هل الكوارث الطبيعية مؤامرات مفتعلة ؟

محاسنة: الدول تتجه نحو إيجاد الحلول والبدائل لتفادي الكوارث

الأنباط – ميناس بني ياسين‎ ‎

يرى الكثير من سكان العالم أن الكرة الأرضية تتعرض لتغيرات كبيرة من زلازل وحرائق ‏وفيضانات كبيرة وتغير في طبيعة المناخ في العديد من الدول مما دعى إلى تساؤلات عالمية ‏كثيرة حول ما يحدث للكرة الأرضية، وخروج العديد من الأخبار و الشائعات والأقاويل في ‏الموضوع حتى وصلت الأمور إلى أن يقال من بعض المشككين بأن ما يحدث ليس طبيعي وإنما ‏مفتعل وضمن خطة كبيرة للتخلص من أكبر عدد من سكان الأرض وبين هذه الأقاويل تلك ‏الدراسات من العلماء، تقام في دولة الإمارات قمة المناخ كوب 28، التي من المقرر أن ‏تستضيفها في مدينة إكسبو دبي، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل (2023)، وللحديث ‏أكثر في تفاصيل ما يحدث في التغير المناخي كانت "الأنباط" في لقاء مع الخبير المائي الدكتور ‏دريد محاسنة‎. ‎

أكد الدكتور دريد المحاسنة أن سكان العالم ومنذ القدم كانت تعتمد على الطاقة الأحفورية ‏والبترول في توليد الطاقة وكان اهتمامه قليل جدا في الطاقة المتجددة، ولم يدركوا أن تأثير ‏الطاقة الأحفورية على طبيعة المناخ والأرض ستكون كبيرة بهذا الشكل حتى سببت زيادة في ‏ثاني اكسيد الكربون، لا سيما في فترة الثورة الصناعية التي ركز فيها البشر على زيادة الانتاج ‏والتصدير وتوظيف العمال وجني الأرباح، فبدأ ظهور الأمراض السرطانية وغيرها وتغير ‏المناخ بحدوث الفيضانات وقلة الأمطار، وبدأ يؤثر على النمو وحياة الإنسان‎. ‎

وأضاف، أن على جميع الأطراف وضع معايير مناخية لجميع الدول ووضع التقييمات لمعرفة ‏الدول الملوثة للمناخ من غيرها، والتركيز على نسبة الكربون في الهواء والذي هو مؤشر على ‏التلوث المناخي وتقليص النسب وتعهد الدول في البدء بهذه العملية، وهذا ما تعمل عليه دول ‏العالم في مؤتمرات المناخ، مؤكداً على أن الدول الفقيرة انها غير مصدرة للتلوث لعدم امتلاكها ‏المصانع والسيارات الملوثة‎. ‎
وفي سؤاله عما يتداوله بعض الناس في العالم على مواقع التواصل الاجتماعي بما يفيد بأن ‏الزلازل والفيضانات وانحباس الأمطار في مناطق وكثرتها في مناطق أخرى ما هو إلا مخطط ‏ومفتعل لغايات وأهداف لدى الدول العظمى، أكد أن هذه أفكار لا صحة لها، ولا يوجد شيء لا ‏يمكن تفسيره علمياً، ولا يمكن أن تكون هناك مؤامرات في البيئة، وإلى الآن لا يمكن لأحد أن ‏تتحكم بحدوث الزلازل وتركيزه على دولة محددة، واستبعد نظرية المؤامرة في تغير المناخ، ‏وكل ما ينشر ما هو إلا خيال علمي سلبي، وأن كل ما يحدث هو من يد الدول نفسها في ‏استخدامها ملوثات المناخ والطبيعة‎. ‎
وبين أن الدول تتجه اليوم نحو إيجاد الحلول والبدائل لتفادي الكوارث و بدأ العالم في تطوير ‏الطاقة المتجددة وتطوير الأدوات، بعد أن كان يظن بأن نجاح الاقتصاد بالطاقة التقليدية، وباتت ‏تتنافس الدول النفطية في ذلك وعلى سبيل المثال دولة الإمارات والتي تعتبر من أكبر الدول ‏المصدرة للنفط إلا أنها أيضاً رائدة في مجال الطاقة المتجددة، إضافة إلى أن مراكز التمويل في ‏العالم كله أصبحت تعطي قروضا وتسهيلات لمستخدمي الاقتصاد الأخضر، وإقامة المؤتمرات ‏والقمم الدولية للخروج بالحلول والمقترحات التي تسهم في مواجهة التغير المناخي‎. ‎
وأشار إلى أنه على الجميع الإشادة بمؤتمرات وقمم التغير المناخي وهي خطوة مهمة وكبيرة جداً، ‏وخاصة أن القمة القادمة ستكون الثانية في دولة عربية كبيرة ونفطية، بعد أن أقيمت في المرة ‏السابقة بشرم الشيخ في مصر، وهذا يدل أن كل قمة يتحسن فيها الأداء البيئي درجة إلى الأمام، ‏وبالتالي فإن الإجماع العالمي على أي قرار في سبيل تحسين المناخ سيكون له فائدة عالمية، ومن ‏المتوقع أن تتناول القمة في الإمارات الحديث عن تحلية المياه وتوفيرها واستخدام الطاقة الشمسية ‏وتحسين الهواء والحديث عن دول نفطية ملتزمة في واجبها بما يخص التغير المناخي‎. ‎
ووجه في حديثه رسالة إلى المجتمع الأردني بجميع أطيافه، وتحديداً الشباب في الاهتمام بعدم ‏التلوث كنوع من الخطوة المهمة في معالجة التغير المناخي، بدءا من المدارس والجامعات ‏والتوعية من الحكومة في كل القطاعات بأن تغير المناخ والحفاظ عليه  ضرورة وحاجة أساسية ‏في مجتمعاتنا، من خلال إقامة المبادرات والمشاريع التي تستهدف الاقتصاد الأخضر والحفاظ ‏على الموارد البيئية‎.‎