أجواء الأردن..(براااد)


الانباط - خاص

قرأت قبل فترة تقريرًا يضم جدولًا لأسماء المناطق الأعلى درجة حرارة في الدول العربية، والذي نشرته محطة "بلاسيرفيل" في كاليفورنيا الأمريكية، ولكنّني تحفّظت عليه، لأن معدلات درجات الحرارة المُعلن فيها مبالغ فيها بشكل ملحوظ.

ويذكر الجدول ذاته أن درجة الحرارة على سبيل المثال، في منطقة القيصومة في المملكة العربية السعودية بلغت 48.4 درجة مئوية، فيما بلغت درجات الحرارة في مدينة بني ملال في المغرب 47.4 درجة مئوية.

إن ارتفاع منطقة القيصومة يبلغ 335 مترًا فوق سطح البحر، وتتشابه تضاريسها الصحراوية إلى حد كبير بتضاريس مدينة المفرق الأردنية، لكنّ درجات الحرارة في الأخيرة لم تتجاوز 39 درجة مئوية في أغلب الأيام.

كما أن ارتفاع مدينة بني ملال عن سطح البحر لا يتجاوز 620 مترًا، بينما يبلغ ارتفاع منطقة الأغوار في الأردن عن سطح البحر حوالي (400) مترًا فقط، ولكنّ درجات الحرارة المُعلنة في الأخيرة لم تتجاوز في حدودها العليا 42 درجة مئوية.

إن درجات الحرارة المذكورة في الجدول ذاته قد تكون مبالغ فيها، مما يجعلنا نقف بإحترام أمام التجربة الأردنية لرصد درجات الحرارة التي تمتاز بالمنطقية، وغير المبالغ فيها، فالعاصمة عمان، على سبيل المثال، عاشت يوم الجمعة، درجة حرارة لم تتجاوز 37 درجة مئوية، رغم ارتفاعها عن سطح البحر بما لا يتجاوز 770 مترًا، ولكن بعض المواطنين ينشرون عبر صفحاتهم درجات عالية جدًا من خلال مركباتهم، وهذه الأرقام غير دقيقة، حتى لو كانت المركبات ( موديل السنة)، لأنه ربما كانت المركبة تقف مباشرة تحت أشعة الشمس، أو تسير في طرق العاصمة المزدحمة كالطريق الواصل بين صحيفة "الأنباط" والدوار الثامن.

إن بعض هذه الدول قد تكون فيها درجات الحرارة غير دقيقة ومبالغ فيه، وذلك يعود إلى ضعف في مؤسساتها وعدم العمل بشكل وطني، فنشر درجات حرارة عالية قد يُضر بقطاع السياحة فيها، ويتسبب بتعطيل المؤسسات في القطاعين العام والخاص، ناهيك عن إضرارها بالاقتصاد المحلي.

لذلك؛ أيام الصيف قليلة، والمكيّفات الهوائية كثيرة، ومصلحة البلد الإقتصادية أمانة في رقابهم، فإنه لغايات نشر درجات الحرارة بشكل دقيق، فإنه ليس عليهم سوى أن يركنوا مركباتهم في الظل، وعدم السير بالطرق القريبة من الزحمة والدواوير.