عندما تسرق محصول المزارع ...


يقولون إن الحضارة لا ترحل أجزاء ولكنها ترحل كل كامل .

قال هيجل مرة أنك تستطيع أن تسرق محصول المزراع هذا العام ولكنه في العام القادم لن يزرع وستجوعان معا .

إتفقت البشرية على جملة من الأخلاق والعادات والطباع ، وإذا نظرت لها بعمق ستجد أن المصلحة القائمة على هذه الأخلاق تعم الجميع ، ونحن عندما نتعامل بهذه الطريقة في الحكم والتجارة والعادات والتقاليد ، فنحن نؤطر لحالة لن نستطيع أن نتعامل معها مستقبلا .

و تلك القصة التي وجد فيها الفارس رجل تقطعت به السبل فحمله معه وما لبث أن غدر به وسرق فرسه وهرب ، فما كان من فارسنا إلا أن صرخ بأعلى صوته يا هذا لا تحدث بهذا حتى لا تضيع المروءة بين الناس ، بين السماحة والمروءة وبين العفو والصفح تقوم مجتمعات وتندثر .

في المثل الصيني حكمة عجيبة تقول إجلس على جانب النهر وسيأتيك النهر بجثة عدوك ، وهناك مثل مكمل لهذا يقول العنيف يموت موتة عنيفة ، نعم العنيف يموت موتة عنيفة ، وإذا لم يقتله عنفه ستقتله نفسه التي بين جنباته ، أقرأ التاريخ جيدا لتعرف صدق هذه المعلومة .

ما يقوم به بعض المسؤولين من التضييق المباشر على مفاصل الحركة التجارية والصناعية يضر بالبلد والاستثمار، ما اتبناه أن حرية الحركة، وإحترام مال الغير واستثمارته هو الطريق لزيادة هذه الإستثمارات ونموها .

ما يقوم به البعض لا أراه إلا كما قال هيجل انت تسرق محصوله، والعام القادم لن يزرع ، وابشرك ستجوعان معا .

إبراهيم أبو حويله...