في سبيل البقاء ...
إبراهيم أبو حويله
لا تجلد نفسك كثيرا ، فهذا هو حال الأمم الضعيفة دائما هم هكذا ، حياتها قائمة على هذا النوع من التحالفات مع القوى هنا وهناك، في سبيل الحماية والإستمرار لا في سبيل العزة والكرامة والحرية في كثير من الأحيان ...
وهم في محاولة دائمة لعقد صداقات وصفقات وتحالفات تساهم في بقائهم ووجودهم ، نعم هي منظمات وأنظمة تحكم شعوبها بأسماء مختلفة ولكنها بعيدة عن أن تكون مجتمعات حرة.
عندما خرجت الوزيرة الإيطالية لتعطي ماكرون درسا في الأخلاق عن دوره في أفريقيا، هل نسيت أو تناست دور إيطاليا المشابه تماما لما تقوم به فرنسا قبل ذلك، من خلق هذه المنظمات والأشخاص الحاكمين بإسم الإستعمار في ليبيا وغيرها .
ولو أنتقلت القوة إلى الطرف الآخر فحتما سيحدث عندهم ما كان يحدث هنا، فهذه في الحقيقة جزء من البحث عن النجاة في ظل هذه الظروف، ظروف الضعف والهوان والذلة والإنكسار ...
وهناك البعض للأسف يخاف أحيانا كثيرة من الحرية، ويسعى لرضا السيد المنعم المتفضل ، أو حتى تحظى هذه الشعوب التي تعيش حرية كاذبة، وتشعر بالأمن الكاذب في ظل هذه النوع من التحالفات ...
ونسي هذا أن ما يأخذه هو فقط جزء ضئيل مما يسرقه السيد منه، وما يحدث في إفريقيا خير دليل على ذلك،.
في كل الأمم وعلى مرّ التاريخ هو هكذا ، حتى تصل الشعوب إلى حالة من الوعي تدرك فيها كم هو سوء هذا الحال، وكم هم سيئون أولئك الذين كانوا يسوقون هذا على أنه حال لا بد منه، ولن نستطيع التخلص منه .
مع أن الحقيقة أن تكلفة التخلص منه، هو جزء يسير من التكلفة الحقيقية لوجوده، ولكن لا بد من أن تقتنع الأغلبية بذلك، وإلا لن تجدي الحركة البعض نفعا في التخلص من هذا الواقع .
أو تستيقظ الإنسانية عبر مجالس اممية جديدة لا تعطي المبرر للمحتل في إحتلاله ، ولا تعطى القوي حق النقض ( الفيتو) ، ولكن تعامل الأمم بالعدل وتضرب على يد المعتدي والمحتل .
وربما هذه الأصوات التي تنادي للبريكس اليوم ، يجب أن تنادي بإعادة هيكلة مجلس الأمن والامم المتحدة ، لتنادي بالعدالة بين شعوب الأرض، وتنادي بإيقاف هذا الظلم الذي أقره النظام الإستعماري السابق .
إبراهيم أبو حويله...