الطبيب المصري ستين ل"الانباط" هدفي إنقاذ الخيل وشعاري "الرحمة اولا"

عشق الخيل منذ صغره وتخصص ب"الطب البيطري" لأجلها


في الأردن شعرت انني بين اهلي ولمست جمال عالم الخيل فيه

الأنباط - يارا بادوسي

حكايات عظيمة تتحدث عن الرحمة ، في كل مرة يتبدل فيها اسم الخيل ‏الناجي لكن البطل المنقذ يبقى واحد ، ‏
الطبيب البيطري المصري حاتم ستين الذي قرر أن يكون هدفه الأول ‏إنقاذ الخيل ، وشعاره كان دائما الرحمة أولا.‏
أجرت " الأنباط" مقابلة شخصية وحصرية مع الدكتور حاتم ستين ، ‏وتاليا نص المقابلة :‏

ما هو سر حبك للخيل ؟ ‏
أنا منذ صغري أعشق الخيل ، والخيل بالنسبة لي ليس مجرد حيوان ‏إلا أنه مخلوق فيه إعجاز رباني كبير ، وكنت متعلقا فيه لدرجة أني ‏كنت أحب أن أرسمه وأن أقرأ عنه وأشاهد أفلام الكرتون التي ‏تعرض مشاهد عنه ، على الرغم أني نشأت في منطقة " المنصورة" ‏ولا يوجد بها سوى خيول "الجر" ولم تكن لدي فكرة عن الخيول ‏العربية الأصيلة إلا من خلال الكتب والأفلام الكرتونية .‏



لماذا تخصصت في طب الخيول تحديدا ؟
دخلت كلية الطب البيطري فقط لحبي للخيل وعشقي لهذا الكائن الغريب ‏، وكنت أفعل أي شيء من أجل أن أشبع فضولي عن هذا الحيوان ‏وأتعامل معه عن قرب ، وبالفعل حبي للخيل هو الذي رسم طريقي ‏بالحياة . ‏
كيف تتعامل مع الخيول كونها حيوانات حساسه ولا تستقبل الجميع؟
القدرة على التواصل مع الخيل تعتمد على ثلاثة أمورمن وجهة ‏نظري ، أولها الموهبة الربانية التي يعطيها رب العالمين لبعض ‏الأشخاص ، فتجد البعض يتعامل مع الحصان لأول مرة ويكون ‏هناك إنسجام بينهم وكأنه فارس منذ وقت طويل ، والأمر الثاني هو ‏الخبرة وتكون بتطوير الذات بالطريقة الصحيحة للتعامل مع الخيل ‏، ثالثا العلم وهو دراسة كل ما يخص عالم الخيل ، وكل ما يخص ‏حياته كيف يأكل وكيف يشرب وكيف يمارس حياته ونشاطاته وما ‏هي متطلبات حياته ولو إستطاع الإنسان جمع هذه الأمور معا ‏سيكون قادر على التواصل مع الحصان بكل سهولة ، وأنا جمعت ‏هذه الأمور وتمكنت من التواصل معه .‏

هل الخيول تغار فعلا ؟
الخيل من أكثر الحيوانات التي تغار ، ولكنه لا يثق بسهولة ولا يغار ‏إلا بعد أن يصل لمرحلة عالية من الثقة بفارسه ، لأن الحصان في ‏الطبيعة هو عبارة عن ضحية ويجري من الخطر وليس مفترس ‏بالمقارنة مثلا مع الكلاب التي تعتبر كائنات مهاجمة وليست مدافعة ، ‏فموضوع الثقة عن الخيول أمر ليس بكامل السهولة لكن عندها تصل ‏الخيول لهذه الثقة ستغار على صاحبها بشدة ، ويظهر لصاحبه الحب ‏ويتبعه بالمشي ، والحصان أنضف كائن في الطبيعة ولا يمكن أن نرى ‏حصان متسخ إلا عن مربي مهمل لأنه بالطبيعة يستعين بحصان آخر ‏ويقوموا بتنظيف بعضهم البعض أو يقوم بفرك جسمه بحجر مثلا أو ‏بالتراب ويقوم بتقليم الحوافر بنفسه بالإستعانة بصخرة لأن حافر ‏الحصان ينمو 1 ملم كل ثلاثة أيام فكل هذه تدل على أنه يهتم بنفسه ‏جدا وهو كائن شديد على العناية بنفسه ، فعندما يقوم مربي الخيل ‏بجميع هذه الأمور لخيله سيحبه وسيعطيه كامل الثقة .‏
ماذا تعلمت من الخيل لحياتك الشخصية ؟
تعلمت الصبر والحنان والقوة من الخيول لأنها تمتلك جميع هذه ‏الصفات وتعلمت أن الإنسان عندما يظهر قوته لا أحد يستطيع أن ‏يؤذيه أو يقترب منه ، فالخيل عندما يكون مريض ممكن أن يحمله ‏‏4 أو 5 أشخاص لكن وهو واقف وبقوته ولا يريد أن يتحرك لا ‏توجد قوة تحركه خارج إرادته .‏

كيف قررت أن تدخل لعالم "السوشال ميديا" ؟
فكرت بداخلي ما هو الذي سيجعل شخص موجود في بلد آخر ‏يعرف أن هناك طبيب مصري يختص بالخيول يعالج حالات صعبة ‏، فقررت أن أنشر صور الحالات التي أقوم بمعالجتها قبل وبعد ‏العلاج وأن تكون منصة خاصة بي عبر مواقع التواصل الإجتماعي ‏وأعرض من خلالها خبراتي بالخيل .‏

ببداية مشوارك بعالم السوشال ميديا هل حصلت على تعليقات سلبية ‏من بعض الأشخاص ؟
سمعت الكثير من التعليقات والإنتقادات خاصة أن مهنة الطبيب ‏البيطري بالمجتمعات العربية خاصة بذلك الوقت لم تكن تعتبر من ‏أحسن المهن كونه يتعامل مع الحيوانات ، والبعض يطلقون على ‏البيطري مسميات غير محببة ، وبعض الأشخاص كانوا يقومون ‏بنشر فيديوهاتي بداعي لإستهزاء وتقليل قيمة المهنة أو المحتوى ‏الذي أقدمه ، وهذا لم يؤثر علي مطلقا لأنه بالنسبة لي تصرفات ‏تدل على قلة الذكاء من هؤلاء الأشخاص وتؤكد بطريقة أو بأخرى ‏نجاحي وتعلمت طريقة ذكية في مواجهة هذه الإنتقاد أنني في كل ‏مرة أسمع الكثير منها أستبدل الرد على المنتقدين بحالات ناجحة ‏ووأصورها وأنشرها على صفحاتي .‏

شفنا تفاعل ملايين المتابعين مع صور الخيول الي بتنشرها عبر ‏صفحاتك قبل وبعد الإنقاذ ... هل توقعت هذا التفاعل الكبير مع هذه ‏المقاطع؟
لم أتوقع هذا التفاعل كبير خاصة أن فكرة نشر حالات الإنقاذ جاءت ‏بالصدفة ، في إحدى الأيام بوقت الفجر وصلتني صورة ورسالة من ‏أحد المتابعين لحصان بحالة صعبة فنزلت الى موقع الحصان ‏وأنقذت الحصان ، والناس قدروا جهودي بشكل كبير حينها ‏وأستقبلت كلمات الشكر والدعم منهم حينها ‏
هل قمت بعلاج أو إنقاذ حالة ولم تقوم بنشرها ؟
كثير من الحالات لم أنشرها ، والسبب كان بأني كنت أعالج بعض ‏الحالات الصعبة لخيول معرضة للضرب أو الإيذاء بشكل عنيف .‏
‏- حدثنا عن مشهد صعب لخيل إنقاذ علق في ذهنك ؟
كان مشهد صعب للغاية لحصان ألقاه صاحبه من فوق الجسر في البركة ‏وبقي لمدة يومين عالق ويحاول مقاومة الغرق وأقدامه مكسورة وكانت ‏نصف جمجمته مهشمة ولا يوجد عنده أكل والماء حوله ملوث وحاولت ‏بشتى الطرق إنقاذه لكنه ودع الحياة بعد ثلاث ساعات . ‏
‏-موقف طريف حصل معك مع إحدى الخيول؟
حياتي كلها طريفة مع الخيل وأجمل شيء عندما أقوم بتمثيل أنني أسحب ‏الخيل بجرار وأنا فعليا لا أقوم بذلك ، لكن أعمل نفس الحركات وكأني ‏أملك حبل وهمي فهو يتبعني ويتحرك معي ، وأنا أكون جدا سعيد بكل ‏اللحظات التي أعيشها مع الخيول .‏
‏- ما هو حلمك ؟
‏ أطمح الى أن أقوم بتأسيس جامعة للطب البيطري ، يتعلم فيها طلبة من ‏مختلف دول العالم وتأسيس جيل قادر على تدريس الأجيال القادمة بالطب ‏البيطري وأن نقود العالم بهذا المجال ، وأؤمن أن لدينا كافة الإمكانيات ، ‏ويوجد حالات كثيرة من الحيوانات بحاجة لمساعدة ونستطيع أن نجري ‏أبحاث علمية عليها ، وتجهيز مستشفى للحيوانات كاستثمار ناجح للجامعة ‏، يعالج فيها الأشخاص المقتدرين ماليا حيواناتهم الخاصة أما بالنسبة ‏للحيوانات التي ليس لديها مالك تتعالج بالمجان .‏
في الختام أحب أن أشكر الشعب الأردني على حسن الإستقبال والضيافة ، ‏لأني شعرت أنني بين أهلي وفي بلدي الثاني ، ولمست جمال عالم الخيل ‏بالأردن وأنه عالم واسع وجميل جدا .