ملتقى النخبة ٠٠ كيف تخرج الجامعات طلبة يصنعون الفرص لا باحثين عنها؟

الانباط – مريم القاسم

ناقش ملتقى النخبة‎-elite ‎‏ الطريقة التي ستصبح فيها ‏الجامعات تخرج طلبة يصنعون الفرص بدلا من ‏البحث عنها ، حيث طرحت محاور عدة للنقاش منها ، ‏كيف يمكن للجامعات تحفيز الطلاب لتطوير مهاراتهم ‏وقدراتهم الإبداعية ، ما هي البرامج والمبادرات التي ‏يمكن أن تساعد الطلاب في تحويل أفكارهم إلى ‏مشاريع وأعمال ناجحة ، كيف يمكن للجامعات تعزيز ‏التعليم العملي وتقديم فرص للتدريب والتعلم خارج ‏القاعة الدراسية ، كيف يمكن للجامعات بناء شراكات ‏قوية مع القطاع الصناعي والتجاري تقديم فرص ‏تعليمية وتدريبية مفيدة للطلاب ، ما هي التحديات ‏التي تواجه الجامعات في تحقيق هذا الهدف‎.‎
قال ابراهيم ابو حويله إن الجامعات هي بيت المال ‏للأمة الحية ، وهي مكان للفكر والفكرة وهي التربة ‏الصالحة للبذور الحية التي تحيي الأمم ، مبينا اننا ‏فقدنا الكثير لأنها أصبحت وحدة إنتاج متسلسل ، ‏ويرى أنه لدينا الكثير من النسخ والقليل من النماذج ‏التي نسعى إليها ، وللأسف أصبحت الجامعات مدارس ‏لا أكثر ، وتمنح شهادات وتعطينا نسخا مكررة‎.‎
وبين المهندس احمد العدوان أنه في بعض دول العالم ‏الراقي يركزون على ميول الطالب سواء كانت طبية ‏أو قانونية أو حتى فنون جميلة ، ويخرجون إبداعاته ‏وهو طالب دون الحاجة لأن يدرس كل شيء ولا يركز ‏على ما يحبه وما يبدع به ، أما محليا قد تكون مديونية ‏الجامعات الحكومية هي العقبة والتحدي الأكبر الذي ‏تواجهه في عدم قدرتها في تحقيق أهدافها بشكل عام ‏ومنها عمل شراكات مع القطاعات المختلفة‎.‎
وذكر محمود ملكاوي ان الدراسة الجامعية توفر ‏فرص التعلم واكتساب المهارات اللازمة لعالم ‏الأعمال، بينما تسعى الشركات والمؤسسات من ‏ناحيتها إلى اجتذاب أفضل العناصر من بين الخريجين ‏للعمل في صفوفها ، وترسل الشركات سنويا بعثات ‏إلى الجامعات قبيل موعد تخرج الطلبة لكي تعرض ‏الفرص الوظيفية المتاحة لهم ، مضيفا أنه في أفضل ‏الجامعات يختار الطلبة من بين كثير من الفرص لديهم ‏، وفقا لميولهم الشخصية وسمعة الشركة التي تعرض ‏الوظائف‎ .‎
ومن جهته أكد الدكتور عبد الكريم الشطناوي أن ‏صلاح الجامعات يكمن في إجراء عملية تقييم شاملة ‏لكل جامعة على حدة ، من حيث تتناول التخصصات ‏المطروحة ومدى تلبيتها للسوق المحلي ومدى ‏اهتمامها بنوعية خريجيها وليس بكميتهم ، مضيفا أنه ‏لا بد من إزالة الأحمال الزائدة من التخصصات ، وأن ‏تقوم كل جامعة بتوفير المعامل المخبرية ‏والسيكولوجية والمشاغل وكل الإمكانات التي توفر ‏للطلبة ، ممارسة هواياتهم ونشاطاتهم في معامل ‏وجدت خصيصا لهذه الغاية‎ .‎
وبدوره بين المهندس رائد حتر أن عدم قدرة الجامعات ‏على خلق فرص العمل والتشبيك بين أسواق العمل ‏الداخلية والخارجية والطلاب يتلخص في طبيعة ‏المناهج التي تعتمد التلقين بدلا من تعليم الطالب طرق ‏تحليل المشاكل ومعالجتها بالاعتماد على ما تلقاه من ‏تعليم عملي ونظري وبالتالي ضعف مستوى ‏الخريجين ، مطالبا الجامعات بربط الطلاب بأصحاب ‏العمل من خلال تنظيم حلقات التوظيف والمقابلات ما ‏بين الطلاب والشركات و الأجهزة والمؤسسات ‏الحكومية ومن خلال المنصات التفاعلية بين الشركات ‏والجامعات‎ .‎
ولفت المهندس عبد الله عبيدات ان هذا الموضوع لا ‏يمكن أن ينجح إلا بتغيير شامل وجريء وغير تقليدي ‏يتجاوز جمود القوانين ومجاملة دكاترة الجامعات ‏التقليديين ، والتشبيك مع جهات عالمية ومحلية تساهم ‏في إنجاح هذا الهدف لأنها مقتنعة بالفائدة التي سوف ‏تتحقق ، مضيفا أن نقابة المهندسين لها تجربة غنية ‏وواسعة في هذا الموضوع ولكن للأسف كانت تصطدم ‏بكل العوامل التي أسلفت‎.‎
وأشار محمد الحبيس إلى أن نجاح مؤسسات البحث ‏ومنها الجامعات ومدى نشاطها وفاعليتها تعتمد على ‏مساحة البيئة المتوفرة لها لتتفاعل معها وتقدم ما ‏تحتاجه المؤسسات والفعاليات النشطة فيها ، مطالبا ‏فعلينا الجامعات بأن تخرج عن نطاق التدريس والتعليم ‏في بيئة لا يوجد سوق واسع ومفتوح ومتفاعل مع ‏مخرجاتها من أبحاث ودراسات تحتاج إلى تطبيقات ، ‏متسائلا هل البيئة متوفرة ومتاحة لتصريف ما تقدم ‏الجامعات ومراكز أبحاثها من منتج ذات قيمة يعود ‏بالنفع ويثري ويشجع البحث العلمي المختلف ؟
ويعتقد الدكتور علي حجاحجه أنه يمكن تحويل الطلبة ‏إلى صناع للفرص بدلا من البحث عنها من خلال ‏استراتيجية متكاملة مدروسة بعناية يشترك برسمها ‏أصحاب الاختصاص ، وتغيير النهج بشكل تراكمي ‏ومدروس بدءا من المدرسة مرورا بالجامعة ، وعمل ‏تغيير جذري على نمطية المناهج والبيئة الدراسية من ‏تلقينية إلى تفاعلية ، والتركيز على الجانب المهاري ‏على حساب النظري والمعرفي ، وتفعيل دور خدمة ‏المجتمع والمسؤولية المجتمعية بشكل منهجي هادف ‏بالتشارك مع القطاعين العام والخاص‎.‎
وبين حاتم مسامرة انه لجعل الجامعات تخرج طلبة ‏يصنعون الفرص ، يجب عمل تخطيط وظيفي مبكرا ، ‏بحيث تحتاج الجامعات إلى تزويد الطلاب في وقت ‏مبكر من تجربتهم الجامعية ببيانات سوق العمل ذات ‏الصلة ، بما في ذلك قطاعات العمل التي تنمو، تحتاج ‏الجامعات أيضا إلى إعلام الطلاب بالفرص الوظيفية ‏المرتبطة بكل تخصص ، اضافة الى توسيع نطاق ‏الوصول إلى أنشطة التعلم التجريبي ، موضحا ذلك ‏بأنه ليس هناك شك في أن أفضل طريقة لبناء مؤهلات ‏الطلاب هي زيادة فرصهم للمشاركة في فرص التعلم ‏التجريبي‎ .‎
وبدوره وجه الدكتور محمد جرار نداءا الى الملك ‏بأهمية تشكيل لجنة ملكية للتطوير الأكاديمي على ‏غرار اللجنة الملكية للتحديث السياسي، بحيث تقدم ‏توصياتها وتكون ملزمة للسلطات العامة الأخذ بها ، ‏ويكون الضامن لتنفيذها الملك ، مؤكدا أن لا صعوبة ‏في ذلك فالاردن يزخر بالقامات الأكاديمية والعلمية ‏والإدارية التي يمكنها من صياغة مشروع تطويري ‏لكافة جامعاتنا الوطنية‎.‎
ومن جهته ذكر الدكتور نجيب ابو كركي أنه تم تقديم ‏‏12 مبادرة غير مسبوقة بعضها استفادت من تطبيق ‏أفكارها حتى الان جامعات تركيا والسعودية والهند ‏وهونغ كونغ ، موضحا أن بعض السياسات قصرت ‏واهملت و حرمت الجامعات والوطن من خير عميم ، ‏ويرى ان هناك العاب صغيرة بائسة لمصالح كبيرة ‏تهدم أجزاءا كبرى لصالح اي جزء صغير ، مضيفا ‏أن تخسير الجامعات ملايين بسبب صلاحيات خارج ‏الزمن يمكن معالجتها بكل بساطة ، وان عدم فعل ذلك ‏بحرص وعناية و دقة ومسؤولية ليست في صالح ‏الوطن‎.‎
ولفت المهندس خالد خليفات أنه ينبغي دراسة واقع ‏الجامعات بموضوعية وحيادية للتعرف على المعوقات ‏التي تواجهها وتذليلها وتصويب أوضاعها وخصوصا ‏المالية منها ، قبل تفعيل دور الجامعات لتكون حاضنة ‏مثالية و رافدا رئيسيا مهما لسوق العمل ، موضحا أن ‏النظرة إلى الجامعات يجب أن تكون كمؤسسات ‏أكاديمية مستقلة عن أي تدخلات خارجية مع ضرورة ‏المراقبة والمتابعة والمحاسبة الدورية من خلال ‏مجالس الأمناء‎.‎
وبين موسى مشاعرة أن الجامعات تهتم بالكمية وليس ‏بالنوعية ومع نهاية سنوات الدراسة الكل يتخرج ، ‏وبعد ذلك تبدأ المعاناة والبحث عن وظائف غير ‏متوفرة أصلا ، مطالبا بأن يتوجه الطلاب إلى ‏الدراسات العملية والصناعية ، وبالمثل نطالب ‏الجامعات بتوفير المتطلبات اللازمة للتصنيع والحرف ‏المختلفة ليتم رفد السوق المحلي‎.‎
وقال الدكتور خالد الجايح أننا بحاجة لتأهيل معلمين ‏ودكاترة الجامعات ، من خلال إخضاعهم لدورة تأهيل ‏تربية وتعليم ، بغض النظر عن تخصصه ، وتأصيل ‏فكرة القيادية والابتكار في المعلم والطالب ؛ بحيث ‏نمكن المعلم من ابتكار طرق تدريس وتفهيم ، وتدريب ‏الطالب على البحث العلمي ، ويجب مطالبة كل طالب ‏في كل سنة ببحث علمي ، لنخرج باحثين لا ملًقنين ‏‎.‎