داء القطط يسبب اجهاضاً للحامل وتشوّهات عصبية للجنين

الأنباط – زينة البربور
قد تكون النصائح المتعلقة بعدم تربية القطط والكلاب داخل المنازل متكررة اعتاد المواطن على سماعها، إلا أن الالتزام بها قد يكون نادرًا، مع العلم أن أحد الأمراض التي تنقلها القطط والكلاب إلى المرأة الحامل تودي بها إلى الإجهاض.
وأكد استشاري أمراض جراحة النساء والتوليد ،الدكتور ديب الحمامي، لـ"الأنباط" وجود ما يسمى بـ " التكسوبلازما " وهو نوع من الأمراض الذي اثبت العلم أنه يتسبّب بإجهاض الجنين، مبينًا أن هذه الجرثومة ليس لها أعراض أولية، إنما تسبب إجهاض مباشرة.
وأوضح أنه يتم الكشف عن المرض لدى المرأة الحامل من خلال تشخيص الأطباء لحالات الإجهاض المتكررة لديها، لافتًا أنه يتعين على الأطباء في هذه الحالة القيام بفحوصات معينة للكشف عن السبب الحقيقي وراء الإجهاض المتكرر.
وأشار أنه يتم انتقال المرض إلى الإنسان بالملامسة الزائدة للحيوان، مشددًا على ضرورة الابتعاد عنهم، وموضحا أن غالبية الأمهات يخلق لديهن مناعة دائمة بمجرد الإصابة بالمرض مرة واحدة.
وأضاف أنه في حال لم تخسر الحامل جنينها، فإنه يتوجب عليها متابعة صحت جنينها بعد الولادة لضمان سلامته وعلاجه المبكر لتفادي أعراض المرض المحتملة كالتشوهات العصبية.
وتابع، أنه بحال إصابة الأطفال بهذا المرض فإنه يهاجم المخ، حيث أن أبرز أعراضه هي تكلّس وازدياد كهرباء المخ، والتي تستدعي في هذه الحالة لإجراء طبي من خلال صورة طبقية أو رنين مغناطيسي.
وشدّد على ضرورة التزام المواطنين بالإجراءات الصحية والطبية في تربية الحيوانات كإعطائها المطاعيم الضرورية والاهتمام بنظافتها، وذلك لضمان الحماية الكافية لمربيها.
وختم أن غالبية الحالات التي تصيب المريض تنتقل عبر القطط مع احتمالية انتقالها عبر الكلاب، مشيرا أن الشائع أنها جرثومة خاصة بالقطط.
في السياق ذاته، أوضحت الدكتورة البيطرية تغريد فريحات، أن داء القطط يعد من أبرز الأمراض المشتركة بين القطط والإنسان، ويعرف بمرض" التكسوبلازما " وهو مرض يسببه أحد أنواع الطفيليات أحادية الخلية.
وأكدت انه ليس كل مربو القطط يصابون بهذا المرض، فقد تصاب إحدى الإناث بالرغم من عدم تربيتها للقطط، وبمجرد أنها تعاني فوبيا منها، مشيرة إلى وجود عدد كبير من هذه الحالات، عازية ذلك إلى إخراج القطط فضلاتها تحت التربة في المناطق الزراعية، ما يؤدي إلى انتقال الجرثومة للخضار كالبندورة والبطاطا وغيرها من الورقيات التي تنبت تحت التراب، لافتة أنها أكثر عرضة لتاخذ الجرثومة من النباتات التي تنمو فوق التربة.
وذكرت أن العدوى تحدث عن طريق براز القطط، نافية انتقاله للمرأة عن طريق الوبر أو التنفس بالقرب منها، مشدّدة على ضرورة غسل الخضار جيدا قبل تناولها، وعمل اختبار الكشف عن مرض "التوكسوبلازما" لدى القطط مرة على الأقل سنويا.
من جانب آخر، ذكر أحد أطباء النسائية والتوليد أن العدوى تنتقل للمرأة الحامل عن طريق تنفس القطة في وجهها، أو دخول وبرها للجهاز التنفسي الذي يسبب التهابات رئوية تنتقل إلى الرحم الذي بدوره يؤدي إلى الإجهاض.
ومن الجدير ذكره، أن أهمية القطط تكمن بأنها الجزء الأساسي في دورة حياة طفيل التكسوبلازما؛ إذ يكثر وجوده في براز القطط، واللحوم غير المطهوة جيدًا.