نبيل أبوالياسين: يوضح تفاصيل مهمه وخطيرة بشأن توقيت عرض الفلم الهندي

نبيل أبوالياسين: يوضح تفاصيل مهمه وخطيرة بشأن توقيت عرض الفلم الهندي

كتبت: نسمه تشطة

قال"نبيل أبوالياسين" رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في القضايا العربية والدولية، في بيان صحفي صادر عن اليوم «الجمعه» للصحف والمواقع الإخبارية ، إن الأفلام الهندية التي يتم عرضها الآن في دور العرض ورفضت المحاكم الهندية وقف عرضها رغم إنها تحمل في مادتها ترويج واضح وعلني لصورة سلبية عن الإسلام والمسلمين، متساءلاً؛ إلى متى يتم إستفزاز مشاعر المسلمين، وإلى متى يستمر الصمت العربي والإسلامي والدولي تجاة الإساءات المتكرره والمدعومة من الحكومة الهندية للمسلمين؟، فلم نشاهد على مدار العقود الماضية ثمة عملية إستفزاز  واحدة من المسلمين لأي ديانة أخرىّ، فلماذا تدعم الحكومة الهندية الحالية هذة الأعمال الإجرامية؟، التي تعُد إنتهاك صارخ للديانات الآخرى؟.

وأضاف"أبوالياسين" أن هذه الأفلام  المزعوم عرضها الآن في دور العرض السينمائية التي  تروج لصورة سلبية عن المسلمين آثارة قلقاً بالغاً في البلاد قبيل الإنتخابات الوطنية المقررة العام المقبل، وأن الفلم المزعوم  "حكاية كيرلا" يعُد من بين مجموعة أفلام تثير القلق من أن بوليوود تبث دعاية ثقافية لحشد الدعم للحزب الحاكم في الهند قبيل الإنتخابات على حساب تشوية صورة الإسلام  والمسلمين، وسط  دعوات حزبية بإستخدام الأفلام لتحقيق مكاسب  سياسية!!. 


مضيفا؛ أنه ومن خلال متابعتنا عن كثب فإن المقطع الترويجي للفيلم، والذي يتصدر شباك التذاكر في الهند الآن، أنه يُشير إلى أن العمل يصور فتيات بريئات يتم الإتجار بهن من أجل الإرهاب، بينما يؤكد: بأنه مستلهم من العديد من القصص الحقيقية عن الإسلام والمسلمين بشكل إستفزازي وغير مقبول على الإطلاق، وأن هذا الفيلم الذي يروي قصة خيالية عن إمرأة هندوسية إعتنقت الإسلام وتطرفت وفق مادة الفلم المزعوم، وحل في المرتبة الثانية من جهة الإيرادات عام 2023، وجاء هذا بسبب ترويجه من قبل مخرج الفلم"سويبتو سين"، الذي دعا على الملأ بأنه يجب على الآحزاب السياسية إستخدام الفلم لتحقيق مكاسب سياسية في إشارةً؛ منه للإنتخابات المقبلة، مادفع الأحزاب لحث أعضاءها للذهاب بكثافة لمشاهدة الفلم في دور العرض.

حيثُ: يستغل رئيس الوزراء الهندي"ناريندرا مودي" أفلاماً تروج لصورة سلبية عن المسلمين يهدف حشد مرشحين للإنتخابات المقبلة وسط غضب لكافة المسلمين في الداخل الهندي، وآخرين من غير المسلمين، وأستنكرتة جميع المسلمين في أنحاء العالم، وقد أثار فيلم "حكاية كيرلا" الهندي قلق شديد من أن بوليوود أصبحت تبثّ دعاية ثقافية لحشد الدعم للحزب  الحاكم في الهند قبيل الإنتخابات، والمقاطع الترويجية تسيئ بشكل خطير للإسلام وللمسلمين والخطورة هنا تكمن في من يروج لها فهو "الحزب الحاكم للبلاد".

وعلى نقيض هذا فقد شاهدنا في 27 يونيو الماضي كيف أستغل رئيس الوزراء الهندي  "اليوغا" لأغراض سياسية مستخدماً الرياضة الروحية لمحاولة تجميل صورة الهند؟، وقاد "مودي" جلسة يوغا في الأمم المتحدة حينها، بدا خلالها كزعيم روحاني يدعو للسلام والتسامح!!، وتساءل الكثيرون آنذاك؛ كيف يسعىّ رئيس الوزراء الهندي "اليميني" إلى تبييض صورة الهند، رغم قمع الأقليات وخاصة المسلمين منهم؟، وقد وصل"مودي" يوم الثلاثاء 21 يونيو من العام الجاري، إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية، وتوقف أولاً في نيويورك، حيث مقر الأمم المتحدة، وقاد جلسة لرياضة اليوغا مدتها ساعة شارك فيها أكثر من ألفين من الدبلوماسيين والمسؤولين في المنظمة الأممية !!.

ووضح "أبوالياسين" ما هي قصة اليوم العالمي لرياضة اليوغا؟، لمن لا يعرفونها، قائلاً: إن"اليوغا" هي رياضة روحية تقوم على مبدأ، أو فكرة أن جميع البشر مترابطون، وأنهم يجب أن يعيشوا في وئام وتعاون فيما بينهم طوال الوقت بغض النظر عن العِرق أو الدين، أو أي شكل آخر من أشكال الإختلاف بين البشر، وترجع جذور هذه الرياضة إلى الشعوب الآسيوية في الأزمان القديمة، ولكن الغريب والعجيب أنه، ومنذ وصول"مودي" إلى السلطة في الهند عام 2014، وبذل جهوداً مكثفة ليتم توصيف "اليوغا" على أنها ممارسة هندية قديمة!!. 

متواصلا؛ وسمَّاها هدية الهند إلى العالم من أجل الصحة والرخاء والسلام!!، والغريب أنه 
وفي نفس العام الذي أصبح رئيساً للوزراء، قدمت حكومة "مودي" مشروع قانون للأمم المتحدة يقترح تحديد يوم عالمي لـ"اليوغا"، وحظي مشروع القانون بدعم 175 دولة حينها، ليتم الإحتفال كل عام يوم 21 يونيو باليوم العالمي لـ"اليوغا" وكانت البداية في عام 2015، وإستطرد"أبوالياسين" حديثة حيثُ قال: حقاً أنهم يقولون ما لايفعلون ويحبوا أن يحمدوا، ويتحدثون عن السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان بأفواههم وما تخفي صدورهم عكس حديثهم الذين يشتدقون به بعقول الناس في كل محفل يتواجدون فيه. 


وإستنكر"أبوالياسين" بشدة الأفلام التي تحوي على مواد كاذبة، وسلبية  عن المسلمين الصادرة مؤخراً، التي تبث الأكاذيب، فضلاًعن: أنها تثير الإنقسامات بشكل واضح للجميع وتعيى بتلك الوسائل على شيطنة الأقلية المسلمة، قبيل الإنتخابات المزعومة والمقررة العام المقبل، كما إستنكر؛ تصريحات مخرج الفلم المتطرف"سوديبتو سين" والذي أفصح فيها علناً عن ميوله السياسية، بعدما أقترح على جميع الأحزاب السياسية الإستفادة من فيلمه المزعوم وإستخدامة  لتحقيق مكاسب سياسية وإعادة إنتخاب رئيس الوزراء الحالي الذي شن حملة عدائية ضد المسلمين منذُ تولية سدة الحكم. 


مستنكراً: من أنه على الرغم من أن  تعرف أكبر دولة في العالم"الهند"  بتاريخها الطويل في الرقابة على الأفلام، لكن نرىّ أن القطاع  أصبح ينتج بشكل متزايد أفلاماً تتشارك الإيديولوجيا ذاتها مع حكومة رئيس الوزراء" ناريندرا مودي" القومية، وتملك السينما الهندية جاذبية خاصةً بالنسبة للهنود، كما تُعد بالتالي وسيلة لا مثيل لها في قدرتها على الوصول إلى العامة، وفق متابعتنا عن كثب لهذا الملف، وأنه وفي عهد رئيس الوزراء الحالي، إستخدمت الأفلام بشكل متزايد وخطير لنشر رسائل مثيرة للإنقسامات تعزز الأفكار المسبقة المعروفة لدىّ القادة السياسيين.


متواصلاً؛ وقد شاهدنا وشاهد الجميع بأن تزامن صدور فيلم "حكاية كيرلا" المسيئ للإسلام بشكل عام، وللمرأة المسلمة على الخصوص في مايو الجاري مع الإنتخابات في ولاية كارناتاكا جنوبي الهند، والتي سخر لها حزب مودي بهاراتيا جاناتا" حزب الشعب" كل إمكانياتهُ، وأدت إلى إندلاع إشتباكات بالحجارة في ولاية ماهاراشترا المجاورة وأسفرت عن سقوط قتيل وعدداً من الجرحى، فضلاًعن؛ دعم رئيس الوزراء للفيلم خلال تجمع إنتخابي متهماً حزب "المؤتمر" المعارض بـ"تأييد التوجهات الإرهابية، يعُد تحريض علني من قبل حكومة "مودي" ضد الإسلام والمسلمين، ونرىّ أن مادة الفلم الذي يعُد قليل الكلفة، ويستند إلى نظريات الحب والجهاد التي تتهم رجالاً مسلمين بالسعي لجذب الهندوسيات أمر خطير للغاية ويعرض 200 مليون مسلم لخطر مؤكد؛ لا يجب تجاهلة من قبل المجتمع الدولي. 

وأشار"أبوالياسين" إلى أعضاء حزب رئيس الوزراء الحالي الذين نظموا عروضاً مجانية للفيلم، ومسعىّ حكومتا ولايتين بقيادة "بهاراتيا جاناتا" بتخفيف الضرائب على التذاكر لتشجيع أنصارهم  على مشاهدة الفلم، وهذا يؤكد؛ على الإستخدام الرخيص لحكومة"مودي" لصورة سلبية عن المسلمين كداعية للإنتخابات، دون النظر إلى عواقب هذه الدعاية القذرة والغير مسؤولة على الإنقسامات التي تولدها في البلاد فضلاًعن؛ عن أنها تُعد إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان، قد تولد فتنة طائفية غير مسيوقة في البلاد، وخاصةً في ظل أن مخرج الفلم المزعوم يرىّ أن فلمة ضرب على وتر حساس في الهند التي تضم شريحة من المسلمين تعُد من بين الأكبر في العالم، وهي أكثر من 14% من إجمالي سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.

مشيراً؛ إلى أنه يُعد فيلم "سويبتو سين" واحداً من بين عدة أفلام بدأت تبتعد عن الأسلوب التقليدي المتبع في بوليوود، والقائم على الرقص والغناء والأكشن، وكانت تركز مجموعة الأفلام التي تُصدر  ونشاهدها  على الجيش لتروي قصصا قومية ووطنية عن أعمال بطولية قام بها جنود، وعناصر شرطة، من الهندوس عادة، في مواجهة أعداء من خارج الهند وداخلها، ولكن ما نشاهدة مؤخراً، وخاصةً بعد تولي"ناريندرا مودي" منصبة كرئيس وزراء للبلاد توجه جديد للسينما، ولطالما إستُخدمت السينما كأداة دعائية، والذي لا تقوم هوليوود على ذلك؟، على سبيل المثال منذ تأسيسها،  يؤكد؛ على أن بوليوود تتعرّض لهجوم مباشر من قبل الحكومة الحالية.

كما أشار"أبوالياسين" إلى أبرز الأفلام الصادرة مؤخراً وهو "ملفات كشمير"، الذي يروي تفاصيل مروعة عن فرار مئات آلاف الهندوس هرباً من المقاتلين المسلمين في شطر إقليم كشمير الخاضع للهند خلال العامين 1989,1990، وفي الأثناء يروي فيلم "غودرا" المقبل أحداث حريق القطار عام 2002 الذي أسفر عن مقتل 59 حاجاً هندوسياً، وأثار أعمال شغب طائفية دامية في غوجارات، فيما يشير المقطع الترويجي له إلى أن أعمال العنف كانت "مؤامرة" متعمّدة،  وحينها نفذت الحكومة حملة أمنية ضد معارضيها شملت حظر وثائقي أعدّته بعض القنوات الغربية عن دور "مودي" في أعمال العنف في غوجارات. ووصفت تغطية هذه القنوان بأنها دعاية معادية وهراء مناهض للهند.

وختم"أبوالياسين" بيانه الصحفي، حيثُ قال: لـ"الصحف والمواقع الإخبارية" إن التناقض إذاً هنا صارخ ومفضوح بين الصورة التي يرغب "مودي" في تصديرها للعالم من خلال رباضة "اليوغا" التي يزعم بأنها ممارسة هندية قديمة!!، وبين واقع الهند تحت قيادتهُ المتطرفة، ورصدنا من خلال متابعتنا عن كثب، كيف يستند "مودي" في مواقفه، وفي علاقتهُ ببقية الدول إلى كون الهند أكبر دولة ديمقراطية في العالم وتحترم حقوق الإنسان!!، في حين أن العالم بأكملة يشاهد الحكومة التي يترئسها المدعو"مودي" التي تقم بشكل ممنهج بإضعاف المؤسسات المدنية، وتحويل الأقليات وأغلبها المسلمة إلى مواطنين من الدرجة الثانية!؟.

وأكد"أبوالياسين" على أنهُ إذا كان زعماء الهند السابقون إستغلوا الصراع، والتناحر الديني وإستخدموا مؤسسات الدولة سلاحاً في وجه معارضيهم، وأداة للبقاء في السلطة، فإن مشروع "رئيس الوزراء الحالي "مودي" أشد إحكاماً من ذلك بكثيير فهو يعمل على تجميع منهجي لأدوات السلطة بين يديه، ولا يستخدم لهذا وسائل الإستيلاء التقليدية على السلطة، وإنما يعمد إلى وسائل أحكم وأدوم يبتغي من ورائها، وسم الهند بطابع الأيديولوجية الهندوسية وفرضِه على الديمقراطية العلمانية المنصوص عليها في دستور البلاد، ومن خلال هذه الغاية، أخضع "مودي" لإرادتهُ وسائل الإعلام والمحاكم والسلطة التشريعية، وحتى  منظمات المجتمع المدني التي من المفترض أنها لاتنخرط في السياسة، وفق النظام الأساسي لها ووفق ميثاق الآمم المتحدة وتلتزم بالحياد ولكنها أصبحت خاضعه له.

مؤكداً؛ أنه وفي أثناء قيام"مودي" بكل هذا، ورغم الحاجة الماسة إلى بلاده في كثير من قضايا العالم الكبرىّ، والمصاعب التي تواجه الديمقراطية في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، جعلت رد حلفائهُ الغربيين، وغيرهم على ما يفعله بالبلاد ضد الأقليات المسلمة وغيرها رداً ضعيفاً هين الشأن،  وهذا  ما شهدناه بوضوح، وبشكل جلي من خلال الإستقبال المهيب الذي إستقبلة به الرئيس الأمريكي"جوبادين" لـ"مودي" خلال زيارتةُ لـ"واشنطن"، ومن هنا أقول: إنه ليس من الصعب تصور أسباب تلاقي المصالح بين إدارة "بايدن"، التي أثبتت المواقف الفعلية على أرض الواقع أن حقوق الإنسان والديمقراطية ماهي إلا شعارات بالنسبة لها، وبين مودي، الذي يرىّ في"اليوغا" الغطاء النموذجي للتستر على السياسات القمعية والعنصرية التي تتبعها حكومتهُ في الداخل ضد الأقليات وخاصةً المسلمه.