خبراء:التعليم التلقيني ... يدفن الإبداع والابتكار لدى الطلبة‎ ‎

الانباط – شذى حتاملة‎ 
على الرغم من التطور والتقدم التكنولوجي والانفتاح الذي ‏نشهده في العصر الحالي، إلا أن التعليم في الأردن ما زال ‏يعتمد على أسلوب التلقين الذي يفتقر إلى لغة الحوار ‏والمناقشة ما بين الطلبة والمعلمين، ودون مراعاة للفروق ‏الفردية للطلبة أثناء عملية التلقي ، مما يخرج طلبة يتلقون ‏المعلومات فقط دون مشاركتهم الفاعلة في العملية التعليمية.‏

للحديث حول الموضوع تواصلت "الأنباط" مع عدد من ‏المختصين لأخذ أرائهم بما يخص التعليم التلقيني وأثره على ‏مستقبل التعليم والطلاب ، في ظل تطور الأساليب التعليمية ‏بمختلف أشكالها. ‏
بين مدير المركز الوطني السابق الدكتور محمود المساد ، انه ‏لا تعد النظرة للتلقين في التعليم على أنها منهجًا أو سلوكًا ‏شائعا فحسب،بل هي ثقافة راسخة تاريخًيا شكلت الإطار ‏الفكري المقبول والمطلوب مجتمعيًا، مبينا أنها باتت مقدّرة ‏ويحافظ عليها المجتمع ويقاوم أي تغيير قد يطرأ عليها أو على ‏بعضها‎. ‎
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الأنباط" أن بدايات التعليم ‏التلقيني كانت في حفظ القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ‏والمسائل الفقهية والشعر وخاصة شعر الفحول والمعلقات ، ‏كل ذلك عززته المدرسة الأوروبية بتقديرها العالي للتلقين ‏والمحتوى التعليمي الكبير والاختبارات والدرجات التي تمايز ‏بين المتعلمين وغيرها، موضحا أن المتعلم يضطر للحفظ ‏والتذكر والتكرار دون توظيفه للمعلومات والاستنباط منها ‏وانتاجها‎.‎
وزاد، أنه بالمقابل هناك التوجه الأمريكي نحو التعليم الذي ‏يستهدف المتعلم؛ بشخصيته وبالذات الجانب الاجتماعي ‏والنفسي الوجداني إلى جانب الجانب الأكاديمي،و اهمية ‏اكتساب المهارات الحياتية وخاصة مهارات التفكير والتفكير ‏الابداعي ، وتشرب منظومات القيم المحلية والعالمية، ومتابعة ‏الحديث في العلم وتوظيف التكنولوجيا ووسائل الاتصال ‏الحديثة، التي بمجموعها تعزز التفوق الفردي والابتكار ‏المجموعي والانفتاح والمرونة‎.‎
وأشار إلى أن هذه المواجهة بين التلقين وحفظ المعلومات من ‏جهة وبين توازن الشخصية وقوتها وتوظيف مهارات التفكير ‏من جهة أخرى، تجعلنا أمام خيارين أولهما السهولة في أداء ‏العمل دون تحمل أي مسؤولية عن الأفكار الخاصة،وهذا ‏يستقطب الكثيرين من العاملين في المجال، وثانيهما إنتاج ‏الأفكار وتسييل المعرفة ونشرها وما بها من أفكار يخافها ‏الآخرون وتحرجهم، الأمر الذي يسبب المتاعب للمتعلم ‏والسلطة مدرسية كانت وغيرها ، متسائلا لماذا لا تقف ‏السياسات الموجهة للتعليم في أي دولة مع تعليم التفكير لكنها ‏تقف بقوة وجدية مع تعليم التلقين‎.‎
بدوره أوضح الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات ، ان ‏التعليم التلقيني ما هو إلا تطبيق للفلسفة التربوية القديمة " ‏الفلسفة المثالية " التي تؤكد أن أجدادنا اكتشفوا حقائق ثابتة ‏وعلينا أن نحافظ عليها وننقلها إلى الأجيال الجديدة‎ . ‎
وتابع أن النظام التعليمي يعتمد على التلقين باعتقادهم أن ‏الحقائق ثابتة لا تتغير ، مشيرا إلى أن التدريس والامتحانات ‏تعتمد على نظام التلقين ، و لتغيير هذا النظام يجب أن ننتقل ‏من التعليم التلقيني إلى تعليم التفكير وذلك من خلال تغيير ‏ثقافة المعلمين التي تعتمد على الشرح والتلقين‎ . ‎
وأكد عبيدات أن التعليم لا يقتصر على نقل معلومات فحسب ‏بل يتعلق بمساعدة الطفل على الابتكار والإبداع والتفكير ‏وانتاج المعرفة وهذا يتطلب معلمين واعيين ومناهج جديدة ‏وقيادات تربوية حديثة‎ .‎