الفنان شلبي يونس: لكل منا طريقته بالنضال.. وأنا أناضل في صوتي

 واجبي العمل على جعل الأردن وجهة سياحية عالمية

أغنية "ميل على بلدي" نجحت ل بساطتها ومقاومتها للاحتلال

الأسرى بسجون الاحتلال مصدر الهامي ونحن مرابطون في الأرض

الأنباط - يارا بادوسي

‏من أعماق شواطئ حيفا، مرورًا بشوارع يافا والقدس الصامدة، حمل في يده رغيف الزيت والزعتر، والأخرى عشق فلسطين التي روّض من أجلها الكلمات والمقامات الموسيقية لتصبح فيما بعد إلهامًا موسيقيًا لملايين البشر عبر منصات التواصل الإجتماعي.  
الفنان الفلسطيني شلبي يونس، صاحب أغنية "ميّل على بلدي" التي حصدت واحدًا وعشرين مليون مشاهدة عبر منصة اليوتيوب، فيما تصدّرت "الترند" في مختلف منصات التواصل الاجتماعي، حضر إلى استوديوهات "الأنباط" المرئية ليحاورنا بشكل حصري حول منعطفات شخصية وفنية في مسيرة حياته، وتاليًا نص الحوار:-  ‏

دراستك الجامعية بتخصص البصريات ما الذي جعلك تدخل عالم الفن؟
حصلت على شهادتي من جامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن في محافظة إربد، وعملت في مجالي 5 سنوات، وما زلت أمارس مهنتي إلى ‏جانب الفن  ، لكن دخولي إلى عالم الفن كان مجرد صدفة ، والآن أصبح للمتابعين حق علي، ومن واجبي أن أقدم لهم أعمالًا تليق بذوقهم ‏الفني، وأن أكون عند حسن ظنهم ، خاصة بعد إخراج أول عمل لي، طُرحت أمامي عروضًا كثيرة لتقديم حفلات غنائية ، وأجبرت أن ‏أعطي الجانب الفني في حياتي اهتمامًا أكبر، وهذا ما حصل.‏

ما هي الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتك الفنية خاصة في بداياتها ؟
قلة الدعم كان من أكثر العوائق التي تقف في طريقي ، خاصة أنّني فلسطيني لم أصل إلى العالمية بشكل واسع، لكن ،أنا كشلبي، لم أواجه ‏صعوبات كبيرة بهذا القدر، خاصة أن الأهل والأقارب كانوا من الأشخاص الداعمين لي باستمرار ،و"ميل على بلدي" ،تحديدًا، لاقت ‏صدىً كبيرًا وتم دعمها من قبل أشخاص كثيرين ، وحاولنا قدر المستطاع أنا وكادر العمل أن نضع جهودنا كاملة من أجل إيصال صوتنا ‏للعالم أجمع.   ‏

أغنية ميل على بلدي حققت 21 مليون مشاهدة على اليوتيوب، هل كنت متوقعًا أن تصل لهذا الرقم وتتصدر" الترند" ؟
القصة بدأت بالصدفة ، لم أقرر مسبقًا أن أدخل إلى عالم الفن والشهرة ، والأغنية كان مقرر غناءها من قبل 8 مطربين ، لكن ‏خلافًا حصل فيما بينهم تسبّب بتغيير الخطة ، حيث عرض بعد ذلك كاتب الأغنية "قاسم يونس" أن أغنيها بصوتي ، وقبلت طلبه وقدّمت العمل، حيث توقعنا في بادئ الأمر أن تُحقق نجاحًا لأنّنا آمنّا بالعمل، لكن ما لم نتوقعه هو وصولها للعالمية بهذا الشكل، حيث توقّعنا أن تصل إلى نصف مليون ‏مشاهدة كحد أقصى.‏
 أدركت أن جمال أغنية "ميل على بلدي " يكمن في بساطتها وباستخدامها كلمات تصف فلسطين وتتغزل فيها، خاصة أن فلسطين موجودة ‏بقلب كل عربي وصاحب قضية، حيث وصفت الأغنية قداسة فلسطين التي تنبع من الأقصى ، ورسالتنا كانت أن تصل صورة فلسطين إلى ‏كل العالم وكل شخص يشتاق لزيارتها.‏


هل هذه المرة الأولى التي تستضيفك فيها هيئة تنشيط السياحة؟ وما هي المناطق التي زرتها في الأردن؟
بالبداية، أقدر جهود هيئة تنشيط السياحة في السعي نحو تعريف مختلف الجنسيات العربية والعالمية عن أبرز المعالم السياحية والأثرية في الأردن ، وهذه المرة ليست بالأولى لي في رحاب هيئة تنشيط السياحة الأردنية ، وأشعر بمتعة كبيرة بالتعامل معهم، وأقدّر جهودهم ‏دومًا، وأؤمن بواجبي كفنان عربي فلسطيني أن أكون شريكًا بالتعاون مع الهيئة لجعل الأردن وجهة سياحية عالمية وخيارًا أولًا لكل ‏سائح.‏
 كما أن دراستي في الأردن كانت بابًا لي للتعرف على مناطقها، واستضافتي من قبل الهيئة فتحت لي فرصة أكبر للتعرف على معالمها ‏السياحية والاستمتاع بها، وحظيت بزيارة إلى مدينة السلط، وانبهرت بجمالها وعراقتها ، واستمتعت كثيرا بزيارتي للعقبة وعجلون والفحيص ،‏وجميعها كانت تجارب جميلة بالنسبة لي.

كفلسطينيين لم تتركوا الأراضي الفلسطينية بعد حرب الـ 48 ، هل تشعر أنه هناك نظرة تجاهكم توحي بعدم إنتمائكم للقضية ‏الفلسطينية خاصة أنكم تحملون هوية الإحتلال ؟ ‏

نعم، نواجه هذه المشكلة في أغلب البلدان العربية، خاصة مع الأشخاص غير المطّلعين بشكل عميق على القضية الفلسطينية سياسيًا، ‏لكن في واقع الأمر يطلق علينا "المرابطين"، فنحن مستعدون دوما للتضحية بكل ما نملك مقابل أن لا نتخلى ونترك أراضينا، وهي ما ‏تبقى لنا من فلسطين، ونأمل أن تتغير هذه النظرة اتجاهنا، وأن تصل الصورة الحقيقية لكل العالم،  وما يؤكد على كلامي أنني أنحدر ‏من عائلة كان لها تاريخ طويل في المقاومة، وكل شخص منّا يناضل على طريقته الخاصة، وأنا أناضل في صوتي، وأكبر دليل على ذلك هو قضاء أحد أعمامي وخالي أيضا أطول مدة اعتقال في سجون الاحتلال والتي استمرت لـ 40 عام، ولم يتم الإفراج عنهم إلا منذ أشهر قليلة، حيث يعتبرون من أقدم المعتقلين في سجون الاحتلال.‏

كيف ترى دور الأردن وجلالة الملك بدعم القضية الفلسطينية؟

إن الأردن شعب وملك له مكانة خاصة في قلب كل فلسطيني، وله منّا كل الاحترام، ونثمّن جهود جلالة الملك في الدفاع عن القضية ‏الفلسطينية، خاصة أنها تجمعنا حدود، وأملنا بجلالة الملك باستمرار دعمه لنا وللقضية الفلسطينية.

ماذا توجه رسالة للأسرى الفلسطينيين كفنان عربي فلسطيني ؟

عندما خرج شقيق والدتي من سجون الاحتلال قال لنا:"أنا جاي أعطيكم القوة مش أنتوا اللي تعطوني إياها" ، حيث علِقت هذه الجملة في ذهني، ‏رغم بقائه في سجون الاحتلال لـ40 عام، لكنه لم يفقد قوته ولم يتنازل عن انتمائه للقضية ،فأدركت حينها أن الأسرى من ‏أكثر الأشخاص المقتنعين أنهم في طريقهم الصحيح لدعم القضية الفلسطينية ومؤازرتها ، وصدقًا نحن نستمد القوة والدعم منهم ، ‏وندعو الله أن يثبت خطاهم دومًا ، وأن تبقى قضيتنا قضية شرفاء.‏