نعلق في المفاهيم...نحن نعلق في المفاهيم ولا نستطيع مغادرتها للأسف...



السلبية موجودة وهي شعور ناتج عن إحباط،  وهذا الإحباط قد يكون نتيجة لموقف واحد نقوم بتعميمه على كل حياتنا.

ولكن مهلا هل هذا  التعميم صحيح،  وهل فعلا الحكم الذي اصدرته حقيقي ...

قال لي صديقي المحامي مرة أن القضاء فاسد ، قلت مهلا هل تقصد كل القضاء فاسد ، قال لا ولكن هناك فاسدون،  قلت نعم ، وكم واحد من هؤلاء تعرف حقا أنه فاسد ارجوك ارجع وعدهم في عقلك لا أريد معرفتهم ، قال واحد اثنين ثلاثة وتوقف ، قلت وكم قاض تعرف قال مئات. قلت تعرف المئات وثلاثة منهم فقط فاسدين ،،،، ثم صمت طويل .

لا تظن يا صديقي أن العشب أكثر اخضرارا في الجهة الأخرى،  ولا أن الدور الذي أنت فيه هو ابطأ من غيره صدقني لأنك ستعلق في قوانين ميرفي،  وإذا كنت لا تعرف هذه القوانين ، سيساعدك العم غوغل على معرفتها .

متى تكتشف هذه الحقيقة تكون قد قطعت النهر وأنتهى الأمر وما عاد هناك توقعات بل أصبحت حقائق ، ولو أن كل إنسان منّا راجع توقعاته لأدرك هذه الحقيقة ولكنه الأمل .

وبين الواقع والأمل ، يعبث العابثون وتنتشر الأكاذيب والأباطيل وتبث الأفاعي سمها ، وتعمل عصى الراعي بجرة السمن عملها فلا يبقى منه شيء ، ويظن الحالمون بأن مجرد الحلم كاف للتغيير ، وبأن رفع اليدين بالدعاء يفعل الأعاجيب .

ونسي بأن اليهود على مكرهم وخبثهم ظلوا في الذل ألاف السنين ، وما تغير حالهم إلا بعد أن توحد صفهم وعظمت التضحية في صفوفهم وأنفق أصحاب المال أموالهم ، وعمل أصحاب العلم بعلمهم ، ووحد أصحاب السياسة صفهم ، مع أن كل هذا موافق لارادة الله لهم ، ومع ذلك لم تتحقق بدون عمل .

وأدرك اليهود بخبثهم أن هذه الحقيقة تصلح مع كل الشعوب وفي كل الأزمنة ، فهم ما زالوا يمارسون سحرهم ويعبثون بأحلام الناس وأمالهم ، وفرق بين توقع الأفضل والعمل للأفضل ، بينهما مسافة شاسعة من العمل والتخطيط والإعداد والتفكير والهمة والعزيمة .

على البشر اليوم إعادة النظر  في هذا الكم من الأفكار السلبية التي نغرسها في المجتمع ونحملها في أنفسنا  تجاه الأخر ، واسمحوا لي أن أقول قد يكون الأخر هو الحكومة ، أو اخوك الذي في الحكومة ، أو انت عندما كنت موظفا ، أو ما زلت ، فنحن فى صورة ما أيضا الأخر...

 وإعادة النظر في هذه المفاهيم وتصنيفها، والتخلص من الضار والمميت والقاتل فيها .

ما يرشح إلينا من معلومات هو تماما ما نعلمه من الشارع وليس من فم الحقيقة في كثير من الأحيان،  نعم نفتقد التواصل الصادق بين المسؤول والمواطن،  وبين المواطن والمسؤول ولذلك نلجأ إلى الإشاعة  ، ولو تكلم المسؤول بصدق لكفى الكثيرين مؤنة القتال عفوا المقال .

وكم كانت المعلومات التي في الشارع مجرد إشاعات مبنية على مجموعة من الأكاذيب صيغت لتظهر كأنها حقيقة.

لن تستطيع الحكم بدون معرفة حقيقية وأدلة وبينات.

لذلك تريث وتأكد وحاول ، ولا تتهم إلا بعد أن تكون عندك بينة أو دليل ، وإلا فهذا ظن وانت تعرف تماما ما هو الظن .

إبراهيم أبو حويله...