ايناس أبو شهاب تكتب:وفاء مؤقت
وفاء مؤقت
ايناس أبو شهاب
اغمض عيناك وارحل بعيدًا في رحلةٍ مع الذكريات.
لا تفتح عيناك قبل أن تعرض ما استطعت من شريط حياتك.
وتذكر كل من شعرت يومًا أنه كان يستحق الشكر والثناء. ولا تنسى من وهبك الحياة حين شعرت أنه قد حان وقت الفناء.
فقد يخونك الوقت دون أن تعبر عن امتنانك لوجود بعض الأشخاص في حياتك.
فلا تتمادى في التفكير، وبادر بالتعبير عن وفائك لمن شعرت أنهم كانوا في حياتك الرزق الأنبل والهِبة الأجمل.
فقد يقتحم شخص ما حياتك ويصبح لك المرسى، ثم يقلب موازين حياتك ويرحل ومن بعدها تُنسى .
فاحفظ المعروف حتى وان ساءت الظروف. ولا تتوسل بقاء ذلك الوفي، ولا تتسول وصاله. ولا تتوقع ان يرافقك مدى الحياة، فعليك ان تدرك ان وجود الأشخاص في حياتك هو أمر مؤقت.
ولا تكترث إن عفى الزمن، أو بعدت المسافات. ما يهم في نهاية المطاف هو احترامك لتلك المرحلة، والأهم هو ايمانك بأن الله لم يخلق إنساً ويجعله يطرق باب حياتك عبثًا!
فقد يظن البعض أن عالم الوفاء هو عالم خالد، ولكن الحقيقة أن الوفاء هو مجرد ردة فعل لموقفٍ ما في زمنٍ معين. فالوفاء هو أن تجد من يحسن بك الظن حين تُسيء الظنون، وأن تجد من يرمم انكسارك ان خفت وهج حياتك.
فإن صح التعبير، الوفاء هو مرحلة مؤقته، قد تستغرق بضع ثوانٍ أو عُمراً ولكنها كفيلة بأن تترك بك أثرًا.