إبراهيم أبو حويله يكتب:محاربة الوحوش ...
محاربة الوحوش ...
عند محاربة الوحوش عليك أن تتأكد أنك لن تصبح وحشا في هذه الحرب ..شوبنهاور
نعم عند محاربة الوحوش تأبى نفسك الإنصياع للمنطق للأخلاق للدين ، فأين العدل في هذا هم يقتلون الأطفال والنساء والمرضى ، هم يرفضون معالجة الأسير ، وأنت تحمل أخلاقك لتعفو عن أم ستنجب قتلة ، وتعفو عن طفل ليقود طائرة ويقتل الألاف من أبناء جنسك ، وتعالج أسيرا ليعود إلى حربك .
إن من المنطق أن تعاملهم بطريقتهم أن تصبح وحشا مثلهم تقتل الطفل فغدا يكبر ، وتقتل المرأة فلا تحمل ، وتقتل الأسير وترتاح من هذا الخبث في الأرض .
نعم هذه هي العدالة البشرية والمنطق البشري والطريقة البشرية في التعامل ، ولكن الله له طريقة أخرى ، تلك الطريقة التي جعلت قلوب البشر تلين للحق وتسعى له ، وتحاول ان تعرف ما الذي جعل هؤلاء مع أنهم شباب بدم يغلي في عروقهم ، ومنهم من قضت عائلته كاملا في قصف هذا العدو الغاشم مثل إبن نزار الريان وهو في قلب المغتصبة وأمامه أطفال اليه ود ونساؤهم ، ومع ذلك لم يدفعه الثأر في عروقه لقتلهم ، بل إكتفى بأسر الجنود .
نعم هناك فرق بين الأسلوب البشري والأسلوب الإلهي.
هناك تسعى للإنتقام لنفسك ، تصبح المسألة شخصية ، ولكن هنا تصنع في البشرية طريقا مختلفة ، تخط للبشر طريقا مختلفا ، نحن لا نسعى للدماء هنا ، ولكن نسعى للحق ، والحق في أن من يحمل السلاح هو العدو .
ولأجل ذلك يستمر الحكم الإسلامي قرونا ، ويسقط حكم اليه ود في أعوام ، هذا منفعة دنيوية ، ومع ذلك الإسلام لا يسعى لمنفعة في الدنيا في فقط ، ولكنه يضمن لك منفعة في الأخرة ، ولأجل ذلك تجد في إتباع تعاليمه سعادة وراحة هنا وجزاء عادل هناك ، فأين العدل في قتل طفل وامرأة وعجوز حتى لو كان فيما سبق مقاتل .
وكم من أطفال اليه ود ونساؤهم تغيير ، وكم وكم نعم نحن لا نراهن على تغير هذا ولا ذاك ، ولكن الله يأمر بذلك فننصاع لأمره ، لأن الله لا يأمر بأمر ويكون في هذا الأمر خسارة .
ولذلك مع كل الذي تفعلونه أيها اليه ود فنحن مسلمون ولنا عقيدتنا ولن نصبح وحوشا .
إبراهيم أبو حويله...