمام العالم أجمع، وفقدانهم الشرعية لـ إرتكاب المجازر التي يعتبرونها رد إعتبار على عملية "طوفان الأقصى"، كان لا بد لهم من إختلاق وإفتعال كذبة أكبر من الكذبة الأولى لـ يكسبوا تأييد الرأي العام الغربي مرة أخرى لـ الإستمرار في تنفيذ بنود مخططاتهم لـ عمليات التهجير لـ غزة والضفة، حيث قاموا بـ عمل إجرامي لم تشهده كتب التاريخ من قبل، عمل حتى الحركة النازية الأشد قسوة في التاريخ خجلت أن تفعله، تمثل بـ قصف مستشفى مدني يطلق عليه إسم مستشفى "المعمداني" في غزة، وخرجوا عبر وسائل الإعلام المجندة لـ خدمتهم وخدمة الصهيونية على العالم يدعون أن المقاومة الفلسطينية هي من قصفت المستشفى.

ولنثبت لـ الجميع أن الكذبة الثانية والإدعاء الصهيوني الباطل يعتبر نوع من الدعاية الإعلامية الحربية الكاذبة لـ كسب التأييد، دعونا نتسائل بكل صراحة ؛ لماذا إختار الصهاينة قصف هذا المستشفى على وجه التحديد،,,؟

الجواب بكل وضوح مرتبط عدة عوامل من أبرزها العامل المرتبط بـ تاريخ إنشاء المستشفى وإسمه وتبعيته الإدارية، في ظنهم أن هذا المستشفى يتعارض ويتقاطع بشكل مباشر مع المبادىء الأساسية والعقائدية لـ حركة المقاومة الفلسطينية، خاصة "حركة الجهاد الإسلامي" التي كانت أول المتهمين من قبل مكتب الصهيوني "نتنياهو"، الأمر الذي سيؤكد إتهاماتهم المقاومة الفلسطينية بـ "الدعشنة" أمام المجتمع الدولي من جهة، وليتمكنوا من الإستمرار في تنفيذ مخططهم السياسي العسكري الكبير في المنطقة من جهة أخرى.

تفاصيل كشف الرواية الصهيوأمريكية

ومما يكشف زيف الرواية الاعلامية "الصهيوأمريكية" الخبر الذي نشر في صحيفة "وول ستريت جورنال" تحت عنوان "القنبلة التي إستهدفت مستشفى المعمداني أمريكية"، والذي أكدت في مضمونه أن القنبلة التي تم إلقاءها على مستشفى المعمداني في غزّة هي من نوع (MK-84)، وهي من أنواع القنابل التي قامت الإدارة الأمريكية بتزويدها لـ الكيان الصهيوني.
ولـ تزييف حقيقة المجزرة التي إرتكبها الصهاينة في مستشفى المعمداني وتعزيز روايتهم وإتهامهم لـ المقاومة الفلسطينية قال "بايدن" في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني "نتنياهو":"حزنت وغضبت بشأن الانفجار في المستشفى المعمداني أمس ويبدو أن الجانب الآخر وراء ذلك وليس أنتم"، وأضاف: "العالم ينظر ليرى ما سنفعل وأتطلع لمحادثات معمقة معكم".

إلى ذلك أوضح خبراء عسكريون أن المقاومة الفلسطينية لا تمتلك الأسلحة والصواريخ التي تم قصف المستشفى بها، مؤكدين ان هذا النوع من الأسلحة تم تزويد الكيان الصهيوني به من قبل الإدارة الأمريكية، مشيرين إلى أن هناك معلومات غير مؤكدة في الإعلام الغربي تشير إلى أن الطيار الذي قام بقصف المستشفى أمريكي من طائرة تابعة لـ الجيش الأميركي.

وتطابقت هذه التفسيرات مع ما نشره الصحفي الأمريكي "روبرت ماكي" عبر منصة "X" كشف فيها تناقض الادعاءات "الإسرائيلية الصهيونية"، حول قصف حركة الجهاد الإسلامي لمستشفى "المعمداني" في غزة.

علاوة على أن قصف مستشفى "المعمداني"، كان قد سبقه أخبارا مؤكدة من البيت الأبيض عن قمة رباعية ستعقد في العاصمة الأردنية عمان، الأمر الذي فسره العديد من المحللين السياسيين على أن هذا القصف كان له هدف أخر تمثل بـ محاولة لـ إفشال عقد هذه القمة نظرا لـ ما سيواجهه الأميركي "بايدن" من ضغوطات كبيرة من رؤساء الدول المنعقدة على رأسها الأردن وربما تصل لـ حد التهديدات، ما أعتبر على أنه العامل الآخر لهذا القصف.

ولم يكتف الكيان الصهيوني وقام بـ دعم الكذبة التي إتهم بها حركة المقاومة الإسلامية بـ تسجيل صوتي نشر كـ تغريدة على صفحة "إسرائيل بالعربية" عبر منصة (X) مكتوب عليها: "قد كشفت استخباراتنا مكالمة هاتفية بين ناشط سابق في حماس وبين أحد سكان القطاع تحدثا خلالها عن عملية اطلاق صواريخ فاشلة وقعت تحديدًا في المستشفى المعمداني. لقد قمنا بتأكيد هذه الشهادة مع مصادر استخبارية إضافية وتأكدنا من صحتها".

التسجيل الصوتي الزائف تم تفنيده وكشف زيفه من قبل مراسل وكالة (RT) الصحفي مكسيم الطوري، حيث أوضح أن لهجة المتحدثين في التسجيل المنشور لا تمت للهجة أهل غزة بصلة، مشيرا إلى أنه استمع للتسجيل أكثر من مرة، وكونه فلسطيني ويميز لهجات سكان مناطق فلسطين فإنه يستطيع أن يجزم بأن المتحدثين ليسوا من غزة، وحتى أنه يشك بأن أحدهم فلسطيني أصلا، ولكي يقطع الشك باليقين طلب ("الطوري) من عدة أصدقاء له في غزة بسماع التسجيل الصوتي، حيث أجمعوا على أن التسجيل مزيف وأن الأشخاص لا يمتون لغزة بشيء.

وغرد موضحا؛ "أن الكيان الصهيوني يحاول من خلال تزوير البيانات والمعلومات إخفاء المجزرة التي ارتكبتها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة".

وكانت قد أكدت مصادر في حركة الجهاد الإسلامي في تصريحات صحفية أن الصاروخ الذي أصاب النازحين في المستشفى المعمداني يحمل رأساً متفجراً كبيراً لا تستخدمه "الجهاد الإسلامي" ولا فصائل المقاومة الأخرى، مؤكدة عدم صحة ادعاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي وأنها محاولة لـ الهروب من مسؤوليته عن المجزرة بعد الإدانات الدولية الواسعة المنددة.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد إرتكب مجزرة تاريخية جديدة في اليوم الـ11 من حربه الشعواء على غزة بقصف مستشفى المعمداني، مخلفا أكثر من 500 شهيد ومئات المصابين.