في يوم الثالث ٠٠"طوفان الاقصى" ينتشر ويتمدد على مساحة الوطن

"المسرى" يرحب بصواريخ المقاومة و"الأسرى" يتأهبون للعودة

الأنباط – عبد الرحمن أبو حاكمة – خليل النظامي

لـ اليوم الثالث على التوالي ما زالت قوات الاحتلال ترتكب المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، خاصة عقب قصفها لـ أكثر المناطق إكتظاظا بـ السكان في مخيم جباليا شمال قطاع غزة أسفر عن إستشهاد العديد من الفلسطينيين، فضلا عن القصف العشوائي الذي تنفذه في باقي مناطق القطاع.

إلى ذلك، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع، سلامة معروف ؛ إن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة جديدة في مخيم جباليا مع "سبق الإصرار والترصد"، مشيرًا إلى تعمد استهداف "محيط السوق المليء بالمواطنين ومخبز يتواجد بداخله وأمامه طابور طويل من الراغبين بشراء الخبز".

وتابع موضحا حول قصف حي سكني كامل في محيط مسجد السوسي بمخيم الشاطئ، مؤكدا أن "هذا السلوك الإجرامي وغيره من الجرائم المرتكبة بحق المدنيين العزل يذهب ضحيتها الأطفال والنساء، يكذب ادعاءات الاحتلال باحترامه قواعد القانون الدولي الإنساني.

قصف هستيري ومئات الغارات و300 ألف صهيوني يخشون دخول القطاع

وتباينت اراء العديد من الخبراء في الشان السياسي والعسكري أن "نتنياهو" ربما يجرأ على إتخاذ القرار الذي تفاداه جميع أسلافه، المتضمن بشن بعملية عسكرية برية واسعة وإعادة احتلال قطاع غزة.

إلى ذلك رجح مسؤولون أمريكيون نقلا عن صحيفة "واشنطن بوست"، أن يبدأ الكيان المحتل حربا برية على قطاع غزة خلال الساعات القادمة، بعد أن اخذ الضوء الأخضر من إدارة بايدن في الوقت الذي ما زالت تتواصل فيه الاشتباكات بين المقاومين وجيش الاحتلال في عدد من المناطق خارج حدود القطاع.

بـ المقابل يقول خبراء إن دخول غزة برا يعني أن إسرائيل ستتكبد خسائر فادحة، بالمقابل تسود تخوفات من ارتكاب قواتها مجازر في القطاع.

وأضافوا ؛ أن الفلسطينيين يدفعون ضريبة الدم سواء بالسم أو بالقتال، وأن التصعيد والدخول البري لقوات الاحتلال لن يختلف لديهم عن التهدئة، إنما الخسارة ستلحق في الكيان نفسه الذي يعيش الآن على زخات الصواريخ الصادرة من فوهات صواريخ المقاومة.

وكان وزير أمن الكيان المحتل "يوآف غالانت" أعلن عن تصعيد الإجراءات ضد قطاع غزة لـ تصبح "حصار شامل"، بما في ذلك حظر دخول الغذاء والوقود، واصفاً ذلك بأنه جزء من المعركة.

ومن جانبة قال وزير الطاقة لـ الكيان المحتل "يسرائيل كاتس" إنه أوعز بقطع تزويد قطاع غزة بـ المياه بشكل فوري، مضيفاً أنه "جرى قطع الكهرباء والوقود"، وأضاف "أن ما كان سابقا، لن يكون".

يقتلون أسراهم بـ القصف الجوي" وإستبعاد البري خوفا من "وحدة الساحات"

في اليوم الثالث من الحرب، تتواصل الاشتباكات بين قوات الاحتلال والمقاومة في ستة مواقع على الاقل، منها مدينة سديروت، ومواقع عسكرية و مستوطنات، فيما يحشد جيش الكيان آلافاً من جنوده على المناطق الحدودية، في محاولة لإغلاقها والحيلولة دون استمرار دخول مقاتلي المقاومة من غزة، دون نجاح كامل، فتقارير الكيان تشير إلى أن المقاومة ما زالت قادرة على دفع مقاتليها عبر الحدود، وسط تأكيدات إسرائيلية بأن الاشتباكات تستمر حتى ساعة أعداد هذا التقرير فجر الاربعاء مع إصابات إسرائيلية، وهناك أحاديث عن وجود انفاق من غزة لمستوطنات إسرائيلية.

من جهته، اكتفى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالقول إننا "في حرب”، و ذاهبون لمعاقبة "حماس”، وتوجيه ضربات موجعة.

وتَبِعَه وزير الأمن "آفي غالانت"، الذي كرر تهديداته بأن جيش الكيان ذاهب لتغيير واقع الحال داخل قطاع غزة لخمسين عاماً.

إلى ذلك قال رئيس سابق للمخابرات العامة (الشاباك) "آفي ديختر"، إننا سنقوم باقتلاع البنى والقدرات العسكرية لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

تبعه المعلق العسكري في القناة 13 العبرية "ألون بن دافيد"، الذي يتنبه إلى أن تردد قوات الكيان المحتل في الاجتياح البري للقطاع مردّه ليس فقط حسابات عسكرية وسياسية، مشيراً لمخاطر انفجار الجبهة الشمالية، ودخول "حزب الله” على خط القتال، بحال الاجتياح الواسع، محذّراً من "سيناريو الرعب” المتمثل بـ "وحدة الساحات” بانضمام الفلسطينيين في الضفة وأراضي 48، علاوة على الجبهة الشمالية، في وقت واحد، بينما جيش الكيان غير جاهز لمثل هذه المواجهة متعددة الجبهات.

وفي السياق قال سفير الكيان المحتل لدى الأمم المتحدة "جلعاد أردان" ؛ إن هناك المئات من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين كرهائن في غزة، بعضهم يحملون الجنسية الأميركية.

بـ المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي "أنتوني بلينكن" ؛ إن الإدارة الأمريكية تتحقق من صحة التقارير التي تتحدث عن أسر أو قتل أميركيين خلال المعركة الدائرة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن الباحث في معهد تشاتام هاوس البريطاني "يوسي ميكيلبيرغ" : أن الكيان المحتل حساس لـ الغاية بشأن مسألة الأسرى، وكان قد أطلقت سراح المئات من الأسرى الفلسطينيين في الماضي مقابل أسير واحد أو اثنين.

وأضاف، أن المقاومة في غزة لم تقدم أي مطالب للإفراج عن الأسرى، لكن مقاتلي المقاومة ينشرونهم في عدة مواقع لثني الكيان عن توجيه ضربات في القطاع.