النخبة تناقش مكانة المعلم ومستوى التعليم

الأنباط – مريم القاسم
طرح ملتقى النخبة - "النخبة" مكانة المعلم ومستوى التعليم للنقاش، من حيث مكانة ‏المعلم ودوره في التعليم، والمستوى المعيشي للمعلم، مدى أهمية تأهيل المعلم ليكون ‏قدوة ومتمكن من العطاء‎.‎
اعتبرت الدكتورة خلود المراشدة أن التعليم هو بمثابة أمن قومي، ومسألة التعليم ‏مسألة أمنية للمجتمع بامتياز؛ لخطورة وأهمية العملية التعليمية بأركانها كافة، مبينة ‏أن أهم موضوع يجب الوقوف عنده والأخطر هو وقف أي تدخل بالتعليم من أي ‏جهة خارجية سواء اتحاد أوروبي أو منح سفارات وغيرها‎.‎
وبين المهندس رائد حتر أن رسالة التعليم تغيرت، حيث أصبح دور المعلم يقتصر ‏على التلقين دون التربية والتعليم، وذلك ساعد في طبيعة المناهج، بحيث تراجعت ‏مكانة المعلم ومستواه الاجتماعي مع بعض الاستثناءات لأصحاب الرسالة من ‏المعلمين الجدد‎.‎
وبدوره أشار مهنا نافع إلى أنه إذا تناولنا المسؤولية المدرسية التي يعتبر المعلم ‏الركن الأساس بها، فإننا كما نطالب بأن يتفهم الأساتذة حاملي مسؤولية الرسالة ‏التربوية التعليمية حداثة خبرات هؤلاء الأبناء، نطالب أيضًا بتعزيز المسؤولية ‏الحكومية تجاه تقديم الدعم وبكل سخاء لهذا المعلم‎.‎
ومن جهته لفت الدكتور ياسر الشمالي إلى أن منزلة المعلم عالية معنوياً ومادياً في ‏البلدان الأخرى، والعكس عندنا من خلال الحرص على تخفيض مكانة المعلم، بدءًا ‏مع تواجد الاستعمار في بلادنا لكونه قدوة وله أثر في النهضة المادية ومستوى ‏الأخلاق، وهذا ما يسمى بإسقاط القدوات (المعلم)‏‎.‎
وذكر المهندس محمود الدباس أن انشغال بعض ضعاف النفوس من المعلمين في ‏كيفية تحصيل أكبر قدر من المال على حساب ضمائرهم وأمانتهم، سيجعل منهم ‏أناس مقصرين في عملهم الرسمي، مستسلمين أمام الطالب وأهله حتى يحصل على ‏الرضا ويعطي دروسًا خصوصية، ومن هنا تضيع هيبة ذلك المعلم‎.‎
وقال إبراهيم أبو حويلة إن المعلمين ينقسموا دائمًا إلى معلم مؤثر ومحفز وباعث ‏للهمة ويعمل على إنشاء جيل يستحق الاحترام، والصنف الآخر الذي يتعامل مع ‏هذه المهنة الروحية العظيمة بشيء من الواجب، ويرى أنها مجرد وظيفة هو مجبر ‏عليها، فهذا لا يصنع فرقا، وقد يكون أثره للأسف سيئا، والذاكرة تعج بأمثال ‏هؤلاء‎.‎
واقترح محمود ملكاوي عددًا من الأمور التي تعمل على إعداد معلم مدرسة في ظل ‏التطور العلمي المتسارع الذي نشهده منها، تحديد معايير علمية وتربوية وثقافية ‏ملائمة لانتقاء المعلمين، الاهتمام بالإعداد المسبق للمعلم في جميع مراحل التعليم، ‏التدريب الميداني خلال سنوات الدراسة لفترة كافية داخل المدارس، أن يتوافر في ‏مؤسسات إعداد المع

لم برامج تربوية محكمة البناء أكاديميًا وتطبيقيًا‎.‎
وبين الدكتور مصطفى التل أن العديد من العوامل قد تؤثر على قرار الانخراط في ‏مهنة التعليم والتي قد تشمل الدوافع الخارجية كالأمان الوظيفي والعُطَل، والدوافع ‏الذاتية كالاهتمام بالمهنة والرغبة في التدريس، والدوافع الإيثارية كالفرصة لخدمة ‏الآخرين والمجتمع، موضحًا أن تلك الدوافع قد تؤثر على أداء المعلمين في المراحل ‏الأولى من مسيرتهم المهنية، ولكن في المراحل المتقدمة يحمل المعلمون تصوّراتٍ ‏مختلفةً تجاه الرضا الوظيفي الذي يؤثّر على نيّتهم البقاء في التعليم أو البقاء في ‏المدرسة ذاتها‎.‎
ولفت عمر الشيشاني إلى أنه حين تم منهجة التعليم قامت الإدارات المسؤولة ‏بتخصيص مرتبات للمعلم بمساواة المعلم بالموظف الحكومي من حيث السلم ‏الوظيفي والراتب، وهذا خطأ؛ لأن للمعلم كرامة تسمو على الجميع لأنه يقوم ‏بتأسيس الجيل القادم للقيادة والعمل، ولزيادة الحاجات اليومية وبسبب ارتفاع كلف ‏المعيشة وتغير نمط الحياة، اضطر المعلم أن يحاول زيادة دخله لمواكبة متطلبات ‏المعيشة البسيطة‎.‎
ومن جهته ذكر موسى مشاعره أنه كان هناك نقابة تحفظ حقوق المعلم وتدافع عنه، ‏وتنظم عمله، وتراقب المواد الدراسية والمناهج كجزء من عمل وزارة التربية ‏والتعليم، ولكن للأسف انتزع كل ذلك منهم، مضيفًا أنه بالنسبة لرواتب المعلمين ‏فهي من فئة الدخول المتوسطة وهي غير كافية، وهذا يؤدي بالمعلم للبحث عن عمل ‏آخر بالتالي يؤدي إلى تقصير المعلم في أداء واجباته اتجاه طلابه، الأمر الذي ‏يدفعهم للبحث عن البطاقات ومعلمي الدروس الخصوصية‎.‎
وبدوره أكد الدكتور عيد أبو دلبوح أنه يجب إيجاد المكانة التي تلزم الطلبة لتحقيق ‏السلوك المهذب والخصال الحميدة عند التعامل مع المعلم، فالمعلم هو المنصب ‏الأعلى في الدولة، والسبب لأنه هو الجسر الذي من خلاله تصل العلوم العلمية ‏والأدبية واللغات والمناهج اللازمة لرفع مستوى الفرد في الدولة إلى أعلى مستويات ‏الفهم، لأن الطلبة هم الذين سيقودون ويديرون الأمة مستقبلاً فانهيار مكانة المعلم ‏يعني انهيار الدولة برمتها‎.‎