آراء متباينة حول احتمالية انتقال عدوى " كورونا " من الحيوان إلى الإنسان

د.فريحات تنفي العدوى والفقيه: " الفيروس مستوطن لدى القطط "

الأنباط – زينة البربور

تباينت النظريات والدراسات حول احتمالية انتقال عدوى فيروس كورونا من الحيوانات إلى الإنسان والعكس وأظهرت دراسة أنه وفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن فيروس كورونا هو سلالة جديدة من الفيروس لم يسبق اكتشافها لدى البشر وفيروسات كورونا حيوانية المنشأ أي أنها تنتقل بين الحيوانات والبشر وقد خلصت التحريات المفصلة إلى أن فيروس كورونا المسبب لمرض سارس قد انتقل من قطط الى البشر وان فيروس كورونا المتسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية قد انتقل من الإبل الى البشر.
إلى ذلك اختلفت الدكتورة البيطرية "تغريد فريحات" مع الدراسة السابقة وأكدت في تصريحات لـ "الأنباط" أنه لا يمكن انتقال فيروس كورونا من الحيوان الى الانسان او بالعكس لأن مستقبل الفيروس للحيوانات الأليفة يختلف تماما عن المستقبل الخاص بالإنسان مبينة أن العدوى تنتقل من الحيوانات ذات الفصيلة الواحدة فلا يمكن للأرنب أن ينقل العدوى للقطة مثلا.
وأوضحت أن الفيروسات التاجية تتمثل بفيروس كورونا ويختلف المستقبل من حيوان إلى حيوان آخر مبينة أنه قد يكون الجهاز الهضمي هو المستقبل كالحيوانات الأليفة (القطط والكلاب والأرانب) والتي تسبب لديهم مشاكل في أحشاء البطن كمرض (FIB) الذي يصيب القطط، مشيرة إلى الآثار التي يخلفها الفيروس وتتمثل في حالة تلبك في العمليات الحيوية كالفشل الكلوي وفشل في الكبد، لافتة أن المستقبل الخاص بكورونا الذي يصيب الجمال يتركز في الرئتين.
وأكدت أنه من الصعب جداً علاج هذا الفيروس لأنه من الأمراض القاتلة للحيوان لافتة أنه خلال 45 يوم الأول للمرض قد يمكن السيطرة عليه بحماية العمليات الحيوية وذلك باستخدام ابر ماليزية، لافتة أن الأردن يفتقد هذا النوع من الابر وهذا ما يفسر موت اغلب الحيوانات التي تصاب بهذا الفيروس.
وأضافت أن غالبية الدول لا تملك مطاعيم وقاية من كورونا الحيوانات مؤكدة أن المصدر الأساسي للفيروس غير معروف حتى اليوم وهو من الفيروسات القديمة جدا لكنه يتطور مع الوقت، مشددة على ضرورة التعقيم المستمر بعد علاج الفيروس أو موت الحيوان لأنه قد يبقى موجود حتى بعد انتهاء العدوى إضافة الى عزل الحيوان المصاب عن غيره. في السياق ذاته أكد الدكتور البيطري سامح الفقيه في حديث لـ " الأنباط " أنه يجب التمييز بين الكورونا التي تصيب الإنسان وجهازه التنفسي والتي تصيب الحيوان وجهازه الهضمي كالبطن والكبد، لافتا وجود اختلاف كبير بينهما رغم تسميتهم الواحدة.
ونفى احتمالية انتقال الفيروس من حيوان الى انسان مؤكدا أن العدوى تنتقل بين الحيوانات فقط و لنفس الفصيلة فلا يمكن للكلب أن ينقل العدوى لقطة، مشيرا الى خطورة المرض بالنسبة للقطط أما الكلاب والأغنام والأبقار فقال " يمكن علاجها خاصة في الفترات الأولى للمرض لكن القطط لا يمكن علاجها ولا تملك الأردن مطاعيم لها". وأضاف أن الفيروس مستوطن في القطط بشكل دائم لكنه يتحفز داخل الجسم في ظروف معينة كفترة تغيير المواسم وتظهر أعراضه وينتشر بشكل واضح، لافتا أن الفيروس ينتشر في فصل الشتاء لدى الكلاب. وأوضح أن الأغنام والابقار يصابوا في المراحل الأولى بعد الولادة أي خلال الأسبوعين الأوائل لافتا توفر علاج ومطاعيم كورونا نافيا وجود أي ضرر للمنتجات التي تنتجها هذه الحيوانات بعد إصابتها بالفيروس
بينما خلصت دراسة أجراها باحثون كنديون عام 2020 أن الأشخاص المصابين بكوفيد -19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، قد ينقلون العدوى إلى الكلاب والقطط وفيروس كورونا المستجد هو من الأمراض المعدية ذات المنشأ الحيواني، أي أنها انتقلت بداية من الحيوان إلى الإنسان، وفيما تبيّن من خلال دراسات أجريت أخيرا أن الحيوانات المنزلية لا تؤدي دورا بارزا في تفشي الفيروس، فإن عددا متزايدا من البيانات يظهر أن القطط والكلاب وحتى النمور، قد تصاب بالعدوى.
كما نشرت وسائل إعلام بريطانية في شهر آذار الماضي أن الحكومة كانت تدرس ما إذا كان من الضروري "إبادة" جميع القطط الأليفة في البلاد، خلال الأيام الأولى لوباء كورونا، وقال وزير الصحة السابق جيمس بيثيل في تصريحات تلفزيونية "يجب ألا ننسى ضآلة فهمنا لهذا المرض. كانت هناك لحظات لا نعرف فيها هل بإمكان الحيوانات المنزلية نقل المرض أم لا".
وبعد هذا التباين بالدراسات والأخبار حول العالم يبقى السؤال مطروحا ينتظر الإجابة بالاثبات او النفي عن انتقال الفيروس من الحيوان للإنسان.