الكوارث ...


هناك أمور من الممكن الوقاية منها ، وحسب النظرية اليابانية فإن هذه الأمور ترتفع إلى نسب عاليه عندما يغيب الحذر ، هناك الحذر وهناك الحذر من الحذر ، وجد اليابانيون علامات تاريخية تشير إلى الأماكن التاريخية لوصول المياه في التسونامي تاريخي ، وفعلا كانت هذه العلامات تشير إلى الاماكن الأمنه .

العوامل الطبيعية من الصعب التنبؤ بها والتعامل معها ، زلازل براكين تسونامي فياضانات ، ولكن البشر يستطيعون التخفيف من أثار هذه الكوارث بإعتماد كودات البناء تأخذ هذه العوامل بالحسبان ، والتعامل السليم مع الطبيعة بحيث يجب إحترام هذه الظواهر بشكل كبير ، ومع أن هذا كان هو الباب للخوف من هذه الظواهر الطبيعية بشكل يستدعي القدسية عند المجتمعات البدائية ، ولكن الحقيقة أن الطبيعة يجب أن تحترم .

فعند البناء في الاودية ومجاري الأنهار او المنحدرات الجبلية كل هذه الأمور يجب ان تؤخذ بالإعتبار ، ويجب مراعاتها وفق أعلى مقاييس الحذر والحفاظ على الأرواح ، آليات البناء الحديثة جعلت الإنسان أكثر جرأة ، ولكننا في المقابل ندفع ثمن هذه الجرأة أحيانا بشكل كبير نتجية ذلك ، وما حدث من الكوارث كبيرة في الأونة الأخيرة دليل على ذلك .

وهناك نقطة أراها لا تقل أهمية عن ذلك وهي خلق وعي مجتمعي وتنظيم هذا المجتمع في التعامل مع الكوارث ، وهذا أراه في الحقيقة دور الدفاع المدني ، بحيث يتم تنظيم الأحياء وتسجيل متطوعين مع إعطائهم دورات في التعامل مع هذه الكوارث ، وربط المجموعات مع بعضهم البعض بطريقة منظمة مع تحديد دور كل مجموعة حسب الوضع والخطورة والأهمية ، والتعليمات القادمة من المنسق المسؤول في الجهة المختصة ، وهذا برأيي يساهم بشكل كبير في التخفيف من أعراض هذه الكوارث.

وهنا تم إثارة المفقدين وآلية ايجادهم والصعوبة في ذلك ، ومن الممكن اعتماد اسورة إلكترونية، أو من الممكن تطبيق معين يرسل الموقع ، وهذه تحتاج آلية يتم الإتفاق عليها ، وتكون محل ثقة الجميع .

إن الإعداد والتجهيز والتدريب المسبق يساهم بشكل كبير في التخفيف من الأثار الجانبية المرافقة لهذه الكوارث ، والتي في كثير منها لا نستطيع تجاوزها ، ولكننا نستطيع التخفيف من أثارها وأضرارها .

 
أبراهيم أبو حويله...