حقوقي: يشيد بدور قطر ويؤكد نتنياهو يقوم بترسيخ الفصل العنصري على الفلسطينيين
حقوقي: يشيد بدور قطر ويؤكد نتنياهو يقوم بترسيخ الفصل العنصري على الفلسطينيين
قال الكاتب الحقوقي "نبيل أبوالياسين" رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في الشأني العربي والدولي في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الجمعه» للصحف والمواقع الإخبارية، إن الواقع فرض علينا بأن نكون مدافعين عن حقوق الإنسان، وعن الديمقراطية والحريات بشكل عام، و لا سيما عن الدولة العربية والإسلامية بشكل خاص ويأتي هذا من نابع الواجب المهني والواجب الوطني والشرعي أيضاً فعندما تنتهك حقوق الفلسطينيين والمسلمين تحت مظلة الأمم المتحدة وبستار القانون الدولي علينا أن نتحدث وبصوت عالٍ وقد علا صوت أمير دولة قطر "تميم بن حمد آل ثاني" في كلمة أبهرت العرب والعالم بأسرة، ولاحقتها موقف دولة الكويت في الآمم المتحدة، فهل يصل الصوت أم يظل المجتمع الدولي«أَصَمُّ»؟.
وأضاف"أبوالياسين" عندما يفتح المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مكتباً ميدانياً في أوكرانيا بشكل مناسب تماماً
لتعقب جرائم الحرب الروسية، فإن ذلك يُثير تساؤلات حول سبب عدم قيامه بأي شيئ واضح لتعزيز تحقيقه في جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني على مدار عقود، فإلى متى يظل الكيل بمكيالين، وإزدواجية المعايير من المنظمات الآممية نهج سياسي متبع؟ ولماذا يستمر الصمت الدولي عن الإنتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني حتى الآن ؟، وفي ظل كل هذا أتساءل ألم يأن لباقي زعماء الدول العربية أن يحذو حذو دولة قطر والكويت في موقفهما الثابت والمشرف تجاة قضيتنا الأساسية «قضية فلسطين»؟.
مضيفاً: لقد أصابنا الإستغراب وتعجبنا !!، عندما شهدنا على الصحف الغربية عناوين عريضة على صفحاتها الرئيسية «المحكمة الجنائية الدولية تفتتح مكتباً ميدانياً في كييف لتعقب جرائم الحرب الروسية !!» وجاء في التفاصيل قال؛ مكتب المدعي العام الأوكراني منذ عدة أيام قليلة إن المحكمة الجنائية الدولية إفتتحت مكتباً ميدانياً في كييف كجزء من الجهود الرامية إلى محاسبة القوات الروسية على جرائم الحرب المحتملة التي إرتكبت خلال غزوها الشامل لأوكرانيا، وأضاف؛ في البيان أن مكتب المحكمة الجنائية في العاصمة الأوكرانية هو الأكبر خارج"لاهاي"وأنه تم تسجيل أكثر من 104 آلاف جريمة حرب خلال العدوان الروسي على أوكرانيا، وأن عدد هذه الجرائم يرتفع يومياً، وتساؤلات لماذا لم لا نرىّ موقف ممثال لهذا في الأراضي الفلسطينية؟.
وفي كلمة ألقاها أمام الأمم المتحدة، وأبهرت شعوب العالم العربي بأكملة ولفتت إنتباه الشعوب الغربية، ونالت إستهجان الإحتلال الإسرائيلي، قال أمير دولة قطر"تميم بن حمد آل ثاني"، إنه لا يجوز أن يبقى الشعب الفلسطيني أسير تعسف الإحتلال الإسرائيلي الإستيطاني، ورفض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أي حل سياسي عادل وفق مبادئ الشرعية الدولية يعُد إستقواء مرفوض، وجاء ذلك في نص كلمتهُ في الدورة "الـ78" للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وفق ما نقلتةُ وكالة الأنباء القطرية.
وأضاف: أنه لا يغيب عنكم أن تقاعس المنظمة الدولية عن إتخاذ إجراءات ضد الإحتلال أتاح ويتيح الفرصة لإسرائيل لكي تقوض أسس حل الدولتين بالتوسع والاستيطان حتى أصبح الإحتلال يتخذ شكل نظام فصل عنصري في وضح نهار القرن"الـ 21"،
وتابع أمير قطر: في كلمته قد لاحظ ذلك حتى بعض أصدقاء إسرائيل المقربين منها كما وترد إسرائيل على مبادرات السلام والتطبيع العربية بالمزيد من التعنت والتطرف القومي الديني الأصولي في الإئتلافات الحكومية، والمزيد من الاستيطان، ومحاولة تهويد القدس والإعتداء على الأماكن المقدسة، والتنكيل بالواقعين تحت الإحتلال، وتشديد الخناق على قطاع غزة.
وفي نفس السياق: شاهدنا وشاهد العالم بأسره، وزير الصحة الكويتي الذي إنسحب من مؤتمر أممي"الخميس" إعتراضاً على مشاركة وزيري الصحة والداخلية الإسرائيليين، حيثُ؛ إنسحب وزير الصحة الكويتي الدكتور "أحمد العوضي"، في مشهد مشرف حظىّ بترحيب عربي واسع النطاق، من إجتماع مؤتمر منظمة الصحة العالمية، الذي عقد على هامش إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في الولايات المتحدة الأمريكية إعتراضاً على وجود وزيري الصحة والداخلية الإسرائيليين، وقالت مصادر صحفية لصحيفة «القبس» الكويتية، أمس الخميس إن «العوضي» غادر القاعة قبل بدء كلمة الوزير الإسرائيلي.
وأشارت"الصحيفة" إلى أن الوزير الكويتي لم يعد إلى القاعة، وذلك إنسجاماً مع مواقف الكويت الثابتة والراسخة تجاه قضية فلسطين وغيرها من القضايا العربية، وأشاد: ناشطون كويتيون وأخرون من جميع الدول العربية وغيرهم من بعض الدول الغربية والإسلامية، بإنسحاب وزير الصحة "أحمد العوضي"، لحظة بدء وزير الصحة والداخلية الإسرائيلي"موشيه أربيل" بإلقاء كلمة خلال مؤتمر على هامش إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في أمريكا، ونرىّ نحن كباحثين في الشأني العربي ومتابعين عن كثب، أن وزير الصحة الكويتي" أحمد العوضي" عبر عن موقف الكويت الرسمي والشعبي، وعن موقف الشعوب العربية بأكملها أيضاً الواضح تجاه رفض الكيان الصهيوني في كل المحافل الدولية والإعتراف به وبكلماته.
وثمن"أبوالياسين" موقف وزير الصحة الكويتي" أحمد العوضي"المشرف، كما ثمن موقف دولة قطر المتمثلة في قائدها الجسور"تميم بن حمد آل ثاني" ونشد على أيديهم ويد كل من يحذوا حذوهم من الدول العربية، وأن يكون دائماً هذا هو الحذو وتمسك جميع الدول العربية حكومات وشعوب، بهذا الموقف لإيصال رسالة واضحة للعالم أجمع بأن هناك كيان محتل لأرض عربية مسلمة ولا بد من أن يرحل ويحل السلام العادل والشامل على كافة الأراضي الفلسطينية، وأن موقف "قطر والكويت" مشرف مهما تغيرت المبادئ وتبدلت الأفكار، ويجب أن نكون جميعاً "كـ"عرب حكومة وشعب مؤمنين بأن التطبيع خيانة ولا سلام مع الكيان المحتل والمغتصب للأراضي.
ووجه"أبوالياسين" في بيانة الصحفي من خلال الصحف والمواقع الإخبارية، رسالة إلى أولئك الذين ينكرون الطبيعة العنصرية لسياسات الحكومة الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني، حيثُ قال؛ إنه يجب عليكم الإستماع جيداً إلى أعضاء حكومة "نتنياهو" اليمينية المتطرفة في جميع المحافل الداخلية والخارجية، وتسأءل"أبوالياسين"لماذا الثقة برئيس الوزراء"بنيامين نتنياهو" في صفقة سعودية؟ فهناك العديد من الطرق أمامه للتهرب من أي تنازلات نظرية للفلسطينيين، ومن المشكوك فيه للغاية أن تتمكن السعودية أو الولايات المتحدة من فرض تقدم حقيقي نحو حل الدولتين!.
ولفت"أبوالياسين" إلى الرئيس الأمريكي "جوبايدن" الذي أجتمع أول أمس الأربعاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، للمرة الأولىّ منذ عودتهُ إلى منصبه في ديسمبر الماضي، ولقد قام بتشكيل الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل، ومع ذلك فإن إدارة "جوبايدن" تفكر في إقامة شراكة معقدة مع إئتلافه المتطرف والمملكة العربية السعودية، وهناك فوائد ومخاطر محتملة هائلة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وآمل ألا تمضي قدماً دون الحصول على إجابات مرضية من"نتنياهو" حول ثلاثة أسئلة رئيسية حتى نعرف بالضبط ماذا تريد إسرائيل.
الأول: يا رئيس الوزراء المتعجرف، إن الإتفاق الإئتلافي المزعوم لحكومتك هو الأول في تاريخ إسرائيل الذي يحدد ضم الضفة الغربية كأحد أهدافها، أوكما تقول؛ تطبيق السيادة الإسرائيلية في يهودا والسامرة، ولكنك أيدت في وقت سابق خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط التي إقترحت حينها بتقسيم الضفة الغربية، مع سيطرة إسرائيل على ما يقرب من 30 % والدولة الفلسطينية على ما يقرب من 70 %، وإن كان ذلك مع ضمانات أمنية مشددة وعدم التواصل، هل تنوي ضم الضفة الغربية أم ستتفاوض مع الفلسطينيين بشأن ترتيباتها المستقبلية؟، نعم أو لا؟، فنحن والجميع بحاجة إلى أن نعرف، لأنك إذا نويت الضم ستنهار كل إتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، ولن تمكن "لـ"أمريكا ولا غيرها من الدفاع عنك في الأمم المتحدة من تهم بناء دولة الفصل العنصري.
الثاني: لقد تحدثت في أول إجتماع لحكومتك في ديسمبر الماضي أن أهم أولوياتك تشمل وقف البرنامج النووي الإيراني، فضلاً عن؛ توسيع علاقات إسرائيل المتنامية مع العالم العربي، ولكننا رأيناك تقرر بدلاً من ذلك إعطاء الأولوية للإنقلاب القضائي لتجريد المحكمة العليا الإسرائيلية من قدرتها على محاسبة حكومتك، وهذا بدوره أدىّ إلى تشتيت إنتباه قيادتكم العسكرية، وكسر قواتكم الجوية ووحدات النخبة القتالية، وتقسيم مجتمعكم بشكل مرير، وإضعاف تحالفاتكم الدبلوماسية من واشنطن إلى أوروبا، في هذه الأثناء، وتحركت إيران بهجوم دبلوماسي، حيث أصلحت علاقاتها مع جميع جيرانك العرب، وتناولت غداءك! فلماذا يجب على الولايات المتحدة أو غيرها أن تجعل مواجهة البرنامج النووي الإيراني أولوياتها بينما لم تفعلوا ذلك؟
الثالث: يا رئيس الوزراء الأسرائيلي اذا كانت السعودية مستعدة للقيام بشيئ صعب وهو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأمريكا تبذل قصارى جهدها للمساعدة في تسهيل ذلك، وهو صياغة معاهدة دفاع مشترك مع المملكة العربية السعودية، ما هي الأمور الصعبة التي أنتم مستعدون للقيام بها تجاه الفلسطينيين لإتمام الصفقة؟ يبدو لنا وللجميع بأنك لا ترغب في تحمل أي مخاطر سياسية، وأنك تريد من الجميع أن يفعلوا شيئاً صعباً بإستثناءك أنت وإئتلافك المتطرف! يارئيس الوزراء، أنت خارج نطاق إهتمام الشعب الأمريكي، والشعب السعودي أيضاً، وقيادة المملكة العربية السعودية الرشيدة لن تُجزم على أي خطوة تثير من خلالها غضب الشعوب العربية، وعلينا أن نعرف الآن من أنت؟.
كما لفت"أبوالياسين" إلى ما تناولتة الصحف مساء أمس الخميس حول تصريحات ولي العهد السعودي"محمد بن سلمان" نقترب من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حيثُ أعلن ولي العهد السعودي، في مقابلة بثت مقتطفات ونشرت على الصحف في ساعات متأخرة من مساء أمس، أن المملكة "تحقق تقدماً" بإتجاه التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي
وقال: ولي العهد لشبكة "فوكس نيوز"نقترب كل يوم أكثر فأكثر من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأضاف؛ في مقتطفات المقابلة بالنسبة لنا تعُد القضية الفلسطينية مهمة للغاية وعلينا حلها، وجاءت التصريحات بالتزامن مع لقاء الرئيس الأميركي"جو بايدن" رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" في نيويورك، وأكد؛ ولي العهد على أن المفاوضات تجري بشكل جيد حتى الآن، ولكن لم يكشف
عن شروط السعودية للموافقة على التطبيع؟.
وأكد"أبوالياسين" في بيانه الصحفي، أن الشعوب العربية والإسلامية مع الشعب الفلسطيني دائماً وأبداً، ولن تتخلىّ عن القضية الفلسطينية، ولن تعترف بالكيان الصهيوني طال الزمن أم قصر، واليوم تتكشف التغيرات في العالم وفي عصرنا وفي التاريخ بطرق لم يسبق لها مثيل، وأن أوجه القصور في السلام والتنمية والأمن والحكم آخذة في التزايد، ولقد وصلت الإنسانية وحقوق الإنسان مرة أخرىّ إلى مفترق طرق، وتواجه خياراً مهماً بشأن مستقبلها، وفي الوقت نفسه تستمر التعددية القطبية العالمية والعولمة الإقتصادية في التطور، وإن السلام والتنمية والتعاون المربح للجانبين هي إتجاهات العصر التي لا يمكن وقفها، ويظل التضامن والتعاون والتقدم طموحات الناس في جميع أنحاء العالم.